كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 00:22
المحور:
الادب والفن
جسدٌ على طاولةٍ ساخنة
لغة المرآيا والنصّ الفسيفسائي )
حينَ قررتَ وحدكَ واتخذتَ القرارَ أنْ تنامَ وحيداً نومتكَ الأخيرةَ كنتَ شجاعاً ولمْ ترهبكَ الطرقات البعيدة , كانَ عليكَ أنْ تعرفَ بأنَّ مَنْ خلّفتهم وراءَ تلكَ الأحلام المتثائبة ورّثتَهم جزعاً مرّاً يتناسلُ كلَّ يوم , ظلّكَ المتساقطَ خفيفاً على الجسرِ كانَ ناعماً وتنضحُ فوقهَ الروح الغائمة , أكانَ الرحيلُ سعيداً هكذا ! إذاً لماذا أذرّي أيامي ولا أمنحها لحظةَ نعيمٍ تسري بيننا ! . ثمّة أحلام تراءتْ نمّشها هذا الهجوع تحتَ أغطيتكَ الناعمة , لا تجعل الكهنة يجرّونَ هذا الليل الدامس يثلجونَ قشعريرة قلوبهم الملوّنة بطهارتكَ , هلْ أنتَ مجهدٌ حدَّ الأسترخاء هكذا وتشتّتْ مِنْ حولكَ المسافات تتخاصمُ في تأويلاتِ الغياب ! المسجات الكثيرة كانتْ نثيثاً يقلقُ حدائقَ نصوصكَ المرسومةِ على جدرانِ الصباحات المحتشدة تؤخّرها دائما روح مكتئبة . ستعودُ حتماً وحيداً آخر المطاف تلوّحُ للسفنِ الغارقةِ باحزانها متأبطاً ندوبكَ العميقة , ستخرجُ مِنْ فوّهةِ هذا العالم الهشّ , هلا تأملّتني قليلاً ... ألا تعلم بانّني قلبكَ المنحني على ذاكَ الحلم الكبير ! فهناكَ ممرٍّ خفيٍّ سيهرّبنا سرّاً , امهلني أنزعُ أسياخَ الحديد مِنْ توابيتنا وأبصقُ في مرآيا مدنِ السوء التي تصفقُ عالياً كلّما تُحزُّ الرقاب .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟