أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4














المزيد.....

(الحب والعشق في الشعر القديم (1-4


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحب والعشق
في الشعر القديم
(1-4)
الشعر هو نحت في جسم اللغة لرسم كائن جميل من الكلمات، يختلف كل منها عن الأخر في الشكل والوظائف وتشكل معاً صياغات لفظية تعبر عن حالة شعورية تجسد مدلولات العاطفة والإحساس في مضامينها. ومن ثم تربط تلك الصياغات اللفظية بعضها مع البعض الأخرى بقواعد لغوية تنهل من بحور الشعر مقاييسها وتتبادل معا صدر وعجز البيوت الشعرية في بناءها لتشكل رؤية شاعرية تعكس وهج المشاعر والأحاسيس النابعة من القلب وتوظفها على شكل كائنات حية تعبر عن استقلاليتها ودورها في القصيدة الشعرية. إنها ليست هياكل جامدة تعلق على واجهة القصيدة لإخفاء عيوب البناء، وإنما هي كائنات حية وظيفتها إبراز الملامح الأساس لهيكل البناء لما تحمله من شفافية ورقة تعكس جوهرها الحقيقي وتضفي عليه جمالاً أكثر. فتلك الكائنات ليست صنيعة منظومة الوعي، وإنما خُلقت في اللاوعي وتسللت خفية إلى منظومة الوعي لتعكسها على شكل قصيدة شعرية في الواقع. ولتسليط الضوء أكثر على الكائنات الحية في قصائد الحب والعشق، نبحث في المحاور أدناه:
-1-
(عاشقة تتحدى المجتمع)
الشرق عالم خاص يلتصق بالتاريخ ويعانق موروثه وعاداته وأعرافه معانقة الحبيب، يتمسك بموروثه الديني وإن تعارض مع سياقه المعاصر. الشرق بوتقة تجمع الشيء ونقيضه، يتمسك بقانون العيب ويجاهر بالعشق شعراً ونثراً وخطابة. إنه الضمير المستور للعالم، الذي يدعو إلى الإصلاح والقيم جهراً وفي داخله خراب وصراع خفي يتغنى بالثنائية: الخير والشر، العفة والرذيلة، الحلال والحرام.......إلا في الحب يشذ عن قاعدته، فالحب عنده يميل في التصريح إلى الوحدانية وينهل من (قانون العيب) سماته، للرجل فقط الحق في التصريح عن حبه وعشقه شعراً ونثراً ويفرض كل موروثه وعاداته وتقاليده وأعرافه وديانته على المرأة وقد يمنحها الحق المستور في الحب والعشق وينبذها حين تجاهر به علناً في المجتمع. فلكل قاعدة شواذ ولقاعدة الحب والعشق شواذها في الإعلان والتصريح، فما قيمة الحب والعشق إن لم يجاهر به العشيقان.
تصف ((ليلى الأخيلية)) حبيبها علناً قائلة:
"إذا حل ركب في ذراه وظله.........ليمنعهم مما تخاف نوازعه".
يفرض قانون العيب سلطته على العاشق، ويمنعه من ذكر اسم حبيبته أو قبيلتها شعراً، خوفاً على سمعتها أو خشية من أهلها وردود أفعالهم ضده بالرغم من أن جميع التلميحات المستورة في الشعر تُعرف بشخصية الحبيب وتدلل على مكانه لكنها تبقى في إطار سترها ولاتخرج عن الضوابط والشروط التي يفرضها قانون العيب. كثيراً ما فرض قانون العيب أحكامه الجائرة على العشاق فأهدر دمهم أو تعرض العاشق لما لايحمد عقباه عند خروج تلميحاته الشعرية عن سياقها المستور.
وقد نال العديد من العشاق الخارجين عن تلك القاعدة نصيبهم من الأذى والتشرد والتخفي خوفاً من الانتقام، لكن حين تخرج عاشقة عن تلك القاعدة وتعلن عن اسم عشيرة عاشقها جهراً فهذا هو الاستثناء الأكثر شذوذاً عن القاعدة.
تتحدى ((ليلى الأخيلية)) قانون العيب وتشذ عن القاعدة وتسمي قبيلة عاشقها علناً وتجعله فوق أقدار الآخرين قائلةً:"جزى الله خيراً والجزاء بكفه.........فتى من عقيل ساد غير مُكلف
فمتـى كـانت الدنيا تهوى بأسرها........علـيه ولاينفك جـم التصرف".
إذا كان شعر العاشق يفعل، فعله في أسر عواطف وأحاسيس عشيقته في عالم الشرق، فماذا تعمل كلمات عاشقة بحق عشيقها حين تتحدى كل قيم وأعراف المجتمع لتعلن حبها له من منبر الشعر الأعلامي للقبيلة. هل كانت لتلك الظروف حظاً أقوى من حظها في العالم المعاصر؟. إنها النخبة الشعرية التي تتبارز علناً لا من أجل إعلان الحرب وأنما من أجل إعلان العشق الذي يبحث عن مسالك الحب والعاطفة والإحساس بعيداً عن الصراع والحروب بين مجتمع القبائل.
إن تعلن عاشقة عن تحديها للمجتمع، يعني أنها تتحلى بسمات القوة والتحدي والإيمان بالحب ذاته. وحين يطلب منها أن تصف سمات عشيقها، تنحت الكلمات وتروض المعاني وتبني الصياغات بناءاً شعرياً يلخص سمات عشيقها حيث تصف ((ليلى الأخيلية)) سمات عشيقها قائلةً:
"غضوب، حليم حين يطلب حلمه...........وسم زعاف لاتصاب مقاتله".
تلك هي ليلى شاعرة العشق، متحدية المجتمع تجاهر بعواطفها وأحاسيسها. ترفض أن تنصاع لقانون العيب وشروطه ولعالم الشرق وسماته، إنها تسمي بالأشياء بأسمائها معبرة عن كينونتها الإنسانية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
- سلوك وتصرفات اللئيم
- الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
- الضمير والسمعة عند السياسي
- فن الإصغاء في العمل السياسي
- احترام الكلمة في العمل السياسي
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4