هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 4883 - 2015 / 7 / 31 - 09:01
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الترجمة : واقع وإشكاليات
الترجمة اصطلاحا ولغويا (***)
ترجم ,يترجم ,مترجم, تراجم ترجمة .
يقول ابن منظور في "ترجمان" (لسان العرب، مادة /ترجم/): "الترجمان، بالضم والفتح،: هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من إلى لغة أخرى، .ويغلب القول أن أصل الجذر من "رجم - يرجم بالحجارة " وجاء بالآية الكريمة ""لَئِن لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك" أي "لأَسُبَّنَّك". وهذا يعني أن "الرجم" فعل لساني (أي كلام) وليس فعلاً يدوياً (أي رجم بالحجارة ) أو بغيرها . إذاً: المعنى الاشتقاقي الأصلي للاسم /ترجمان/ وللفعل /ترجم/ هو "الكلام غير المحدد ."
والترجمة , فن قديم قدم الأدب المكتوب. ومن بين أقدم الأعمال الأدبية المعروفة،(ملحمة جلجامش السومرية ) التي تم فيها ترجمة أجزاء إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد.. ومن الهند جاءنا الكتاب المترجم
كليلة ودمنة " المنطوق على لسان الحيوانات التي تتكلم بالحكم والمنطوقات بيد المترجم ابن المقفع
و كتاب" دليلة ودمنة " الشهير من الاصل الهندي -لمن لايعرفه- وضعه فيلسوف الهند" بيديا" لكي يهديه للحاكم الظالم "دبشليم" لعله يكف عن جوره وظلمه , وترجم الى الفارسية ومنها الى العربية ليعاد ترجمته فيما بعد من العربية للفارسية بعد ضياع الأصل وهذا بدوره يحلينا الى اهمية الترجمة بالحفاظ على النصوص القديمة خالدة ومتوارثة للأجيال كما حدث في كتب عديدة ومؤلفات جاهدت لتبق على مرّ العصور
وهل "ألف ليلة وليلة "الاّ نسخة من الخلود بقيت لزمننا هذا وستبقى .
أما في التاريخ الإسلامي ,,, امتلأت نفوسنا حتما بالفخر ونحن نسمع عن خلفاء يهبون كل من يترجم كتابا بأخذ وزنه ذهبًا , وهل هناك أفضل من الكتب لينفق بوزنها ذهبا , ويا ليت الزمان يعود يوما لكي لانسمع تقارير اليونسكو التي تطيح بتلك العصور الذهبية للترجمة بالأرض فبحسب تقرير اليونسكو للبلدان العربية، يُترجَم سنوياً في العالم العربي ,كله من محيطه الى خليجه , خُمس ما يُترجَم في دولة صغيرة مثل اليابان.
و يقال وعلى ذمة التقارير والإحصائيات التي لا نجد لها مرجعا نذهب إليه إنما هي نقلا عن مواقع الكترونية ربما فيها من الإنحراف مايمنع من تداولها ولكننا في واقع الأمر محكومين بها لعل ذلك يحرك شيئا لدى من لايتثقفون
يقال " أن الحصيلة الكلية لما تُرجم إلى العربية منذ عصر الخليفة العبّاسي" المأمون" إلى العصر الحالي تقارب الـ العشر الآف كتاب، فقط , وهذا العدد يساوي ما تترجمه إسبانيا لوحدها في سنة واحدة. فما الذي تغيّر ,وما اّلذي حصل !وما الذي سيجعل مدينة صغيرة مثل إسبانيا نفوقها عددا وآبارا للنفط تتفوق علينا جميعا.
نعلم إنها اسئلة حارقة ,وتنم عن عجز وكسل و ربما ندم .
فبأي وجه سنري العالم وجوهنا ونحن الذين نتشدق يوميا على صفحات التواصل الإجتماعي بأننا أصحاب أكبر علم ,وأكبر طبق حمص , وأكبر كندورا , دخلت كتاب جينيس المشهور بالأرقام القياسية ,فهل على اصحاب جينيس أن يرفضوا تفاهاتنا مطالبين إيانا ونحن أصحاب اعلى عائدات للنفط بانفاق المال على البحث العلمي, و الترجمة بما يوازي عددنا المتنامي والذي تجاوز 300 مليون على ما اعرف . ولكي لا نكون ناكري جميل هناك مبادرات مثل مبادرات مؤسسة خليجية؛ تحمل اسم شيخ إمارة مشهور تقوم بتمويل مراكز ترجمة في كل من العواصم التالية في بيروت والجزائر , ومصر .
ولا يمنع ذلك التمويل المالي طبعا من تشدق د. جابر عصفور وزير ثقافة مصر
اثناء فتحه مركز للترجمة متفاخرا كون مصر أول من بدأت بدخول حرفة الترجمة في العالم العربي على يد رفاعة الطهطاوي ,معتبرا أن حجم الترجمة في مصر وحدها يفوق الدول العربية مجتمعة وكأن السيد الوزير لم يسمع بالتقارير التي تديننا بالقصور و سوء الأمور فقد جاء في موقع جملون مع حفظ الحقوق لهذا الموقع " وتبين مقارنة أعداد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية مع لغات أخرى سِعةَ الهوة بين العالم والعربي بمجمله وبين أية دولة في العالم، ففي النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين، كان متوسط الكتب المترجمة لكل مليون،على مدى خمس سنوات هو 4.4 كتاب (أقل من كتاب لكل مليون عربي في السنة) بينما في هنغاريا كان الرقم 519، وفي أسبانيا 920.
(( أقل من كتاب !!! ))
ولكن مع كل هذا التقصير تجد من يتنطح قائلا وباستنكار !
ما الذي سنفعله بتلك الأعداد المهولة من الكتب المترجمة و التي تزخ في الأسواق, وفيها الغث كما فيها السمين ,في حين لا يوجد لدينا نحن أمة اقرأ التي لا تقرأ
وكأننا منذورين للإطاحة بمقولة" بوشكين الخالدة والتي وصف بها المترجمون "كخيول بريد التنوير " وهذا الوصف يناسب تلك العصور التي كان فيها الخيل وسيلة للنقل ونحن لسنا في زمن الخيول كما تعلمون , وهذا يجعلنا على الأقل نعترف أن التنوير سيكون في اليابان - حتما - التي تترجم سنويا 30 مليون صفحة.وليس في بلادنا التي لا تتجاوز متوسط قراءة الفرد في أرجاء العالم العربي سنويا ربع صفحة فقط . حتى إنها لسوء الحظ الملازم لم تصل لنصف الصفحة لكي نستطيع أن نطويها على الأقل .
...هذه الإحصائيات حسب آخر معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات ومعدلات القراءة للشعوب ، في حين لا يفاجئك لو علمت أن الأمريكي يقرأ (11) كتاب ,وسيحتج البريطاني في الصحف لتدني معدل القراءة , لأنهم يقرأون فقط سبع كتب في العام , كما اشارت تلك المعطيات .. وعلينا بالمقابل أن نعيد صياغة إنتاج تلك المقولة الشهيرة
"مصر تؤلف , ولبنان يطبع و العراق يقرأ, فقد أصبحنا بلا قراءة وبلا طباعة ,ولكي أزيد الطين بلة ,أود اعلامكم ما أظهره تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي "أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا، بينما لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق .
نعم ست دقائق ,هل تتخيلون هذه المصيبة , ليست المصيبة فقدان المال أو الزوج أو الابناء بل خسارة ذلك الوقت الذي سفحته بعيدا عنك أيها العربي الكسول في كتاب مفيد أو حتى كتاب ردىء سيان .
وليس هذا القول من باب الخوارق ,فعندما يصبح الكتاب جزءا منك لن تتخلى عنه
فهو الأبن الذي لا يهجر والديه وهو الزوج الذي لا يتزوج على زوجته وهو الإمرأة التي لا تخون زوجها, وهو الذي يجعل العزلة حياة أخرى لا تتكرر.
" لكن، أليست الترجمةُ فعلَ ظهور واختفاء؟ فعلاً مزدوجاً. فعلاً قاد مترجمين إلى الهلاك ؟ لستُ بمنأى عن الهلاك. لا شيءَ يمنحُني ضمانة. بلْ لاَ ضمانةَ مطلقاً. فأنْ تكتب أو تترجم تجربةٌ هي نفسها تجعلك وجهاً لوجه مع الفشل، رمية سيئة الحظ." *** ( 1)
وهذا يحيلنا الى ترجمات بلا ضمانات على مستوى الدول ,كرست احتلال أراضي محتلة .وسببت توترا ومزيدا من سوء الفهم والإحتراب الأبدي .
ففي عالم السياسة وحسب ما ورد في موقع "بي بي سي للثقافة"(2) يلقي نظرة على أفدح أخطاء الترجمة التي وقعت في الماضي
والأمر لا يخلو من طرافة أحيانا فليس هناك ردة فعل أليمة ستحدث,و لا فرق كبير سيظهر عندما يترجم المترجم للرئيس كارتر مثلا بين
"غادرت الولايات المتحدة هذا الصباح".
اصبحت
"غادرت الولايات المتحدة ولن أعود أبداً"، (2)حسبما قالت مجلة التايم .
فالأمر لا يتعدى من وجهة نظر أي قارىء سوى أنها أخطاء ترجمة يعاد تصحيحها أو دعابة لطيفة أو نكتة سمجة أو لحظة غضب تنصل بها كارتر عن مسؤولياته في رعاية شؤون الامريكان وهرب ربما , وهذه التحاليل الغريبة ما يمكن للذهن أن يفكر بها في اسؤأ الأحوال.
... ولكن على الجانب الشرقي مالم يفهم حينها ذلك التهديد الذي اطلقه رئيس الوزراء الروسي نيكيتا خروتشوف (2) .
قائلا على لسان المترجم "سوف ندفنكم " في إجتماع سفراء الدول مما جعل العلاقات التي كانت باردة أصلا تصبح أكثر برودة من ثلوج ساحة الكرملين في أيام عيد الميلاد .
,,,,صحيح , لقد حرص خروتشوف على توضيح ما كان يقصده ولكن بعد ذلك بسنوات عديدة. حيث قال في خطاب ألقاه عام 1963 في يوغوسلافيا: "ذات يوم قلت: سوف ندفنكم ، وتسبب لي ذلك في مشاكل كثيرة. بالطبع لن ندفنكم باستخدام مجرفة، لكن طبقتكم العاملة نفسها هي من سيدفنكم."
هذا ما أحدثته الترجمة بين قطبيّ الحرب الباردة مجرد سوء فهم وبرود في العلاقات وأخطاء عادية في الترجمة.
أما ما حدث في الشرق الأوسط فلذلك قصص لا تغتفر
فما بين كلمة ( الأسرار) وكلمة (الأسرى ) حدث التباس وأثار ردود فعل حامية الوطيس فالأمر تعدى سوء الفهم إلى إتهامات بالعمالة و التخوين .
فليس سهلا أن تخبر العالم قائلا
" هناك اتفاق لتبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل .
فتصبح بقدرة مترجم نائم أو خائن.
" هناك اتفاق لتبادل الأسرار بين حزب الله وإسرائيل. (3)
ولكن أن يتعدى ذلك حدود الالتباس والكلام الخاطىء فهذا لايسكت عليه فانظروا كيف تكتب كتب التاريخ تلك الحادثة الغريبة من نوعها, ولكنها ليست غريبة على من يعرف مكر اليهود .فقد سرقوا وطنا كاملا وهجروا أهله فهل ستفوتهم تلك الخدعة وهم الذين حاولوا اثبات أن طابا تعود لهم وكل العالم ونحن أصحاب الأرض الحقيقيين نعرف ان طابا لمصر ومع ذلك كانوا يقاوحون مثل سارق متأصل بالسرقة يصر على تبرئته والإحتفاظ بما سرق .
وفي هذه القصة تصبح الترجمة الخاطئة , تثبيتا شرعيا وتكريسا للإحتلال
ففي قرار مجلس الأمن رقم ( 242 ( الذي صدر بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وقد كان القرار يقول
بحسب الترجمة الفرنسية “انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية” ،
أما في النص الإنجليزي فإن القرار يقول “انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية” دون وجود الألف واللام في كلمة “أراضٍ”، وهو ما تذرعت به إسرائيل ليكون الانسحاب "من بعض” الأراضي العربية التي احتلتها وليست كلها (3) .
. “بالتأكيد سوف أقوم بتصحيح اللغة .. لأن ما يقال عادة لا يحمل المعنى المقصود، فإننا لن نستطيع القيام بما ينبغي أن نقوم به، وإذا لم نفعل الشيء المطلوب فإن الأخلاق سوف تفسد، وإذا فسدت فإن العدالة سوف تضل، وإذا ضلت العدالة فإن الناس سوف يقفون في حالة من الخلط أو التداخل بدون حول ولا قوة، وحينئذ لن يكون هناك تحكم فيما يقال أو يمارس”
هذا ليس ما اقوله بشأن تلك الحادثة من السرقة العلنية للأراضي المحتلة
بل ما أجاب به من يلقب بـ”حكيم الصين العظيم
السيد “كونفشيوس” (551-479 )قبل الميلاد عندما سئل عن أول شيء سيقوم به إذا حكم الدولة،
ومن هنا يترسخ قيمة الفهم الصحيح للكلام واللغة، والآثار السلبية الناتجة عن سوء فهمها " (3)
اما على صعيد من يترجم لهم من الأدباء وذلك الشعور المتعاظم بالذات الذي تولده الترجمات لأصحابها
ففي حين يبتهج بعض الكتاب الذين ترجمت اعمالهم الى لغات حية تسعى يحطم تلك البهجة أمير تاج سر الرواية السودانية قائلا في مقالته الدورية في القدس العربي يقول:" في رأيي الشخصي غير الملزم لأحد، أرى أن العالمية ليست نصوصا مترجمة للغات أخرى، على الإطلاق، حتى لو بلغت نصف لغات الكرة الأرضية، فقد ذكرت من قبل في حوار معي، وذكر الكثيرون قبلي وبعدي، إن مسألة الترجمة هذه بالذات، تخضع في حالات كثيرة إلى الحظ، والمصادفة، والعلاقات الخاصة التي تربط كاتبا عربيا بمترجم أوربي، أو النبش في مواضيع يهم الغرب أن يعرف عنها شيئا مثل الكتابة في الدين بسلبية، وإيراد مقتطفات من العنف، وزواج القاصرات، والاستعباد في بعض الدول، والترويج لتلك الكتابة، لتصل إلى من يبحث عنها بطريقة أو بأخرى". ويتابع :" إذن على الكاتب العربي الذي يترجم إلى لغات أخرى، أن يتتبع نصه المترجم، ويتعرف إلى مدى تأثيره في العالم، قبل احتضانه للقب العالمي الكبير، الذي يكاد لا يناسب إلا القليلين في ثقافتنا العربية، والتباهي به، ومحاولة جعله لقبا ملزما للآخرين.ولطالما أجحفت الصحافة في حق الكثيرين، فألبستهم الوسواس، والفصام، من جراء الألقاب الفخمة التي تطلقها" .(انتهى الإقتباس )
( 4).
وهذا يحيلنا الى فعل الترجمة و واشتراطاته و حرفة الترجمة وهمومها , فليس كل من امتلك ناصية لغة أخرى قادر على تحويلها الى لغة أخرى, الاّ إذا كان متمكنا من اللغتين ؛اللغة التي يترجم لها و اللغة المترجم عنها ,وأن يكون متفهما للخصوصيات الثقافية والإنسانية واللغوية والنحوية لكلاهما ,وأن يكون مهتما بالأدب وقارئا له
بل متذوقا من طراز فريد لكي يبعث بالنص تلك الجمالية الفنية الأدبية التي تجعل من النص محاكيا للنص الأصلي بجمالياته فها هو "بويد تونكين"
" رئيس لجنة حكام جائزة مان بوكر الجديدة :"لا شىء اسوأ من أن يقال لك أن رواية ما تعد تحفة أدبية عظيمة بلغتها الأصلية ثم تحاول قراءتها بالخوض فى نص انجليزى ضعيف".(12 )
ولكي لا تخوض في نص ضعيف أصلا ,عليك أن تعرف أن المترجم عند الشروع بالترجمة لن يكون نفسه بعدها ولكن ليس قبل أن يمر بمخاض صعب
وأحيلكم لقراءة ماكتبه "المترجم "محمد بنيس" (1) من رغبة شخصية تملكته في ترجمة «رمية نرد» إلى العربية. يتناول فيها عملية ومراحل وأسئلة ترجمة القصيدة وطبعها،
ولأن "قصيدة ملارميه" تضاهي و توازي الإلياذة والملاحم الشعرية فقد كانت فترة خلقها فترة عصيبة لديه" لكنّني لم أكن أعْلم متى سيمسّ النداءُ يدي". وحين مسه النداء تدحرجت رمية النرد في مرماه ,يقول: " بحذر أتقدم. أمدّ اليد نحو الصفحة. دفترٌ جديد. بحجم كبير. ومربعات صغيرة. إنه شبيهٌ بالدفتر الذي أختاره للكتابة. أخط في الأعلى اسم ستيفان ملارمي. يلحقني شعور بأني أصبحتُ ملتزماً، من خلال هذه الحركة الافتتاحية. الدالة. إيحاء برنار يرجعُ إليّ. ربما تسمح الترجمة إلى العربية بإظهار ركْن من الأركان المخْتفية للقصيدة"(1).
فلكي يتقن المترجم عمله ولا ينال رمية سيئة الحظ فعليه أن ينتظر- تلك اللحظة - المواتية ليشرع بعمل الترجمة بكثير من الحب والعطف والصبر ليظل وفيا للأصل ولا يخون !!
وهل يخون المترجم النص الأصلي !
قبل الخوض بهذا الأمر دعونا نقرأ ما يقول محمد بنيس اثناء مخاضه العسير في ترجمة رمية نرد لملارميه(1)
" عليّ احترامُ معنى الكلمات في القصيدة. احترامُ البنيات المخصوصة للغة. بدون إضافةٍ ما أمكن "
وهذه اولى الدروس في عملية خلق النص الجديد أن يظل وفيا للنص الأصلي
فهل المترجم خائن كما يقول المثل الإيطالي
يخون طبعا وبلا شك
ولكن دعونا نمر سريعا على مزالق ومشاكل الترجمة لا تنتهي وهي التي لخصها الناقد التونسي المعروف علي اليوسفي (5)
في احدى لقاءاته قائلا :"
- في الترجمة المغاربية نجد أن هناك من جهة، مشكلة هيمنة اللغة الفرنسية التي من المفترض أن النقل والترجمة يتمّان عنها، في الدرجة الأولى، مقارنة باللغات الأخرى. مع العلم أن هيمنة اللغة الفرنسية وانتشارها المتجدّد (خوفاً من العولمة) لم يتركا آثاراً في النص المترجم وحده، بل في نسق الجملة العربية نفسها، كتابةً. ومن جهة ثانية يأتي النص المترجم عنها، أي عن اللغة الفرنسية، نصّاً هجيناً صعب القراءة أو الهضم، لأسباب متعددة، تتجاوز ما ذكرناه آنفاً، إلى أسباب أخرى يمكن محاولة حصرها في ما يلي:
ـ كثرة المصطلحات المتأتية من اجتهادات شخصية غير متفق عليها بنوع من الإجماع.
ـ إثقال النصوص المترجمة بإيراد التعابير، وأحياناً الجمل، والمصطلحات الفرنسية، بلغتها، خوفاً من مجانبة الدقة أو عدم إيصال الفكرة باللغة المترجم إليها.
ـ مسايرة النص الجديد، الناجم عن الترجمة، لبنيْة النص الأصلي من حيث الصياغة، وبناء الجملة، والترجمة الحرفية أحياناً. فتكون النتيجة أننا أمام نص مترجم أصعب من النص الأصلي في مجال التقبل والفهم (لمن يجيد لغة النص الأصلي) وأجيز لنفسي القول، في هذا السياق، إنَّ قراءة جوليا كريستيفا، وأمثالها، في اللغة الفرنسية، أسهل عليّ بكثير، من محاولة فهمها في ترجمة مغاربية. وحتى لا نظلم المترجم جزافاً، قد نجد له عذراً خفيّاً يكمن في صعوبة نقل مناخ نقدي جديد إلى لغة لم "تتربَّ" عليه أو فيه! وهكذا يتفرّع النقد المغاربي إلى وجهَين:
ـ لغة النقّاد الناقلين لجوليا كريستفيا وأمثالها، مع "تعالٍ" عليها، وانتقاد لها، أحياناً، خصوصاً لدى النقاد الجامعيين الشباب!
ـ لغة النقاد المتبجّحين بالجملة العربية التراثية ومصطلحات القرن الرابع الهجري مثلاً.
وبمقدار ما تزداد الترجمات المتعلّقة بالنقد والمدارس النقدية، وكذلك العلوم الإنسانية، تنتفي، أو تكاد، ترجمة الأعمال الإبداعية.
(انتهى الإقتباس)
ربما تأتي أخطاء الترجمة فيما يعتقده البعض في ترجمات تتعلق بصميم المفردات ودلالالتها المفضية مع ذكر الشواهد التي تؤكد ماتوصلوا اليه , فالترجمة تحتم عليك الرجوع للقواميس والاشتقاقات لمعرفة اصل الفعل أو الكلمة , وأحيلكم الى حوار جاء بين مترجم وأحد القراء في إطار التعليق على موضوع يتناول رائعة همنجواي الشهيرة والتي خاض بها "سانتياغو" رحلته في عرض البحر وحيدا مع اسماك القرش ,يقول د. موسى الحالول، أستاذ الترجمة والأدب المقارن، جامعة الطائف، ومترجم المجموعة القصصية الكاملة لأرنست همنغواي (الكويت، 2010-2011) 3 مجلدات.
يوم الثلاثاء 21 تموز 2015 في الساعة 11:09 ص ردا على مقال ملىء بالمغالطات لذا لم أشير الى أصل المقال لكي لا نعيد نشر الأخطاء التي يمتلىء بها النص الأصلي بل ما يعنيني ذلك الحوار الذي صحح المقالة
د. موسى الحالول العجوز والبحر ترجمة خاطئة لعنوان رواية
The Old Man and the Sea.
أولاً ﻷ-;-ن كلمة ( عجوز ) في العربية تستخدم للمرأة وليس للرجل. ثانياً ﻷ-;-نها تدل على العجز (وقد تحدث د. علي القاسمي بالتفصيل عن أخطاء المترجمين العرب في هذه الرواية). وهذا الاختيار الخاطئ مخالف لمجريات الرواية ومناف لمقاصد همنغواي.
,,ويرد عليه عادل جبرتي يوم الثلاثاء 21 تموز 2015 في الساعة 7:14 م قائلا:" تعليقا على تعليق د. موسى الحالول :) عجوز على وزن فعول وفعول من الأوزان الخمسة للصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث أي أن بإمكاننا أن نقول هذا رجل عجوز وهذه امرأة عجوز قال تعالى في سورة هود قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز ... فالعجز إذن ليس معناه العجز البدني دائماً وإنما جاء هنا بمعنى كبر السن وبطل العجوز والبحر لم يكن عاجزا بدنيا رغم كبر سنه فلا ضير في ترجمتها العجوز والبحر هذا وأهل اللغة أعلم.
ويبقى السجال لتأكيد الترجمة الأصح حسب وهذا بإعتباري من النقاشات المثمرة والمقنعة ومن الحلول المرضية في تشجيع النقاشات في منتديات تقام لهذه الأغراض التي تصب في النهاية لخدمة الأدب عامة والترجمة خاصة
يتابع د. موسى الحالول قائلا:
"الأستاذ عادل جبرتي، بعد التحية: ورد في قاموس لسان العرب، تحت مادة "عجز" ما يلي: "العَجْزُ: نقيض الحَزْم." فهل رأيت الشيخ الذي يُصارع أسماك القرش ثلاثة أيام بلياليها ينقصه الحزم؟ هنا، نحن لا نعتمد فقط على التعريف المعجمي لمفردة ما، فنلصقها جُزافًا ونزعم أنها تصلح ترجمةً لعنوان رواية همنغواي.
أما التعريف الأول الذي يورده لسان العرب لمفردة "العجوز" فهو كما يلي: "والعَجُوز والعَجُوزة من النساء: الشَّيْخَة الهَرِمة." صحيح أن القاموس يقول إن الكلمة تُقال للمرأة والرجل، لكن لماذا نأخذ بالتعريف الثاني ونترك كلمة أفضل منها وهي كلمة "شيخ"؟ وأجد من المفارقة العجيبة أنك لم تكمل الآية الكريمة لأنها لا تدعم رأيك. تقول الآية "قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب." إن اجتزاءك للآية "لشيء عجيب!" ألا ترى يا صديقي التنافر الدلالي بين كلمتي "عجوز" وشيخاً"؟ مرة أخرى، لك كل المودة والتقدير.
أما على صعيد الروايات وترجمتها ففي حوار مع الروائي والمترجم التونسي محمد علي اليوسفي(5) - صاحب ترجمات " حرية مشروطة " ل الشاعر أوكتافيوباث " وخريف البطريرك " لماركيز في لقاء اجراه معه الأديب التونسي كمال الرياحي يقول : " الترجمة لم تساهم في تطور الرواية العربية فحسب بل كانت السبب وراء تأسيسها." وهذا كلام صحيح فجيل الستينات والسبعينات عرف عالم الرواية من خلال "الفضيلة و" مجدولين" وفي سبيل التاج " للمنفلوطي في حين تعود بدايات الرواية المترجمة كما صرح الناقد الأردني فخري صالح في مقالته المعنونة
"ماذا أعد العرب لمائة عام من الرواية العربية؟ (6) حيث ذكرنا أنه مضى علينا منذ عام (2013)
الموعد الذي تستكمل فيه الرواية العربية قرنا كاملا و الذي يرجع بدايات التأسيس لهذا النوع الأدبي لرواية
" زينب " للكاتب محمد حسين هيكل الذي عرف فيما بعد كصحفي يقابل الملوك والرؤساء بل أصبحت مصر كلها تقرا له كما صرح يوما السادات
يقول :" لقد انتهى هيكل من كتابة الرواية عام 1913 لكنه نشرها عام 1914 مدشنا التاريخ الرسمي للنوع الروائي العربي. صحيح أن ثمة أعمالا سردية كثيرة سبقت هذا العمل، ويمكن النظر إليها بوصفها تأسيسا للنوع الروائي في الأدب العربي الحديث.
وفي تلك البدايات خاض المترجمين في بحار تلك الكتب والروايات المترجمة مطعمين النص ومعطلين تدفقه أحيانا بأبيات من الشعر الجاهلي، أو الأموي أو العباسي مثلما فعل المترجم الفلسطيني خليل بيدس . الذي قصد بذلك التطعيم تقريب النوع الأدبي الجديد إلى قراء اعتادوا لقرون عديدة، على ميراث أدبي محدد (7) .
وهذا ليس حكرا على المترجمين العرب الذين يعلقون عل ترجمات غيرهم
فلو أتيح لك قراءة رائعة ديستوفاسكي لعرفت ما أقصد ولأني افترض بك الكسل الذي سيمنعك من قراءة المقدمة فسأورد لك بعضا منها لعلي احظى منك باالإمتتنان وادلل نفسي بالمعرفة, ألم يقل صاحب رواية "السفينة"جبرا ابراهيم جبرا "أن التعطش للثقافة أمر ارستقراطي "
ونحن الذين تعودنا أن الارستقراطية أن تكون صاحب يخت وخيول وقصور وبمجملها عادات في الأكل واللباس والتقديم لذا عندما تصبح الأرستقراطية أدبا وإطلاعا وفعل تنوير, فيا مرحبا بالهيمنة الإرستقراطية الجديدة .
وعودة على ذي بدء ... فلو أتيح لك قراءة " مذكرات من البيت الميت "لدوستويفسكي لغضب منك المترجم " إدريس الملياني" فقد ارتكبت أول خطأ قبل أن تبدأ , فالصحيح أن اسمه داستايفسكي وليس كما كتبنا أعلاه ففي مقدمتة المعنونة " الدم والسلطة يسكران دوستويفسكي " يتحدث فيها المترجم عن نسختان للرواية في الأسواق مترجمة للفرنسية أحداهما ذات إيجاز مخل وأخرى ذات أسهاب ممل , ويعيب على المترجمين "بفرنسة الرواية الروسية " حيث تترجم بعض الأرغفة الروسية الصغيرة باسم ( كلاتش ) وتترجم الى اسم السميطة تتحول بقدرة المترجم الى هلاليات فرنسية باسم الخبز الفرنسي الشهير "كرواسان ".
هذا عوضا عن الإضافة والحذف واستبعاد الإهداء والمقدمة حتى أنه يترجم
عن علاج معروف ومتداول لدى الروس تتم ترجمته " بأدوية تصفها إمرأة عجوز ". وغيرها الكثير وللحقيقة هذه المقدمة في رواية البيت الميت هي سبب كتابتي للإستزادة عن هذا الموضوع باسهاب غير ممل على ما أرتضيه حتما . فهذا الموضوع بقدر ماهو ممتع الاّ إنه شائك , وهو فصل من فصول كتابي القادم
بعنوان قضايا أدبية مثل ( قضايا حقوق النشر والتأليف و مسألة الترجمة . فالترجمة ليست نقلا عن الأصل بنفس الكلمات كما تعكس المرآة وجهك بقدر نزوعها الى الإخلاص للعمل الأصلي بدون قص ولا تحريف ولا زيادات وربما في أعمال المترجم " أسامة منزلجي" ما يدعو الى التفهم باضطراره أحيانا لنقل التعبيرات الإنجليزية والفرنسية التي يستخدمها جيمس جويس كما هي وبالحروف اللاتينية: "Parole d’honneur"، "barmbracks" (8).
والكثير بات يستخدم الهوامش ليس لتفسير مصطلح أو لباس أو طعام شعبي بل لمعرفة نوايا المؤلف وتخمينها على الأرجح مما جعل كاتب بحجم ماركيز يبدي إمتعاضه من تلك الهوامش المتفذلكة.(9)
وربما شواهد التاريخ تجعل من عمل الترجمة عملا يحتاج للمعايشة من اهل البلد المترجم لمعرفة بعض الألفاظ القديمة المستخدمة أو الغير المتداولة حتى إنك تجد اعترافات من على شاكلة روائي ايرلندي " جون بوين " في قرائته لروايات وقصص جويس يقول أنه يعود للقاموس من آن لآخر ليتأكد من هذه الكلمة أو تلك- وهو الإيرلندي الأصل فكيف بالمترجمين العرب الذين تناولوا قصص جويس بالترجمة والمعروف عن جويس صاحب عوليس المليئة بفن المصغرات الشهير إنه يستخدم تعبيرات إنجليزية غير شائعة وكلمات أيرلندية دارجة، حتى أنه يستخدم كلمات ربما لا يكون لها معنى على الإطلاق: "Derevaun Seraun" كما في قصة إيفيلين، (10).
أما بخصوص استحالة ترجمة روايات بعينها أو استحالة تحويلها لفيلم سينمائي كما هو الحال في روايات ماركيز فقد ترجمت مائة عام من العزلة وتحولت الحب في زمن الكوليرا لفيلم وهذا يجعلنا نقول أن لاشيء يستعصي على الترجمة والدراما وكأمثلة على ذلك
- هتف أنطون مقدسي يوما بالمترجم أنطون حمصي عندما همّ بترجمة رواية "حديقة النباتات" لكلود سيمون قائلا :" لا تقترب من كلود سيمون ،إنه الكاتب الذي لا يترجم " و مع ذلك ترجم الرواية .((5)).
ما هي الرواية التي تمنّعت على محمد علي اليوسفي ورفضت أن تترجم إلى العربية بسهولة؟ و ما هي أوجه الصعوبة في شكلها أم في مناخها أم في لغتها ؟
التمنع في رأيي لا يأتي من النص في حد ذاته، انطلاقا من رؤيتي للترجمة، كما ذكرت بعض أركانها لتوّي، بل من المتلقي الذي قد يفسر صعوبة فهمه للرواية المترجمة بقصور لدى المترجم. وهذا ما حصل لي مع ترجمة " خريف البطريرك " لماركيز في بداية الثمانينات. فمن المعروف أن غابرييل غارسيا ماركيز كتب روايته بلغة شعرية تفوق لغة رواياته الأخرى، كما استخدم الأسلوب الدائري الخالي من الفقرات والتنقيط والحوار للبرهنة على دائرية الزمن المغلق تحت الحكم الدكتاتوري. كل ذلك حُسب على المترجم في البداية!
وهذا ما يفسر لجوء مترجم آخر للرواية نفسها إلى " تشذيب النص " وإعادة توزيع فقراته وحواراته في ترجمة صدرت لاحقا في بيروت؛ إنه مترجم وفيّ لجدّه المنفلوطي!
لم تتمنع عليَّ ترجمة كتاب معيّن بقدر ما وجدت الكثير من التحدي والتعب وفرحة الاكتشاف واللقى الجميلة، كما لو كنت كاتب النص."
(هذا اللقاء أو المقابلة مع علي اليوسفي وجدته في إحدى المدونات ونسيت توثيق العنوان لذا فليعذرني اليوسفي ولفائدته اوردته لأنه يحيلنا الى مايسمى تشذيب النص واللعب في مرمى المترجم كما يحلو له فتخرج لنا الرواية بصيغتها الجديدة , ولكن الفرق يكمن بترجمة رديئة أو ترجمة قوية وكلاهما يقعان تحت مقص الناقد فما قد يراه ناقد ترجمة قوية قد يراه آخرون غير ذلك مستشهدا بمترجم الزوبعة التي حرّكها مترجم تونسي، هو علي اللواتي، الذي قرر أن يكون مترجماً بسبب أخطاء أدونيس في ترجمة أعمال الشاعر الفرنسي الكبير سان جون بيرس. وبعدها لم يعد إلى الترجمة (5).
والمترجمين بالمناسبة لا يحظون بالإعتراف والتقدير كما هم المؤلفين وهم ارتضوا بهذا الهامش المعرفي لهم ,فهم جنود مجهولين يختبؤون خلف النص ويفرحون معه إذا ما لقي النص إعجابهم فهم مثل الهوامش التي تفسر وتوضح ولكنها لاتنتمي للنص وقد لايمر عليها شخص وهم راضون وقانعون بتلك الدرجة لدرجة إنهم يرددون مقولة أسؤأ المترجمين قاطبة فهو الذين تحفظ اسمه بدلا عن صاحب النص الأصلي (9), فتخيل وأنت خارج من رواية اللعنة كما وصفها صديق لماركيز عندما أهداه إياها
"بيدرو يارامو"
تردد اسم المترجم "مروان خليل" ناسيا" خوان رولفو" على الغلاف أو لا تكاد تتذكره .هذا عن الترجمات الرديئة فما بالك بترجمة عنوان الأصل نفسه خطأ فهل يعقل أن تصبح رواية خريف البطريرك " خريف البطريق"
أما في الأدب فقد كانت الترجمات على أشدها وكان الأدب الروسي الذي خرج من معطف غوغول
له السبق في خلق الذائقة العربية والى حين وصولنا لأدب امريكا اللاتينية كنا قد خرجنا من عزلتنا للتوّ
فنوبل ماركيز جعلتنا نتطلع الى الجنوب الإمريكي .
أما عربيا , لم تخلو روايات الأدب العربي من ثيمات عمل تتخذ من خيانة الترجمة كموضوع للسرد فقصة حنا يعقوب ( 11) ونداءه في ارض الميناء حيث كانوا ينتظرون تحرك السفينة التي ستنفي الدروز الى بلغراد قامت على تلك الترجمة التي حوّرها المترجم من
" أنا حنا يعقوب ,مسيحي من بيروت , بيتي على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليك ." تحولت إلى
" أنا قاتل حنا يعقوب,مسيحي من بيروت , بيتي على حائط كنيسة مار الياس الكاثوليك ." .
لتبدأ قصة هذا الرجل المعثر بائع البيض المسكين الذي أصبح متهما بقتل نفسه حسب المترجم الخائن .ليجوب العالم من سجن الى سجن ويعود بعد سنوات الى بيته الملاصق لكنيسة مار الياس الكاثوليك.
وفي رواية عزازيل الفائزة بالبوكر ليوسف زيدان تعتمد القصة على ترجمة مخطوطات كتبت في القرن الخامس الميلادي باللغة السريانية ,كتبها الراهب هيبا بطلب من عزازيل أي الشيطان .
وفي رواية أخرى من روايات البوكر –القائمة القصيرة , تحمّل الخيانة وصمة للمترجم في العنوان الذي هو دال على تأويل النص .
ذهب بنا الروائي السوري "فواز حداد" في روايته "المترجم الخائن" الى عالم الترجمة والنقد حيث خان المترجم –بطل العمل حامد سليم
أخلاقيّات مهنته وقوانينها بحق الرواية الفائزة بالبوكر والتي ترجمها محولا نهايتها إلى نهاية مغايرة .
وهناك الكثير من الأعمال التي تطرقت لخيانة المترجمين, وسرقة المؤلفات , وإنتحال الأسماء الأدبية وغيرها من قضايا يحفل بها عالم صناعة الكتاب .
ولكن يبقى هذا العمل الذي يطرد الحواجز اللغوية, ويأخذنا في رحلات لا تنتهي الى عوالم وحيوات مختلفة عنا
هو العمل – البصمة المنفردة بتميزها وإنفرادها الأصيل تخيلوا الحياة بدون دراكولا – شرلوك هولمز - بدون ماكوندو، المملكة المتخيلة و ذلك الرجل الذي بكى في رحم إمه – والذي ولد بعينين مفتوحتين – (8)
وذلك الرجل الذي يمط ضحاياه حسب حجم سريره او ذلك الطفل اليتيم الذي يتعلم السحر ويعلمنا أياه في مدرسة " هوجو وورتس" .
فلولا تلك اليد التي ترجمت لما وجدنا في الحياة شيء يستحق الحب .
وأخيرا , و"لأن المساواة في الظلم عدل "
علينا أن نشيد بذلك القرار الشجاع باندماج مؤسستان شهيرتان في بريطانيا من أجل انعاش سوق الترجمة والتشجيع على ترجمة المزيد من الأعمال إلى اللغة الإنجليزية. وهما جائزة "مان بوكر" و "الإندبندنت" للرواية الأجنبية .
فقد جاء بنص الخبر المعلن وعلى لسان رئيس مجلس إدارة مؤسسة بوكر: "كانت إحدى الملاحظات الدائمة لمحكمي جائزة مان بوكر الدولية أن مجموعة كبيرة من الروايات الأدبية المهمة لا تترجم إلى الإنجليزية."
وأضاف البيان: "نأمل بشكل كبير أن تشجع إعادة تشكيل الجائزة على الاهتمام والاستثمار أكثر في الترجمة". وذكرت المؤسسة أنه "في دلالة على الاعتراف بأهمية الترجمة ستقسم الجائزة وقيمتها المالية 50000 جنيه استرليني (حولي 77 ألف دولار) بالتساوي بين المؤلف والمترجم وهذا بالذات ما قاله رئيس لجنة حكام الجائزة الجديدة " "بويد تونكين" : أن المساواة اعتراف بأهمية الترجمة"(12). وهكذا تصبح المساواة عدل .
الهوامش :
(***) ابن منظور - وكيبيديا
( 1) الحياة والترجمة . يَومياتُ العزلة , محمد بنيـس - شاعر واكاديمي من المغرب ( من مجموعات محفوظات لمقالات اعجبتني ولم اتحرى فيها التوثيق فليعذرني الشاعر ) )
*** صدرت عن دار توبقال للنشر بالدار البيضاء قصيدة «رمية نرد»، في أول ترجمة عربية من طرف الشاعر محمد بنيـس، تكريماً لصاحبها الشاعر الفرنسي ستيفان ملارمي وتحية وفاء لحركة الشعر العربي الحديث.
http://www.bbc.com/arabic/artandculture/2015/02/150205_vert_cul_greatest_mistranslation
( 2) http://politics.echoroukonline.com/articles/196981.html http://www.bbc.com/arabic/artandculture/2015/02/150205_vert_cul_greatest_mistranslation
( 3) http://www.sasapost.com/most-controversial-5-mistranslations/
ينتابني شك لا أخفيه هنا فلو أن الترجمة الفرنسية هي من اسقطت الألف واللام لقلت ربما خطأ غير مقصود ,,, ولكنها الترجمة الإنجليزية التي وهبتهم الإرض في وعد مشؤوم و مشهور فهل ستتخلى عن الوعد !!
( 4) امير تاج السر –عالمية النصوص وكتابها
http://www.alquds.co.uk/?p=374029
( 5) علي اليوسفي مترجما – أديب ومترجم تونسي -مجموعة حوارات له في مدونة تخصه – لم يوثق العنوان للأسف لذا نتلمس العذر من الأديب علي اليوسفي
https://www.blogger.com/feeds/4645054529156673859/posts/default
(6) http://elaph.com/Web/Culture/2009/2/414487.htm#sthash.RHxWEANe.dpuf
(7) http://ar.qantara.de/content/lrwy-lrby-wldb-llmy-fy-dw-nsh-lrwy-lrbyd-nzr-fy-mfhwm-ldb-llmy
(8) https://www.facebook.com/notes/amir-zaky
http://bo-books.blogspot.com/2012/05/blog-post_11.html
(9) http://www.alriyadh.com/930296
http://bo- (10)
books.blogspot.com/search/label/%D8%AC%D9%8A%D9%85%D8%B3%20%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%B
(11) ربيع جابر "دروز بلغراد,حكاية حنا يعقوب,( المركز الثقافي العربي, بيروت. ( 2011,
(12) http://www.alhadath.ps/article.php?id=11a62dcy18506460Y11a62dc
http://www.kora3lnet.net/art/51753.html
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟