ياسين لمقدم
الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 09:23
المحور:
الادب والفن
إذا نويتَ السفرَ بعيدا في خيالك، فلا تشتكِ من الغُربة إنْ ضاعَتْ منك سُبُلُ العودة.
************
تتماوجُ الكلماتُ في قرطاسِ شاعرٍ فذٍّ أريبٍ،
فيتدفق النَّظْمُ ندِيًّا كرذاذِ بحرِ الأماسي
المشرئبَّة فيها الأحداقُ إلى حُمرةِ الآفاقِ،
على امتدادِ المَغيبِ.
***************
قد تتطاولُ يدُك إلى عنقود عنبٍ في أعلى كرمةٍ ليستْ في ملكيتك، ولكنها لا تنحني تواضُعًا إلى الثَّرى لكي تشُقَّ السواقي للماء لكي يروي ظمأها.
*****************
إذا هطل المطر في الشتاء أزهر الربيعُ، وإذا هطل في الربيع أينعَ الصيفُ، وإذا سقط المطر في الصيف نضجَ الخريفُ.
*****************
تعوَّد عمال السكة الحديدية على رؤية شيخٍ يداوم الجلوس على مقعدٍ في رصيف المحطة كلما حان موعد وصول القطارات، وذلك لأزيد من خمسين سنة. وفي يوم ما تجرأ عاملٌ جديد على سؤاله عن سبب تردده على المحطة. فأجاب الشيخ : لا أريد أن يفوتني القطار الذي أنتظره .
فتابع العامل الشاب السؤال : وأي قطار هذا؟.
أجاب الشيخ وقد أدار وجهه تُجاه هديرٍ قادم من ناحية الأفق : إنه قطار الحياة.
******************
في مساءٍ ما، جلس فيلسوفٌ إلى أصدقائه، وحكى لهم في حزنٍ شديدٍ قصة حادثة السير العنيفة التي وقعتْ له في صباح يومه، ونجى منها بأعجوبة بعد أن انفجر إطار العجلة الأمامية. فحاول صديقٌ له التخفيف عنه محاولا إرجاع السبب إلى سيارة الفيلسوف القديمة. فأَعقَبَ الفيلسوفُ القولَ مُتحسِّرا : بل السائقُ هو الذي صار مُمعِنًا في القِدَمِ.
#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟