عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 23:36
المحور:
الادب والفن
قراءة في نص (البؤساء) للقاص تموز الحلبي
النص:
صديقي"قاسم"المحاصر في المخيم أخبرني انه اكتشف شيئا مهما..بعد وضع الكتاب بالماء لمدة ساعة يسهل أكله..وبين الفطور والعشاء تناول الجزء الاول من رواية البؤساء.
القراءة :
هنا نرى قصة قصيرة جدا بدلالات واضحة.الاسم رغم أنه وصف للبشر البؤساء ورغم أنه العنوان الشهير لرواية فيكتور هوغو إلا أنه يحمل ترميزا إضافيا كما اراه.
المكان مخيم محاصر أقرب ما يكون إلى مخيم اليرموك الفلسطيني.
هنا شخصية واحدة مرئية هي قاسم وقد تكون ايحاء ولها دلالات أخرى تذكر مثلا بكفر قاسم....هنالك مجزرة وحصار وهنا حصار ومجازر.
أعتقد أن الحصار القاسي ظاهريا في النص أدى إلى أن يلتهم البطل الفصل الاول...التهام الكتاب له دلالة واضحة فالمحاصر ليس مقاتلا أو مسلحا أو إرهابيا انه مثقف يعيش بين كتبه التى لم تعد تفيده حين يحاصر الجميع.
أما هل لاتهامه الفصل الأول من دلالة؟ أعتقد أن دلالتها أن ما تم ليس إلا الفصل الأول والبداية من مأساة تعددت فصولها وقد تستمر إلى ما لا نهاية أن لم يقض على من يقوم بالحصار...نظرة سوداء لمستقبل أسود من تيه وموت سيستمر ما دام المحاصر يمسك ببوابات الحياة والأمل ويبقى المحاصرين يموتون ببطء.
قصة رائعة بكلمات قليلة ترجمت مأساة شعبين محاصرين وسط صمت من كل البؤساء الذين يتفرجون و يتفرجون.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟