أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الطفل ونهد الدمية














المزيد.....

الطفل ونهد الدمية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الطفل ونهد الدمية

نعيم عبد مهلهل

الطين روح المكان هنا ، وروح الأنسان أول الصباح حيث تبدأ الحياة منذ زمن السلالات الأولى والى اليوم ، ينهض الرجال والنساء هنا دون ان يتثاءبوا لأنهم ناموا مبكرين وليس كما معلمي المدرسة الذين ( يتمغطون ) ويتثاءبون لأنهم سهروا الى ما بعد منتصف الليل مع حفلة السيدة ام كلثوم التي نقلتها اذاعة صوت القاهرة وغنت اغنيتها الجديد ( حكم علينا الهوى نعشق سوى) .
صورة الصباح في شكله الطبيعي هي صورة خلق الله في تكوين هكذا لحظة زمنية في مكان لم يتغير فيه شيء منذ أن زاره الملك كوديا ليشتري منه القصب ليبني معبده والى اليوم الذي جاء فيها معلم الفنية وكان نحاتا ليقول :هنا حياتي ودفاتري ، هذا الطين وهذا الماء وتلك الآلهة.
وحين نسأله :الماء والطين هنا ولكن أين الآلهة ؟
يجيب : في عيون وأنامل التلاميذ الذين ستعلمون معي كيف ينحتون أشكال آلهة كانت هنا ثم سافرت ، ونحن اليوم ندعوهم عن طريق هؤلاء الأطفال ليعودوا ، وسأترك لهم تخيل أشكالها.
وهكذا شمرَ المعلم عن ساعديه من أول يوم باشر في الوظيفة هنا ، جمع الطين ودعا تلامذة الصف الخامس وصار يبدأ معهم خطوات بناء روح الطين على شكل دمى ، هو يظنها اشكال الهة المكان والتلاميذ يظنونها أمهاتهم وآباءهم.
بدأت أنامل الصغار تشتغل على ملاحظات المعلم وارشاداته وكنت اراقب منحوتات الصغار واغلبها كان مضحكا فهم لا يستطيعون تجسيد ما يجسده هو وحين يقول لهم : تخيل شكل ابيك وارسمه .
يقولون أن اباءهم لديهم شوارب غليظة وصعب أن تصنعوا الشوارب من الطين .
فيرد عليهم : الآلهة بدون شوارب ، لهذا انحتوهم بدون شوارب.
يضحك مسعد التلميذ الذكي ويقول :لا يمكن أن أنحت ابي املساً فسوف يعاقبني.
قال المعلم : انحتْ امك بدله .
قال مسعد : هي ( ما تقبل ) ايضا ، ولكنها ارحم من أبي في العقاب ، ابي بعصاه ، وامي بالمكنسة .
قال المعلم :انحتْ أمك وتحمل ضرب المكنسة فهي لا تؤذي..
ولكن مسعد رد بما لم يتوقعه المعلم عندما قال : لن انحت لا أبي لا أمي ، سأنحت واحدةً اتخيلها انا.
وهكذا كان مسعد اكثر تلاميذ الصف تعلماً للنحت الذي صار بالنسبة لتلاميذ الصف الخامس لهم اصعب من درس ( الانكليزي والحساب ) وانتبه المعلم إلى مسعد حيث يهتم بمنطقة الصدر كثيرا واكثر التلاميذ من يظهر النهدين بارزين في نحته الطيني.
كان المعلم ينقل لنا غواية مسعد في الاهتمام بالنهدين . وحين مازحته ذات يوم وسألته عن سبب اهتمامه بالنهدين ، قال انه يريد أن ينقل نهد جاموستهم ( جميلة ) الى صدر المرأة حتى لا يعطش الاطفال في الصيف.
كان جوابا سرياليا ، لكن الايام التي انتهت بقدر مسعد منتحرا بسبب قصة حب اعادتني الى سبب اهتمام هذا الطفل الذكي في الاهتمام بالنهدين عندما ينحت امرأة يتخيلها ويصر على أنها لاتشبه أمه..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن
- دموع ليلة الجمعة
- مليون عريف ومدينة واحدة
- الحلة والدلة
- براغيث قطار طوروس
- يامن بقيتم هناك ( أذكرونا )
- فرارية أثينا
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق
- خرافة نهاية العالم
- ملح وسمك وغاندي
- دشداشة الملك
- مواويل البادَم والچِرك


المزيد.....




- خوف وبكاء.. شاهد لحظات رعب عاشها طلاب يحتمون أثناء وقوع إطلا ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير -إدارة ترامب منعت إسرائيل من الا ...
- مراسلنا: مقتل 34 فلسطينيا بغارات إسرائيلية منذ فجر اليوم بغز ...
- -قيل لي إنه لا ينبغي أن أكون أماً لأنني كفيفة-
- حرب أوكرانيا- واشنطن -ستتخلى- عن -دور الوساطة- في حال عدم إح ...
- لافروف: روسيا مستعدة للمساعدة في المفاوضات بين الولايات المت ...
- الكرملين: مدة اتفاق حظر الهجمات على منشآت الطاقة انتهت ولا ت ...
- زيلينسكي يوقع قانون تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة
- بكين وواشنطن.. حرب تجارية عالمية
- أحزاب جزائرية تؤيد موقف السلطات من باريس


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الطفل ونهد الدمية