أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نايف جفال - موُت وليتك من صفاء نيتك















المزيد.....

موُت وليتك من صفاء نيتك


نايف جفال

الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 20:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


موُت وليتك من صفاء نيتك
نايف جفال – القدس.
يداعبون مشاعرها بقولهم انها نصف المجتمع، ومن تحت أقدامها يشتمون رائحة الجنة، ويتقربون بقولهم تقديراً لجسدها، وتغذية لغرائزهم الذكورية، وبالخفاء وفي دائرة الأسرة ينتزعون قناع الانسانية ويبادرون بشتمها وإهانتها، متذرعين بإتفه الأسباب ، مثبتين ذكوريتهم العفنة التي تعتاش على حثالة القيم والمبادئ الجاهلية البالية والتنشئة الاجتماعية الرثة التي بزغت من امثال وقيم تقزم المرأة وترفع من قيمة الرجل ومثال عليها " موُت وليتك من صفاء نيتك ".
هي المرأة، الفرحة الاولى لوالدها، وملكة زوجها، وسعادة طفلها، ورغم الكم الهائل من تضحياتها وعطاءها في شتى مجالات الحياة لا زالت تتشرب كؤوس الذل والاضطهاد الاجتماعي والقانوني والأسري والجنسي، الذي يحاصر ويمنع إبداعها ويقنن عملها ونجاحها، وإن كان بشكل نسبي ومتفاوت ما بين منطقة جغرافية وأخرى، بحسب ما تجنيه تلك المرأة من تحصيل علمي، وإستقرار مالي، وحرية تعليم واختيار.
فهذا ما اتضح من خلال مقابلات فردية اُجريت مع عدد من السيدات اللواتي تعرضن لعنف مباشر من قبل اسرهن قبل الزواج وبعده، حتى الوصول الى المحكمة الشرعية للتنازل عن حقوقهن من أجل التخلص من شبح الاضطهاد والسخرية والعنف المتقن، وارتداء كنية مطلقة التي تلاقي سخرية ونقصان ومطمع في مجتمعنا العتيد، واليكم التفاصيل.
م.خ _ من مخيمات العاصمة القدس
مروة كباقي بنات جيلها، طرق احد الشبان باب بيتها طالبا الزواج منها، ولقلة جمالها كما تقول وتخوفاً من قطار العنوسة غمرها الفرح بهذا الطلب، وتم الموافقة والاتفاق على الزواج ما بين العائلتين، وفي مدة لم تتجاوز العشرين يوما كانت مروة ترتدي الفستان الأبيض جالسة بجانب عريسها الذي لا تعلم عنه سوى اسمه والقليل عن حياته، وفي الأيام الأولى للزواج اكتشفت أن زوجها يتصرف بشكل عصبي، ويعاني من مرض نفسي إتضح من خلال تصرفاته، ولا يستطيع التمييز في بعض الاحيان بين الأشخاص، ويطالبها بالقيام ببعض المهام التي اقل ما يقال عنها شاذة، بكافة الوضعيات دون البحث عن راحتها او إمتاعها حتى وصل فيه الأمر الى ممارسة الجنس معها في الاوقات المحرمة( الدورة الشهرية) ولم يخلو الامر من الضرب والشتم والاستمتاع بالإذلال وسماع الصراخ، ولأن القوانين لا تحمي النساء ولا تطالب بفحوصات طبية ونفسية للمقبلين على الزواج ، رضخت لنصيبها كما يصوره المجتمع وبقيت الى ان ضاقت فيها الحياة ووصلت الى المحكمة الشرعية للتنازل عن حقوقها بحثا عن حريتها وكرامتها.
وفي حكاية أخرى التقينا بالسيدة دينا التي تنحدر من عائلة فقيرة تسكن مدينة القدس ولها اربعة أخوات وهذا وحده سبب كافي لان يعادي الأب بناته ويثأر من والدتهن لعدم انجابها ولد يحمل أسم العائلة!!.
ومن هنا انطلقت مصيبة دينا فعدا عن الشتم والتعنيف المستمر الذي يلازمها وأخواتها في المنزل، وحرمانها من تكوين صداقات مع زميلاتها في المدرسة التي لم يسمح لها بالبقاء فيها اكثر من الصف الثامن ، جرى اجبارها على الزواج وهي في سن الرابعة عشرة عاما ولحسن حظها لم يكتمل الزواج بسبب اعتقال خطيبها على خلفية جنائية بسبب تعاطي وتجار المخدرات وبمعرفة مسبقة من قبل والدها!!.
وبعد ثلاثة أعوام جرى اجبارها مجددا على الزواج من شخص لا تعرفه ولا تستلطف النظر اليه ولا تعلم عنه الا أن حالته المادية ميسورة ويبلغ من العمر 45عاما، وان الفارق بينها وبينه لا يتعدى ضعفي عمرها!!، ولان قوانين الزواج لا تلزم وتراعي الفئة العمرية، ومن الطبيعي أن يتزوج الرجل فتاه من عمر بناته والعكس "محرم " فكان زواجها تجرة مباحة كما تقول دينا
وتستذكر دينا ليلة دخلتها المشئومة حيث دخلت غرفة نومها متعبة لا تعلم أي شيء عن تلك الليلة وماذا سيجري فيها إلا بضع كلمات اسعفتها بها قريبتها قبيل الدخلة بدقائق، وهذا ما يسجل نقطة عار في جبين المؤسسات الحكومية والخاصة التي تعنى ببناء المجتمع وتنمية موارده البشرية، على حد سواء التي لا تحاول حتى تفكيك الغاز الحياة الجنسية وايضاحها.
وبعدما سيطر الخوف عليها وظهور ملامح التوتر والأرتعاش حاولت الهرب ولم تستطع، فقررت الاختباء في خزانة الملابس، وعندما وصل زوجها ولم يجدها، قام بالبحث ولخوفها الشديد بادرت بالظهور امامه مستجدية منه الابتعاد عنها وعدم لمسها ، موضحة اليه انها مجبرة على الزواج منه.
وكأنه حديث لم ينطق فسارع بالاعتداء عليها وقاومته، حينها قال لها ان لم تستجب سياخذها الى الطبيب ويخبر والدها انها فاقدة للعذرية، وبعد هذه الكلمات استسلمت دينا مع العلم انها ما زالت عذراء، لم يلمسها احد ولكن الخوف والهلع الذي احدثه لها والدها سيطر عليها وجعلها تهاب ان تتحدث معه في أي شيء،
وعلى هذا تجرعت دينا الأمرين ما بين أب يكره الأنوثة وزوج شاذ، وتقول مصيبتها لم تقف الى هذا الحد بل حاول زوجها مرارا وتكرارا اجبارها على تعاطي المخدرات بعد ان اكتشفت انه مدمن، واستمرت حالتها تتزايد صعوبة يوما بعد يوم وعندما تأكدت ان زوجها من المستحيل ابعاده عن المخدرات لجئت للقضاء، لكي تحرر نفسها، وفعلا من الجلسة الاولى تنازلت عن كامل حقوقها مقابل امتلاك حريتها مع احتفاظها بعداء والدها واتساع حقده عليها.
وتقول دينا لعلها حكمة من الله عز وجل، فبعد عشرة ايام من طلاقها ، لقيت جثة طليقها ملقاة على قارعة الطريق لاخذه جرعة زائدة من الهيروين، وبهذا اختتمت مأساتها وعادت لبيتها مع ذويها ولكن مع تزايد حجم المنغصات والألم الكبير بفعل تجربتها المريرة، وحياة اشبه بحياة الغاب كما تقول، وما زالت تحلم بأن تستعيد انسانيتها وتصبح امرأة منتجة وفاعلة بالمجتمع وتلقى من يرعاها ويحقق لها مرادها بتكوين اسرة مستقلة فاعلة ومستنيرة تخرجها من كهوف الظلم والجهل والاستبداد الذي تعيشه.
فمن خلال هذه المقابلات البسيطة التي اجتمعت فيها باكثر من إمرأة يتضح ان المرأة في المجتمع الفلسطيني ما زالت ضحية سهلة، للمزاجية الذكورية والعنف اللفظي والجسدي الطبيعي المبرر من قبل المجتمع، ولذلك نعود للدعوة الى أهمية اقرار قوانين تصون كرامة المرأة وتحفظ حقوقها وتساويها بالرجل، وتخرجها من أبواب المساومة والضياع وكسر الجناح، وهذا ما يتحمله الكل الفلسطيني بمؤسساته الرسمية والخاصة التي تعنى بالانسان وكرامته انطلاقا من دور المؤسسات التشريعية المتحجرة بفعل الانقسام الفلسطيني، والتشرذم الفكري الذي يحيط بكافة القيم والتقاليد الفلسطينية المتأصلة، فهي أمنية بإن يعتدل الحال وتعطى المرأة حقها لكي تكمل مسيرتها بأريحية وأمان جنبا الى جنب مع الرجل من أجل تصليب قواعد البناء ومواجهة الاحتلال والوصول الى دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة كاملة السيادة يحكمها العدل والمنطق والمساواة.
[email protected]



#نايف_جفال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام وارادة اليسار الفلسطيني
- كل الحق على المرأة !
- وزيرة وبحاجة وصي لتتزوج!
- إسمعوا يا منقسمين صوت الأسرى المضربين
- أمعاء خاوية وقلوب عامرة بالصمود والتحدي
- جبهة عمل وفعل وإرادة ديمقراطية
- هي ثوابت وحقوق فلسطينية.. أم جمل متحركة ومتغيرة؟!
- ثقافة العداء وسموم الانقسام
- زهرة فبراير


المزيد.....




- المغرب: تردي الأوضاع الاقتصادية أشد وطأة على النساء
- اغتنم الفرصة.. خطوات التسجيل وشروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- مصر.. تطورات جديدة في قضية طبيبة النساء صاحبة فيديو حمل السف ...
- 3 شهداء بينهم امرأة حامل بقصف الاحتلال على بيت لاهيا وخان يو ...
- العنف ضد المرأة في المغرب..إلى متى ؟
- تنظيم الأسرة.. ما الفارق العمري المناسب بين الأبناء؟
- مكملات فيتامين -د- أثناء الحمل تحسن كثافة العظام لدى الأطفال ...
- -امرأة واحدة وراء الفوضى-.. إخلاء وسط إسلام أباد من أنصار عم ...
- بعد التحقيق معه بتهمة الاغتصاب.. إطلاق سراح ابن ولية عهد الن ...
- هيلا يا رمانه.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على النايل سات.. ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نايف جفال - موُت وليتك من صفاء نيتك