أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - احاديث ليل الزعفران














المزيد.....


احاديث ليل الزعفران


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 15:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


احاديث ليل الزعفران
نعيم عبد مهلهل

مرة أحد المعلمين الشعراء في مدرستنا مخطوطة تقول : هذا المكان لا يزرع فيه الزعفران ولكن تزرع فيه المواويل والاحزان. ومن يومها تخيلت الزعفران وعطره ، وسمعته مثلا بين الناس على يضرب للشيء الذي يكون مذاقه وعطره طيب ويقولون :مثل رائحة المسك والزعفران . وعندما أسألهم هل رأيتم الزعفران وشاهدوه ووضعتموه على ارز موائدكم .فيكون رد الجميع : كلا .
حتى أمي كانت تشبه فيه طبيخها يوم تريد أن تغري ابي ليأكله بعد مجيئه متعبا من عمله ، فكنت اسألها : أين عطر الزعفران ؟
فترد : عطرهُ في نبضاتِ قلبي وأنا أقف امام القدر أعدُ لكم عشاءكم.
وهكذا بقيَّ الزعفران الخيال السريالي للجمال الذي لا نشمه ولكننا نشعره لأن الاثرياء والملوك وحدهم من يوفروه لموائدهم ، ولكنني نقلت خيال الزعفران الى ليل الاهوار عندما خدمت بعض من جنديتي في منطقة الشهابي على الحدود مع ايران بمحاذاة قضاء بدرة وأمام واد يطلقون عليه وادي ( الزعفران ) ، وكانت سعادتي اني سأتحول في هذا المكان مثل الذين يبحثون عن الذهب في أول سنوات نشأت امريكا وحتما حين أعثر على نبات الزعفران سأكون حصلت على ثروة لأني اعلم أن ما يقرب من 4,000 زهرة يمكن أن تنتج نحو 28 غم من الزعفران.
حيث تنزع المياسم من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة أو دقيقة على نار هادئة. وهذه المادة لونها أحمر برتقالي وذات رائحة نفاذة وطعم مميز، وتحفظ في أوان محكمة لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة. وللزعفران رائحة طيبة ولكن مذاقه مر. يستخدم في الطهي ليكسب الطعام نكهة طيبة، كما يُستخدم في تلوين الحلوى، ويستخدمه الناس في أوروبا والهند لتتبيل أنواع من الطعام.
هكذا هو الزعفران فيما عرفت عنه وقرأت. ولكن الخيبة سكنتني عندما لم أجد أي أثر للزعفران في الوادي الذي يحمل اسمه وطوال ستة شهور وانا ابحث بين الاودية والتلال والعشب حتى مع هطول المطر وظهور الاقحوان الاحمر إلا أن الزعفران لم يظهر ولم اجد سوى اوتاد حقول الالغام والحفر التي خلفتها قذائف مدافع الهاون أو بقايا بدلات ممزقة لجنود كانوا يتجحفلون في هذا المكان القاحل الذي ربما كان في عصر ما مكانا يزرع فيه الزعفران.
ضحك شغاتي وقال لي : لا زعفران في وادي الزعفران فكيف تريده ينبت هنا في ضفاف الاهوار المالحة ؟
قلت : أذن نبقيه خيالا لطعم لم نتذوقه ونفترضه على موائد الطبيخ.
قال شغاتي : لا ينفع ، فالروبة تفقد طعم كل بهارات الرز انها تغني عن أي طعم عندما تمتزج بالرز الشتال . ثم اردف قائلا : دع الزعفران مضرب امثال للعلاقة الطيبة بين البشر . حتى عندما لا نتذوقه ، فلربما المؤمنون منا من تكتب لهم الجنة سيتذوقون هناك في حدائق الله.
شدني عبارته حدائق الله ، وسألته من اين لك هذه العبارة.؟
قال :ذات يوم استاذ ناصر القى بينكم قصيدة عنوانها حدائق الله ، لم افتهم منها اي شيء سوى عنوانها.
تذكرتها وضحكت وقلت نعم : الزعفران متوفر في حدائق الله حتما..........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة
- مليون عريف ومدينة واحدة
- الحلة والدلة
- براغيث قطار طوروس
- يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )
- فرارية أثينا
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق
- خرافة نهاية العالم
- ملح وسمك وغاندي
- دشداشة الملك


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - احاديث ليل الزعفران