|
ليتها كانت حبيبة شاكر!
أكرم شلغين
الحوار المتمدن-العدد: 4884 - 2015 / 8 / 1 - 03:16
المحور:
الادب والفن
ليتها كانت حبيبة شاكر! وقف شاكر، العراقي الذي درس وأقام في المانيا، عاجزا عن التعليق عما تقوله صديقته الالمانية جيزيلا عن أننا كبشر لسنا عبيدا للنقود...وما عليك إلا ان تفكر انك بحاجة ان تقضي عطلة فنحن نفسيا وجسديا بحاجة العطلة والاستجمام...! بقي شاكر صامتا لبعض الوقت ثم فتح فمه ليعلن لجيزيلا ان قراره قطعي لا رجعة عنه ولن يتحرك الا وفقا لما يسمح وضعه المادلي....هنا سألت جيزيلا: وماذا عن العشرين الف مارك التي تختزنها؟ اجاب: انني بحاجة لها ايام الشدة ولا اعرف ما قد يصيبني مستقبلا...! قالت جيزيلا: شاكر، لم اطلب منك ان تدفع عني فينيكا واحدا وكل منا سيدفع عن نفسه...بل وأعدك انني سأشاركك بدفع نصف نفقاتك انت ايضا...! ومع ذلك أصر شاكر انه لا يريد ان يذهب في عطلة او ان يرافقها وحتى لو تكلفت نصف النفقات... استأنفت جيزيلا محاولاتها قائلة: ان كنا نحب بعضنا بحق فهذا يعني ان نكون مع بعض ونقضي عطلاتنا سوية والا فلماذا نحن معا....!؟ صمتت وبعد لحظة تابعت: شاكر، لم اقل لك لنذهب الى هاواي....بل اخترت عطلة رخيصة الكلفة في تونس وسأدفع ما احتاجه ونصف تكاليفك ولو كان معي مثلما معك من نقود لدفعت عنك بالكامل... شاكر! انظر حولك! الحياة فرح وليست نقود...، والنقود وسيلة وليست غاية....! لكن شاكر قرر ان لا يستمع....وعندما أفلست في محاولاتها ولم تستطع ان تقنعه بشيء خرجت جيزيلا وعادت بعد حوالي الساعتين لتعلمه انها حجزت عطلتها الى تونس بمفردها....كانت تقول ذلك وكل شيء يوحي بأنها تنتظر أن يستيقظ في داخله احساس ما فيقول فجأة بأنه أعاد التفكير في الأمر وسيذهب معها....لكن ذلك كان عبثا.... بعد أيام عندما حل موعد الشروع بالعطلة طارت بمفردها الى تونس لتقضي هناك خمسة عشر يوما... وعندما عادت كان شاكر يلتفت لحقيبتها اكثر مما ينظر الى وجهها....اما جيزيلا فدخلت تغتسل سريعا بعد رحلة العودة من تونس و قبل ان تجلس مطولا معه....بعد خروجها من الحمام قالت بكل هدوء: شاكر، لدي ما اريد ان أحكيه لك كي أكون صادقة معك وكي لا يبقى سرا... أريد ان اعلمك بما فعلته في تونس وبعدها لك ان تتخذ القرار الذي تريده.... هنا اصبح شاكر في وضع المتأهب لسماع شيء غير اغتيادي وقال: بماذا تريدين البوح؟ قالت: ارجو ان تبقى هادئا...بدأت علاقتي معك بكل صدق وعشت أحلاما عظيمة بعلاقتي فيك...أحببتك وما زلت أحبك ولا أريد أن أبتعد عنك....لقد فعلت شيئا في تونس أريد أن أخبرك عنه...! تيقظ شاكر أكثر وقال: أحكي ماذا فعلتي في تونس...! حدق في عينيها وتابع: تكلمي ولا تخافي من شيء وأنا متفهم وأعدك بأنني سأبقى هادئا....لاتخافي....! هنا قالت جيزيلا: لست خائفة ولن أخاف عندما أكون صادقة معك ومع نفسي...ولو كنت أخاف لما اخترت أن أحكي لك عما فعلته في تونس....لا شيء يجبرني على أن أحكي ما سأحكيه إلا الصدق إذ أنك لن تعرف عن ذلك الا مني فلا من يقول لك اي شيء ولا من دليل مادي او حسي على ما فعلت....أتفهمني يا شاكر!؟ أجاب: قلت أفهمك ويكفي مقدمات...أخبريني بما تريدين....! صمتت لبرهة ثم استجمعت نفسها وقالت: ذات مساء في تونس جلس بالقرب من الطاولة التي اجلس حولها لتناول العشاء شاب وراح يحكي ويخاطبني عن أنه يفضل هذا المكان المتواضع على رحلات أخرى باءخة ولأماكن أسماؤها طنانة ورنانة في السياحة....هكذا بدأ حديثه ثم راح يحكي بشكل ودود ولم يزعجني بشيء....وبدوري كلمته بود واحترام و لو خفت من الناس وابتعدت عنهم لكان سلوكي يتناقض وحقيقة انني في عطلة وأقصد الفرح، لا الازعاج...! في نهاية السهرة لا أعرف كيف وجدت نفسي برفقته وقضيت تلك الليلة معه....وفي الصباح غادرت وطلبت منه ان ينسى ما حصل ومع أنني لست نادمة إلا أنني لن أفعل ذلك مرة أخرى لأن لي شريك في برلين....! صمتت قليلا ثم تابعت: شاكر ها انا ذا قد شرحت لك ما حصل، وارتحت لأنني لم أكذب..وما حصل لم يكن بتخطيط مني او بعدم احترام لعلاقتي فيك...ولكن هذا ما حصل بظرف لم أنتظره وبشروط ليست حياتي.... أحبك وسأبقى كذلك ولك القرار بعد ان سمعت ما حصل ان تستمر معي او ان تتركني...ولو فعلت لتفهمتك....! كانت عينا شاكر تتحركان بشكل دائري وكان عبثا يحاول أن يخفي حقيقة مشاعره في تلك اللحظة...حاول التظاهر بأن لديه تفهم لما روته له واقترب منها وقبلها على الجانب اليميني من رقبتها...شدها قليلا الى صدره وقال احبك ثم رفعها من تحت ابطيها بكلتا يديه ودفعها باتجاه السرير...سألته: أما زلت تحبني!؟ أجاب: أكثر من قبل لأنك صادقة ولأنني تأكدت من حبك لي...!أعترف أنني لا أقوم بواجبي تجاهك ولكن بدءا من اليوم ستتغير علاقتنا وسيكون هناك تجديد دائم، لن يعرف الملل علاقتنا وستلحظين ذلك....بغيابك قرأت آراء الخبراء والمختصين حول الموضوع... قال ذلك وهو يدفعها باتجاه منتصف السرير، كانت تنظر إليه بينما راح ينزع ملابسها بعنف، قفز عن السرير ومد يده ليفتح خزانة الملابس ثم اخرج بعضا من لباسه الداخلي العلوي وقفز الى السرير وراح يربط يديها الى اطراف السرير ثم جمع لباسها الداخلي بشكل كروي ووضعه في فمها... جحظت عيناها وهي تنظر بغرابة وهو يردد ستكون علاقتنا رائعة...هزت رأسها نحو اليمين واليسار لكنه ضغط رأسها براحة يده..بدت وكأنها استسلمت بدون كثير من المقاومة بينما راح يتعامل مع جسدها بعنف لم تعرفه علاقتهما من قبل، لم يكن حينها يقبلها بل كان يعضها بشكل وحشي في كل مكان من جسدها، كانت تئن وتحاول الصراح لكنها تفشل...بكت...لكن شاكر لم يكن ليعرف تلك الساعة الا العنف....عندما انتهى من اغتصابها انتشل ع لباسها الداخلي من فمها وحرر يديها وقال لا اريد ان اراك او اسمع عنك بعد الآن... بينما كانت تبكي بحرقة وتكرر اعرف انك غير سوي ولكن لم أعرف انك مريض...لولا يقيني انك مريض لعملت مما حصل قضية لن تدرك عواقبها الآن برأسك المريض...لملمت بسرعة كل شيء يتعلق بها وخرجت باكية.
*** في القطار المتوجه الى فرانكفورت (اوده) صعدت الى الطابق العلوي وجلست انظر عبر النافذة وما هي الا دقيقتين حتى تحرك القطار وخرج من المحطة...راحت صور البشر والاعلانات المزينة والابنية تتلاحق بسرعة وتبتعد وتصغر حتى عجزت عن متابعة أي شيء خارج القطار بتركيز وكأنها إشارة وجدت، بشكل أو بآخر، لأرى ما هو قريب مني وفي داخل القطار. كنت اجلس خلف مقعد جلست به فتاة كانت تضع يماعات هاتفها في أذنيها وتتكلم اللغة العربية، بلهجة أعترف أنني فشلت في أن أميز ان كانت عراقية ام من احدى الدول الخليجية! كانت حاسرة الرأس وشعرها أدكن قليلا من اللون الخرنوبي، ولأنني أسندت الجانب اليميني من رأسي الى زجاج النافذة فقد رأيت ما يظهر من الناحية اليمنى من وجهها سمراء اللون فقد بدا خدها ويدها وقد طلت أظافرها بطبقة سميكة من المناكير الأبيض اذ تكشط الطلاء الأبيض عن جانبي سبابتها (ولجهلي لم أعرف أو أتأكد ان كان ذلك يتماشى مع واحدة من الموضات ام لا!) لم تكن لتلحظ ان من يجلس وراءها يعرف العربية لأنها لم تنظر خلفها لمن صعد الى القطار مؤخرا فقد كانت في عالم آخر. كان كلامها يدل على أنها تدرس في جامعة، وتتكلم مع من تحب، وكان واضحا ان من تحب يعيش في بلد آخر...كانت تفيض بكلام الحب والغزل وعندما تتعجز ان تعبر بالصوت عن حبها كانت تكتب على الواتس آب ماتريد التعبير عنه..كنت أحلق بروحي فرحا بين لون الغابات الخضر على حانبي خط القطار وبين الحب والرومانس الذي أسمعه من خبيبة لحبيبها.. .بالرغم من أنني أكره أن أستمع لأحاديث وخصوصيات الآخرين وجدت نفسي مشدودا لما اسمعه وما أقرأه... ولكن فجأة صعقتني حين عرفت انها تكذب فقد أخبرت حبيبها أن الألمان العنصريين ينظرن إليها بحقد لأنها ترتدي الحجاب....! ثم تابعت: لا تخف فأنا حريصة وأعرف كيف أتفادى عنصريتهم ضدنا... وجدت في كذبها ما يشدني أكثر إلى استراق السمع... بعدها أخبرته أن حلقة البحث العامة التي ستحضرها اوشكت على البدء...ثم تسارعت كلماتها كإشارة الى انها انضغطت بالوقت فتفوهت بكلمات وتعابير حب عديدة (ربما حفظتها من كتاب ما!) وقالت له: حبيبي اسمع هذه الاغنية التي ارسل رابطها لك... واسرعت ترش كلمات الحب ثم اقفلت الخط معه....لم تكن هناك استراحة بعد مكالمتها بل شرعت في الحال بمكالمة اخرى وكان واضحا انها تتصل مع شخص ينتظرها في محطة القطار ولدهشتي كانت تعيد كلام الحب من جديد مع الشخص الآخر..وبعد اصغائها له بحماس قالت: لا....! في المحطة لا تبوسني....! في تلك اللحظة عاد شاكر بحكايته مع جيزيلا إلى رأسي ولم أمتلك إلا التمني لو أن من تجلس أمامي كانت حبيبتك شاكر بدلا من جيزيلا!
#أكرم_شلغين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بقع سوداء على القميص الأبيض
-
لعب في العالم الافتراضي
-
وتاريخها يبدأ بظهوره
-
إن الحظ شاء
-
خردة عشق من تمضى السنين
-
وللشرق سحره*
-
إنه منا وفينا!
-
ما أجمله ذلك الصيف!
-
باقة ورد مرفوضة
-
قبر لمن لا قريب له
-
ليتها بقيت اسما بدون صورة!
-
رحلة في خيال وواقع الصديق المكبوت*
-
جارة
-
ما يتعمد إهماله أرباب نظام الأسد
-
يا كاشف الأسرار!
-
من ذكريات الخدمة العسكرية 1983
-
حجر لايستجيب وكتاب يهدد!
-
هل نميز أنفسنا بالكره في يوم الحب!؟
-
الآه الفاشلة
-
لقد تنافسوا مع الطاغية على القتل والدمار في سوريا
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|