أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤخذة حروب دينيّة أم اقتصاديّة














المزيد.....

بدون مؤخذة حروب دينيّة أم اقتصاديّة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4880 - 2015 / 7 / 28 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت
بدون مؤخذة ـ حروب دينيّة أم اقتصاديّة
هل الحروب الدّائرة في العالم حروب اقتصاديّة أم دينيّة؟ فلنقرأ أسباب هذه الحروب والأهداف التي ترمي إليها كي نستطيع الاجابة على سؤالنا، خصوصا وأنّ كثيرين منّا نحن العرب والمسلمين من يعتقد أنّ هناك "حروبا صليبيّة" تشنّ علينا للقضاء على الاسلام والمسلمين، وكأنّ الدّين الاسلاميّ مجرّد فكرة عابرة يسهل القضاء عليها، واذا كان الصّراع دينيّا حقا فلماذا تسمح "دول الكفر" غير المسلمة للمسلمين بدخولها والعيش فيها؟ وغالبيّة الدّول الغربيّة أعطت حق اللجوء السّياسي للهاربين من بلدانهم طلبا للنجّاة بأرواحهم، كالسّوريّين والعراقيّين، والأفغان وغيرهم. وتسمح لهم باقامة المساجد واقامة شعائرهم الدّينيّة بحرّيّة تامّة، ومنهم من يعتلون منابر المساجد في تلك البلدان داعين الى الانتقام من غير المسلمين، في حين لا يجرؤون على فعل ذلك في بلدانهم.
وهل كانت بريطانيا وفرنسا على سبيل المثال معنيّتان بالحفاظ على الدّيانة اليهوديّة عندما أصدرتا وعد بلفور في العام 1917 الدّاعي لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، أم للحفاظ على مصالحهما الاقتصادية والاستراتيجيّة في المنطقة؟ وهل كان قادة الفكر الصهيوني حاخامات يهود عندما رفعوا شعار" العودة إلى أرض الميعاد"؟
وبالمقابل فهل أمريكا ودول النّاتو حريصون على نصرة الاسلام السّنّي بتغذية الحرب التدميريّة القاتلة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها، فهم يدرّبون ويسلحون ويموّلون من يخوضون تلك الحروب القذرة؟ وإلى ماذا تهدف هذه الحروب؟ وإلى أين ستصل بالعالم العربيّ؟ وهل قتل المسيحيّين والازيديّين والكلدانيّين والأشوريّين والصابئة فريضة اسلاميّة؟ ومن الذي يقف وراء اشعال نار الفتنة الطّائفيّة؟ وهل مال البترول العربيّ الذي يموّل حروب الاقتتال في الدّول العربيّة لنصرة الاسلام والمسلمين؟ ومن يأمر ذوي الأمر في تلك الدّول لتمويل هذه الحروب؟ وهل اسرائيل تناصر ثورة اسلامية عندما تعالج جرحى جبهة النّصرة في مستشفياتها؟ وكيف تنسّق معهم؟ وهل أمريكا وحلفاؤها عاجزون عن انهاء داعش؟ ومن يموّل الدّواعش؟ ومن يشتري منهم البترول؟ وكيف؟
وهل حماية الدّول الغربيّة لاسرائيل ودعمهم اللامحدود لها من باب بناء امبراطوريّة لليهود، أم لتكون اسرائيل رأس حربة للسيطرة على المنطقة العربيّة؟
معروف أنّ العلاقات بين الدّول تقوم على المصالح، وليس لنصرة دين معيّن على دين آخر، لكن يجري استغلال الدّين لتجييش الجيوش من عامّة النّاس ليكونوا وقودا للحروب، فالرّئيس الامريكي السّابق جورج دبليو بوش زعم بأنّه يتلقى الأوامر من الرّب يوميّا، وعبّأ بسطاء الأمريكيين لغزو أفغانستان والعراق، فدمّر البلدين واحتلهما وقتل الملايين من شعبيهما، والحركة الصهيونيّة ناقشت اقامة وطن قوميّ لليهود في أوغندة أو في الأرجنتين، وحسم هيرتسل النّقاش برفع شعار دينيّ توراتيّ هو "العودة إلى أرض الميعاد" لاستغلال العواطف الدّينيّة لليهود من أجل استقطابهم للهجرة إلى فلسطين.
وحتى الغزو الأوروبي للمشرق العربيّ والذي أسماه الأوروبيّون أنفسهم "الحروب الصّليبيّة" في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، كان تحالفا بين رجال الاقطاع والكنيسة، لتجييش رعاع الأوروبّيّين لهذه الحروب، وقد انتبه العرب في حينه لذلك فأسموها "حروب الفرنجة" وقد شارك المسيحيّون العرب في التّصدّي للغزاة الأوروبّيّين.
وأمريكا لم تخف دوافعها في المنطقة، فأثناء الحرب الاسرائيليّة على لبنان في صيف العام 2006 أعلنت كونداليزا رايس وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة من بيروت " أنّ تطبيق مشروع الشّرق الأوسط الجديد قد بدأ" وكانت تعتقد أن اسرائيل ستنتصر في تلك الحرب. لكن العربان والاسلام السّياسيّ لم يقرأوا المرحلة جيّدا، فقامت أمريكا بتجنيد المتأسلمين الجدد لتحقيق المهمّة باتدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا وحتى مصر، وستتبعها دول عربية اخرى لتقسيمها إلى دول طائفيّة متناحرة، وهذا سيحمي المصالح الامبرياليّة في المنطقة لمئة سنة قادمة، وسيطلق يد اسرائيل لتسيطر على المنطقة.
أمّا نحن العربان فانّنا نحمل مفاتيح الجّنّة لنعيش حياتنا الأخرى!
28 تموز 2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة الذّبح باسم الله
- العدوّ الايراني والجار الاسرائيلي
- الانفلات الاجتماعي في فلسطين
- شلالات نياجرا والطبيعة السّاحرة
- سؤال
- أسود
- مدارس شيكاغو
- شيكاغو نموذج للمدن الأمريكية
- فقراء في أمريكا
- أمريكا لفيف من العالم
- بحيرة جنيفا والثّراء الفاحش
- مكتبة حفيدتي لينا
- الطلاب العرب في أمريكا
- الوجه الآخر للمهاجرين العرب في أمريكا
- من عادات الشعوب شعوذة، شذوذ وأشياء أخرى
- الذّبح الحلال في أمريكا
- من ثقافات الشعوب عزومة أمريكيّة
- خضر عدنان ينتصر
- يوم مولدي في شيكاغو
- -البلوز- واستقبال الحفيدة لينا


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤخذة حروب دينيّة أم اقتصاديّة