رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 22:35
المحور:
المجتمع المدني
الجميل والقبيح
في ظل تفشي مفهوم المصلحة، أخذت غالبية الشعب العمل وبسرعة بهذا المبدأ، فعندما تقوم الحكومة/ الحركة/ الحزب الحاكم بالدعوة لأي فاعلية نجد الجميع يؤيد/يدعم هذه الخطوة، وكأنها (جاءت على الوجع) كما يقال في العامية، لكن هذا التأيد مشروط من قبل هؤلاء المنتفعين، أولا المشاركة يجب أن تكون أثناء الدوم الرسمي، وثانيا تأمين المواصلات، وثالثا تأمين وجبة غذائية مع المشروبات، هكذا يتم تأيد الحكومة، فليس هناك شيء يقدم بالمجان!.
في هذا الزمن العجيب أصبح العمل الوطني مقترن بالأجرة، فعندما يقوم أي مواطن بالقيام بعمل ما، يعبر فيه عن مشاعره وقناعته الوطنية، يكون هناك متربصون يعملون على تخريب وتشويه هذا العمل أولا ثم الشخص ثانيا، من خلال تقديم (الدعم) المالي والمادي والمعنوي له، قد يبدو هذا الدعم في شكله ايجابيا، ويخدم المصلحة الوطنية، لكنه في حقيقية الأمر يضر ويخرب العمل الوطني والمواطن معا، وتأكيدا على هذا الاستنتاج نـأخذ مما يجري على الساحة الفلسطينية تحديدا، لقد أمسى أي فعل، مسيرة/ مظاهرة/احتفال/تأيد/تنديد/تضامن/... لا تقدم فيها الجهة المسؤولة كافة المستلزمات، من مواصلات، يافطات وأعلام، وجبات طعام ومشروبات، كرت جوال، لا نجد إلا القلة تشارك فيه، والدليل خيام التضامن مع الأسرى.
لقد تم ترسيخ فكرة العمل المأجور عند الشعب، وعلى كل من ساهمت على تشويه صورة النضال الوطني أن يعمل على التقدم من جديد نحو الصفاء والعطاء الخالص للوطن ولله، فإذا استمر الوضع على هذه الشاكلة لن يكون هناك أي مناضل ولا نضال، بل مجرد منتفعين مأجورين.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟