|
تفسير الظاهرة الاسلامية
مصطفى تاج
الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 21:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما في الامر اننا اعتدنا النظر إلى دعوة الاسلاة،إما نظرة التسليم والخضوع،أو نظرة التشكيك،لكننا قلما نتجاوز هذا الامر في محاولة لتقديم نوع من التحليل الموضوعي لأسباب وعوامل ظهور هذا الدين،وتعريته من كل اشكال القداسة والاعتلاء الوقح على عرش الحقيقة المطلقة،وإخضاعه للتحليل الموضوعي. فبعيدا عن كل تلك التخاريف،حياة محمد قبل أن يشهد الزور عن الإله،هذا الوهم الذي أنهكه البشر بكثرة استغلاله في شرعنة جرائمهم.كان كما تحكي الاساطير،منعزلا في قفار مكة،يرعى الاغنام،ويتأمل في الحياة.ومن الطبيعي أن يقوده تأمله إلى الكفر بأوثان قريش،لأن العقل يميل إلا عدم التصديق بالخرافة،وان الانسان عندما ينعزل عن الحشود ويخرج من وطأة السلطة الاجتماعية،وينفك الرابط بين العقل الفردي والعقل الجمعي للقطيع،يكفر مباشرة بما أجمعوا على اعتباره حقيقة من الأوهام.لكن هل توقف عند هذه النقطة دون أن يتدخل بهمجية تعاليمه في مجرى الأمور؟؟(ليته فعل). بل انتج دينا(لا داعي للحديث عن اثره الكارثي في التاريخ)ولكنه لا يخرج في أسباب وعوامل نشأته عن هذه الامور: - أن محمد لم يكن ملاكا طاهرا يسعى لنشر الحق وإزهاق الباطل،فهو أول شخص في هذا العالم يعلم أن دعوته باطلة،بالتالي فلنتحدث عن محمد كبشر وليس كنبي،فقد كانت تنطبق عليه نفس ما ينطبق على أي إنسان آخر،كالرغبة في الظهور وتحقيق المطامح المختلفة،ولا داعي لسرد قصة إعراضه عن إغراءات أبي الوليد حين قال له:" يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيّا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نُبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى منه".فلو قبل لانتهى أمره،واتضح للناس بسهولة أنه مجرد كذاب،وكان منظره أمام أتباعه وأعدائه "زي الزفت" و لتوجهوا إليه بالقدح والاحتقار حتى يتوفاه الموت،وفوق كله من يضمن له أن الأسياد سيقدمون له ما يطلب خاصة وأن عتبة ابن ربيعة عرض عليه هذه الأمور من أجل إغرائه والقضاء على دعوته لا أكثر ولا أقل،فهو لم يأخذ رأي سادة قريش فيما سيطلب،وإنما قال فقط:" يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلّمه وأعرض عليه أمورا" ولم يحدد هذه الأمور،وإلا لانتفضوا في وجهه,فلم تكن قبيلة قريش كما نتصور قبيلة واحد موحدة،وإنما كانت تحتضن صراعا سياسيا مستميتا بين بطونها.بالتالي فقد كان رفضا طبيعيا. - أن محمد كانت تحركه النزعة القبلية،كغيره من عرب المرحلة،وكان ورقة يتم استغلالها في الصراع بين بني هاشم وبني عبد مناف،العدوان اللدودان اللذان جمعهما الصراع حول السيادة ومفاتيح الرياسة(الرفادة والسقاية والحجابة واللواء والندوة )،وكذا في صراعهم مع باقي البطون،وهذا ما يفسر احتضان الهاشميين لمحمد ودفاعهم المستميت عنه رغم كفره بديانتهم،إذ وظفت دعوته توظيفا سياسيا.ولعل هذه النزعة القبلية والمركزية القرشية تظهر بجلاء في تمجيده لقبيلة قريش،حيث قال في إحدى خرجاته:" قدموا قريشا و لا تقدموها ، و تعلموا من قريش و لا تعلموها ، و لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى"( رواه عبد الله بن السائب - صحيح الجامع للألباني – 4382)وكذا قوله :" الناس تبع لقريش في هذا الشأن ، مسلمهم تبع لمسلمهم ، وكافرهم تبع لكافرهم"( رواه أبو هريرة - صحيح البخاري- 3495) وقال أيضا:" فضل الله قريشا بسبع خصال ، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش ، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل وهم مشركون ، وفضلهم بأنهم نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي لإيلاف قريش ، وفضلهم بأن فيهم النبوة ، والخلافة ، والحجابة ، والسقاية"( رواه الزبير بن العوام - صحيح الجامع للألباني – 4208). - أن الدين كان مجرد وسيلة،ولم يكن غاية في حد ذاته،وكانت هذه الوسيلة تخدم ماسبق الإشارة إليه،أي الطموح السياسي لمحمد ونزعته القبلية،ولاحقا سيتحول هذا الدين إلى وسيلة للغزو والنهب والسبي وبناء المجد القرشي العربي على حساب جثت الأبرياء وأعراضهم وأموالهم.
وبهذا خرج محمد بدين شوه معه صورة الاله،وجعله وسيلة لتركيع المستضعفين والجهلاء والركوب على ظهورهم.
#مصطفى_تاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا الإلحاد
-
واقع الحركات الاسلامية
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|