أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - محاربة داعش والمنطقة العازلة مجدداً














المزيد.....


محاربة داعش والمنطقة العازلة مجدداً


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 21:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تبدو التطورات الاخيرة في المنطقة وكانها تمهد لمرحلة جديدة من التفاهمات، التي يمكن ان تقود إلى تطوير مغاير في الاستراتيجية الأمريكية بشان محاربة داعش، قد بأت كواحدة من النتائج المباشرة للاتفاق النووي الايراني – الأمريكي، الذي يرسم ملامح سياسة امريكية جديدة في المنطقة، يظهر فيها الاتفاق بين واشنطن وأنقرة أخيراً، كواحد من مستحقات استراتيجيات التعاون الذي تفرضه ضرورات الوضع الأمني المتفاقم في الشمال السوري بأكمله، وتأخذ فيه تركيا دوراً أساسياً في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش، وبالطبع هناك أهدافاً وغايات تخصكل من الطرفين التركي والأمريكيي، خاصة وان أنقرة باتت أمام تحديات مباشرة، تتصل بالأمن القومي التركي، في اتجاهين: داعش والحركة الكوردية.
المنطقة العازلة اليوم، يتم التداول في شأنها بمعزل عن كونها ضرورة لمواجهة إجرام النظام الأسدي، ووفقاً للتصور الجديد، فقد وافقت الولايات المتحدة على موقف تركيا، بعد قرابة ثلاثة سنوات من رفضها مناقشة الفكرة. ولكن ثمة عوامل أساسية دفعت نحو هذا الاتفاق. في مقدمتها، أن استراتيجية التحالف لم تؤدي الى تحقيق أهداف مباشرة في وقف تمدد وانتشار داعش، وبالتالي فإن اكتفاء واشنطن بالضربات الجوية، لم يكن أسلوباً ناجعاً، بل قاد إلى ما يمكن اعتباره فشلاً ذريعاً في محاربة الإرهاب، ناجم بالدرجة الأولى عن استراتيجية لا تشتمل على إشراك الأطراف المعنية بذلك، ونعني بها تركيا والمعارضة السورية.
وبغض النظر عن صوابية إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري، فإن تركيا وجدت نفسها في مواجهة أعمال ارهابية متصاعدة انتقلت من جوارها الى الداخل التركي، يضاف إليه الخطر الذي ظهرت بوادره في سياسات العمال الكردستاني- الجناح السوري، بفرض السيطرة على امتداد الحدود التركية، بتغطية من التحالف الدولي، ضمن خطة طرد داعش.
كان لابد إذن للطرفين التركي والأمريكي العضوين الحليفين في الناتو، أن يعملا معاً، بما يحقق لهما أرضية مشتركة تحقق نتائج ملموسة، بعد قرابة عام من الفوضى واللاجدوى. لكن ثمة تغيير في قواعد اللعبة، الاستجابة للمطلب التركي بإنشاء منطقة عازلة، لم يعد الهدف منها منع نظام الأسد من استهداف المنطقة، وخلق منطقة عودة آمنة للاجئين السوريين. وسوف يكون الأمر محدداً باتجاه جعل الشمال السوري منطقة خالية من داعش، ومن قوات الحماية المشتركة. بذلك تكون قد تقدمت واشنطن خطوة في اتجاه منح الشركاء حق حماية المصالح المشتركة، وخطوة في محاربة داعش، تحقق انجازاً ما للبيت الأبيض.
تهدف زحزحة أهداف المنطقة العازلة، الى تمرير ذلك، دون إثارة تحفظ كل من موسكو وطهران، وعلّ ذلك يصب في خانة التوافقات في المنطقة، علاوة أنه يستجيب لمبادئ حلف الناتو، الذي ينظر إلى تركيا بمثابة ضلع القاعدة في مثلث الاستراتيجية المتصلة بمحاربة الإرهاب، وتعرّض أمنها القومي، يستوجب دعماً واضحاً من الناتو، والذي قدمه خلال اجتماعه مؤخراً بطلب من تركيا.
الواقع إن تخبط الادارة الأمريكية، عبر محطات متعددة، أدى إلى تفاقم الأوضاع بصورة أكبر في المنطقة، وتلاعبها المستمربما يتصل بدعم وتدريب المعارضة أفقدها أي مصداقية، بما في ذلك الدعم الجوي الذي قدمته للقوات الكردية في تل أبيض، فقد انتهى تزامناً مع التفاهم الذي أبرمته مع أنقرة. وكان يمكن لدعم المعارضة، عبر برامج التدريب التي تم الحديث عنها منذ عامين، أن يجعل من المنطقة العازلة مركز انطلاقة جادة وفعالة لقوى المعارضة السورية، في غياب لافت لمقدرة مؤسسات المعارضة، في مواجهة كل من داعش ونظام الأسد، خاصة وان الطرف الكوردي المسلح، هو طرف غير معني بالمواجهة مع نظام الأسد، دون أن نتحدث عن تنسيق معه في مناطق الجزيرة، أو انضواء قادته في هيئة التنسيق السورية.
لا تبدو الأمور مرّشحة للهدوء في الشمال السوري، في الفترة المقبلة، والعمليات العسكرية الجوية، والقصف المدفعي عبر الحدود، قد تحقق نتائج محدودة، من خلال وقف التمدد الداعشي في ريف حلب، ومنع انتشار القوى الكوردية المسلحة في مناطق جديدة. و سيجبر الطرفين على إعادة الانتشار والتموضع مع التحجيم والانحسار لكليهما، خاصة في المناطق الممتدة مابين الرقة وحلب. وسوف يساعد ذلك على عودة كثير من المهجرين الى بلداتهم وقراهم، التي أجبروا على مغادرتها.
لكن المنطقة العازلة لن تكون منطقة حظر طيران، تمنع نظام الأسد، من التحليق فيها، والقاء المقذوفات القاتلة، خاصة وأن التنسيق العملياتي بين طيران التحالف والنظام، فعّال إلى درجة لم يحدث فيها أي تقاطع في العمليات الجوية، أو تداخل في استخدام الأجواء.
ستظل المنطقة تستقطب قوى الإرهاب، طالما توفرت ثلاث أمور هي: استمرار بقاء نظام الأسد في دمشق، و استمرار تدفق الدعم اللوجستي، والبشري لداعش، دون أن يوضع حدّ له. والأمر الثالث غياب المصداقيىة الدولية، فيما يتصل بإيقاف القتل والخراب في سوريا.
________________
- كاتب سوري



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشق والتهجير والحرب في رواية - بيمان - درب الليمون -
- سيرة الإعتقال في رواية سراب بري
- دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع
- تقلبات وإرباكات المشهد السوري
- صعود الجماعات الارهابية في المنطقة
- اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا


المزيد.....




- -أكسيوس-: وزراء عرب يعارضون في رسالة إلى واشنطن إجلاء الفلسط ...
- 4 احتمالات.. سيناريوهات -اليوم التالي- في غزة تتصدر لقاء نتن ...
- البعثة الأممية تكشف عن تشكيل لجنة استشارية تمهيدا لجولات حوا ...
- الدوحة: إسرائيل لم ترسل وفدها المفاوض لإجراء محادثات المرحلة ...
- الخارجية الروسية تتهم USAID بالتلاعب الإعلامي وتجاهل جرائم ا ...
- الشرع: إجراء انتخابات رئاسية بسوريا سيستغرق 4-5 سنوات
- ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
- ترامب يعتزم توقيع أوامر تنفيذية جديدة
- مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا ...
- حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - محاربة داعش والمنطقة العازلة مجدداً