أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - القطاوجي














المزيد.....

القطاوجي


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 19:23
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يعرف شيئا غن شوبنهاور او المعري او ايليا ابو ماضي كان لا يقر بذلك، ولربما سمع بهم .كان لا يجيد لعب الكرة كبقية اقرانه وحين يقرع على تمريرة رديئة او ركلة سيئة يتذرع بان رياضته هي الملاكمة. كانت الملاكمة توفر لها عالما امبراطوريا للحديث مع غيره عن غضروف انفه الذي كسره المدرب ،هزة الراس اتي يفهمها صاحبنا اعجابا اسطوريا هي التعبيرالذي استهواه وتعود عليه.
لطالما تحدث عن مواقف دون كيشوتية كان بطلها الوسيم بقوة عضلات زنديه وكفيه وقبضته ،هو بطل ذاته الكبيرة وعالمه الفرضي.
يضايقه فقر عائله لكنه يعيش في سعة من خياله اليقض فاحلامه تتعدى الغنى وتناطح مهرجانات الملوك وكرنفالات افراح القياصرة. مفردات حديثه لا تخلو من جيفارا وليلى خالد ومحمد علي كلاي وفيريري الذي يفخر برؤيته وهو يزور احدى مدارس بنات المدن المقدسة.
لا يريد مغادرة فضائل العروبة وثورية مواقفها وسعة ارضها واتساخ ماضيها ولا يرغب عن صيد اشتراكي للفقراء فيه نصيب في بلاد بعيدة ولا يرغب في الاعلان عن التمرد عن طقس ديني او اجتماعي فلطالما، لقد كان توفيقيا حتى بين صراعاته الذاتية.
لا يوجد أجمل من أن يعمل المرء سائقا لقطاركبيرلمسافات طويلة،هكذا انهى كلامه عن مستقبله، لقد نجح في اتخاذ قراره ،اذن انت القطارجي،بل انت القطاوجي،هكذا تكلم صديقه مباركا له في جو من مرح الاصقاء،شعر القطاوجي بالضيق والحرج فهو سيصبح سائق قطار وليس عاملا يقدم الشاي للمسافرين على متن عرباته.
كان جالسا بين الجموع المشدودة الى شاشة متلألئة،يخال الناضر الى عيونهم كانها تثقب زجاجتها الدائرية السميكة ، راح يرقب الحركة ببصر وحيلة وحي ومكر ساحر، يكاد ينبثق هياما بما يمرالى روحه ويرهق جوانحه ويثقل صدره .لقد كانت الراقصة اكبر مما يرقبه في شاشة تلفاز المقهى الصاخب ،وأشد وقعا من ضغث حلم بالفوز في جولة نزال او نزوة حديث عن قطار يطوي مدن الطين وكثبان التراب ومستنقعات القرى .قاده الهامه بين كراسي السعف الى الامام حيث تكبر الصور وتتركز الايقاعات وتتوالى الصيحات كل ما انحنت الراقصة او دارت او قفزت في اقبالها وادبارها ..هذه المرة ،اتخذ قراره ان يخرق المألوف ويتمرد على الجمع ، لقد خانته دواخله فرمته الى حيث تثورشواغله ،ضم التلفاز العميق الى صدره لبرهة قبل ان يسمع صرخات التنديد ، قبل الراقصة من خلف الزجاجة قبل الى يعود وقد شعر بالضألة والانكسار في وقت اختفت فيه صورة الراقصة ليعاقب المذيع مشاهديه بنشرة الاخبار. سرعان ما أدرك رجل عجوز ذهول القطاوجي وحسرته ،قال له لائما ومواسيا : ما جنيت من فعلتك هذه؟ رد القطاوجي: حجي .أحسن من الماكو!.
ادرك ان وحيه خانه وانه خسر الجولة لكن عليه ان لا ينزل عن عرشه و ان لا يتخلى عن تاجه، رغم نفاذ زمن الرقص وبدء زمن العناء والغناء ..عناء الحرب والغناء لرئيس جديد يكره شيخ المعرة لكنه يحب العمى والعميان.
اصمت، فانا لا اعرفك عندما يمر في سوق الحي اصحاب البيريات الحمر بحثا عني وعن اصحاب البسطات ،أنا مجنون ولا اريد الموت ...أبوالعلاء يحب الحياة رغم عاهته الصوفية ..
لست بحاجة لان تكون فيلسوفا او شاعرا لتعيش ...فقط أفهم انك قطاوجي ..عليك أن توقف ماكنتك في كل محطة.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواليد النسيان....كل عام وأنتم بخير
- دريول
- جز الصوف
- دفع الجزية
- بين الدعاء والفتوى...من ساجدة عبيد الى المشروع التايلندي
- قلمٌ جَلَبٌ ورأسُ كوبٍ في وِعاءِ نفطٍ
- عشيرة بريمر وثقافة الاحذية
- الغراب والوحي
- نقرتان باليمين
- صحة صدور حلم
- عبود لا يغني
- عبود يغني
- حلم ابنتي
- انصاف الدال على الف دال ..
- قراءة معاصرة في وصية انكيدو
- قول على قول
- معلول المنقول و دلالة المعقول
- سعدي
- مذكرات زبال في ليلة رأس السنة
- مقامات عراقية


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - القطاوجي