محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 01:22
المحور:
كتابات ساخرة
ألتقيت قبل أيام بصديقي أبو محمد فوجدته شارد الذهن وقد نال منه القلق والأعياء وعرفت أن والده مصاب بنوع غريب من السرطان ، كان والده قد أحس بنغزات في صدره تأتيه في الليل وأستمر الأمر لليالي طوال ، فذهبوا به الى طبيب أحالهم لأخصائي حيث أخذوا له أشعة أكس وسونار ، أكد له الطبيب على أنفراد أن أباه مصاب بنوع نادر من السرطان الشعاعي الذي يتفرع لخيوط وهو متركّز في الجزء العلوي للرئة اليمنى ، عرضوا النتائج على طبيب آخر فكان نفس الجواب ، أبو محمد قرر أن يأخذه للهند للعلاج وأن يخبره بالحقيقة المرّة بعد تدبّر أمور السفر والمصاريف عن طريق أشقائه وأكملها بالإقتراض ..
يوم أمس ألتقيت بأبو محمد وهو ينزل من سيارته فيما كنت خارجا" من مكان فأستقبلني بإبتسامة وضحكة طويلة فأستغربت وسألت :
- شجابك ابو حمودي ، تصورتك رحت ويّه الوالد للهند !
- مارحنا والحمد لله
- ليش وشلون ؟
- الفضل لإبن أختي حسوني اللي عمره ثلث سنوات طلع شيطان وعرف العلّة والعلاج
- معقوله ... شلون !
- ألتمّت العائلة عساس يودّعونا قبل لانسافر والجهال كانوا متعاركين على حضن جدهم ،وبهاي الأثناء وگعت حبّايات غندوره كان شايلها حسوني ، ربّك جابهن يوگعن بجيب الوالد ولما ظل حسون يطلّع بيهم طلّع وياهم واير شعري مال كهرباء ، حسوني حطّه بحلگه بدون مايشوفه لحد ما صاح (آه) ، أنتبه عليه الحجّي والظاهر دماغه أشتغل وعرف سالفة الواير وراواه للحاضرين ، كان السلك صغير وملتصق بزاوية الجيب وبسببه كان الوالد يحس بالنغزات لما يلبس دشداشته بالليل ولإن أنخبصنا أخذناه للطبيب بنفس الدشداشه اللي متعوّد يلبسها بالبيت لأن بارده وخفيفه ومايقبل ينزعها لو شلون ماكان ولذلك طلعت صورة كفشة الواير بالأشعه والسونار !!
- معقوله !
- معقولتين خويه وهسه الوالد يريد رد أعتبار وتعويض عما لاقاه من قلق ودمار
- ومنين يريد تعويض !
- منّي ومن الوالده ومن الطبيب ومن أبو المولد ويريد يرفع دعوى على أهل الكهرباء لأن بسبب طلايبهم نسى السلك بجيبه وتعرف هو كان عسكري وصار متقاعد وما يعرف يگعد وصار يلّهي نفسه يوميه بتصليح أعطال الكهرباء للبيت والجيران .
- وشراح تسوون
- راح نسوي صفقة و هوّه يتنازل عن التعويضات وأحنا نزوجه بلكي يجوز ومايتحارش بالكهرباء !
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟