محمد احمد الغريب عبدربه
الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 04:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحاول هنا معرفة الذات وعلاقتها بالسعادة واللذات ثم علاقتها بالعالم الخارجي، ثم محاولات الذات البحث عن الوجود الكلي والشامل في فكر شوبنهاور، وباختصار نبدأ بعلاقة الذات بالسعادة كالاتي:
يعترف ويؤكد شوبنهاور ان سعادة الانسان ولذته، ومتعه الكلية، تتوقف علي الانسان نفسه أكثر من توقفها علي الظروف الخارجية، والاخر باشكاله المتعددة، فالذات قادرة علي خلق عالم خاص بها يمنحها السعادة والحب والمتع، ولذلك استمد شوبنهاور فلسفته من مزاجه العصبي وفراغ حياته وعزلته ووحدته وانطوائه علي نفسه الدائم، والذي طبع حياته بطابع السأم والملل المعتم القاتم، فكان عالم ذاتية شوبنهاورية سوداوية قامته عزلياً قاسي علي أي شخص تحمله، فكان التشاؤم سيد الموقف دائما في حياته.
وهذا التداخل للسعادة في دائرة الذات هو نفسه ينطبق علي علاقة العالم الخارجي بالذات، فالعالم يعتبره شابنهور حلماً، ابدعته الذات في امتثالها، ولا وجود له خارج هذا الامتثال، فكما كانت السعادة داخل الذات، في هذا العالم الخارجي تمثله داخل الذات، ولا يعتبر عالمه خارجيا له ارادة خارج الذات.
والذات دائما تبحث عن معني الوجود، فتشعر بالألم، لشعورها بالحرمان واللاهدف، وهذا يعني ان الذات اذا خرجت من داخلها للبحث عن شئ تصبح في قمة الألم، وهي دائما تخرج بلا هدف، والوجود بالنسبة لها ألم، صورة مرعبة ومروعة، تعلوها الظلمة، لأنها صادرة من الأعماق، وتسري فيها الرعدة، لأنها قشعريرة قلب ينبض وجوهر الوجود، وفيها مرارة قاسية، لأنها سقيت من صاب العبرات المسفوحة من عين الحياة.
#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟