|
القدس كما هي في المشهد اليومي25
محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 13:29
المحور:
الادب والفن
الأحد 24 / 5 / 2009 كان الطقس ربيعياً ممتعاً. يهبّ نسيم عليل علي من نافذة سيارتي، وثمة غيوم بيضاء تتهادى على صفحة السماء. قلت لنفسي: كم هو مدهش طقس فلسطين! ثم تذكّرت كيف ينازعنا حكام إسرائيل العنصريون على البلاد، وتنغّصت! اجتزت أزمة السير في الشوارع بعد قليل من النكد. وصلت كلية هند الحسيني واتجهت إلى الطابق الثالث حيث قسم اللغة العربية، وجدت الأستاذ سامي السرخي، الذي وجّه لي الدعوة للقاء طالبات السنة الرابعة في الكلية، في الانتظار. جلسنا قليلاً في مكتبه، ثم اتجهنا إلى غرفة الصف. وجدت أربعاً وعشرين طالبة في الغرفة، كلهن يرتدين الملابس الشرعية. قدّمني الأستاذ السرخي، ثم تحدّثت بإيجاز عن بعض همومي في الكتابة، ودار بعد ذلك حوار بيني وبين الطالبات. كان الحوار جيّداً، وقد تطرّقت الطالبات إلى بعض جوانب كتابتي القصصية، وإلى كتابي عن القدس: ظلّ آخر للمدينة. سألتني طالبة عن مغزى العنوان. قلت: ليس من الضروريّ أن يكون العنوان مثل معادلة رياضية محدّدة الأبعاد، ثم قلت إنني كنت موفّقاً كما أعتقد في اختيار هذا العنوان، فقد كان للكتاب عنوان آخر ما لبثت أن استبعدته وهو: المدينة ذات فجر بعيد. شكرت الأستاذ سامي السرخي والطالبات. ثم غادرت الكلية.
الخميس 25 / 6 / 2009 دعوت الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله لزيارة القدس، وكنت مسروراً لأنه يزورها بعد أن أنجز خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية ستّ روايات مكرّسة لفلسطين، كانت آخرها ملحمته الروائية "زمن الخيول البيضاء". مشينا في طريق الواد وتوقّفنا قليلاً عند البيت الذي استولى عليه شارون. زرنا المسجد الأقصى والتقطنا صوراً شخصيّة بالكاميرا التي أحضرتها معي. مشينا في أسواق البلدة القديمة. وجلسنا في كافتيريا "البلدة القديمة" قريباً من كنيسة الفادي الإنجيلية، شربنا عصير البرتقال وتشعّب بنا الحديث وطال. زرنا كنيسة القيامة والتقطنا صوراً شخصيّة. ثم صعدنا نحو حارة النصارى وباب الخليل، وكانت أسواق المدينة مكتظّة بالناس. عدنا عبر الباب الجديد إلى منطقة باب العامود، وكان إبراهيم يتابع تفاصيل المدينة بانتباه. ركبنا السيّارة ومضينا إلى مطعم "أزكى دنيا" في حيّ الشيخ جرّاح. تناولنا طعام الغداء، ثم واصلنا التجوال في السيّارة حول القدس. وقفنا قريباً من مبنى الجامعة العبرية في القدس الشرقية ونظرنا من هناك نحو المدينة، بمقدّساتها وبيوتها المتراصّة داخل السور وخارجه، كان المنظر مهيباً. وكان على مقربة منّا شخص يتحدّث لبنات وأولاد يهود بأسلوب إيديولوجيّ تعبويّ عن أهميّة الانخراط في الجيش الإسرائيلي وأهميّة الوجود اليهوديّ في القدس. كان الطقس حارّاً. غادرنا القدس إلى رام الله. أوصلت ابراهيم إلى فندق غراند بارك، ثم افترقنا على أمل اللقاء من جديد.
الأحد 5 / 7 / 2009 التقيت مقدّمة البرامج ربى الميمي مرّة أخرى. كنت التقيتها قبل عام تقريباً لتصوير حلقة تلفزيونية عن المربّي خليل السكاكيني. جاءت هذه المرّة هي وزميل آخر لها ليأخذاني في سيّارة من البيت، إلى حيّ القطمون لتصوير مقابلة قصيرة عن السكاكيني. كان الوقت عصراً، والطقس معتدلاً وفي السماء غيوم كما لو أننا في أوّل فصل الربيع. بحثنا عن بيت خليل السكاكيني في القطمون ولم نعثر عليه. شعرت بالأسى لأننا لم نعثر على البيت مع أننا كنّا هنا من قبل. عدنا إلى مقهى الصعاليك في باب الخليل، وهناك تمّ تصوير جزء من المقابلة، وتمّ تصوير الجزء الآخر منها خارج باب الخليل. عدت إلى البيت وكنت متعباً بسبب نزلة صدرية أصابتني منذ أيام، وما زلت أسعل بشدّة وأشعر بأنّ صحّتي ليست على ما يرام. الأحد 2 / 8 / 2009 هاتفني إلياس صنبر سفير فلسطين لدى اليونسكو في باريس. قال إنه موجود في القدس. اتفقنا على اللقاء مساء في مطعم القدس الواقع في شارع نابلس. دخلت المطعم في الثامنة مساء، وكان مكتظاً بالزبائن من الرجال والنساء. قسم غير قليل من الزبائن هم من الأجانب. وجدت إلياس جالساً إلى مائدة بالقرب من الجهة المحاذية للشارع. تبادلنا التحية وتجاذبنا أطراف الحديث. سلّم علينا شابّ بلجيكي، قال إنّه يعرف إلياس ويعرفني. كان الشاب مع مجموعة من الشباب والشابات. ويبدو أنه عرفنا حينما كنّا في بروكسل قبل أشهر. تناولنا طعام العشاء، ثم جاءت ابنة إلياس الصغرى. إنها في حوالي العشرين، وصلت إلى القدس مع فريق من المتضامنين والمتضامنات مع الشعب الفلسطيني. وهي لا تتكلّم إلا قليلاً من العربية، لأنها ولدت هي وأختها الكبرى في باريس. شربت شاياً ثم غادرتنا عائدة إلى الفندق الذي تقيم فيه مع الزملاء والزميلات داخل البلدة القديمة. قال أبوها بعد أن غادرتنا: أظنّ أنّ اسمه فندق "الخليل". كان الطقس صيفياً، والزبائن بدأوا يتناقصون، والساعة اقتربت من الحادية عشرة ليلاً. غادرنا المطعم، إلياس إلى فندقه القريب من المطعم، وأنا إلى بيتي في جبل المكبر.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القدس كما هي في المشهد اليومي24
-
القدس كما هي في المشهد اليومي23
-
القدس كما هي في المشهد اليومي22
-
القدس كما هي في المشهد اليومي21
-
القدس كما هي في المشهد اليومي20
-
القدس كما هي في المشهد اليومي19
-
القدس كما هي في المشهد اليومي18
-
القدس كما هي في المشهد اليومي17
-
القدس كما هي في المشهد اليومي 17
-
القدس كما هي في المشهد اليومي16
-
القدس كما هي في المشهد اليومي15
-
القدس كما هي في المشهد اليومي 14
-
القدس كما هي في المشهد اليومي 13
-
القدس كما هي في المشهد اليومي12
-
القدس كما هي في المشهد اليومي11
-
القدس كما هي في المشهد اليومي10
-
القدس كما هي في المشهد اليومي9
-
القدس كما هي في المشهد اليومي8
-
القدس كما هي في المشهد اليومي 7
-
القدس كما هي في المشهد اليومي/ 6
المزيد.....
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|