أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صادق حسين فتال - وما خفي من جرائم صدام كان أعظم؟؟














المزيد.....


وما خفي من جرائم صدام كان أعظم؟؟


صادق حسين فتال

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 10:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الضجة التي رافقت اعتقال صدام حسين بالشكل المهين الذي رأيناه على شاشات التلفزيون يجب ألا تحجب الحقيقة الأصلية في موضوع العراق, وهي ان الحرب شنت لأسباب كاذبة تماماً, فلا أسلحة دمار شامل, ولا تهديد ممكناً, ولا علاقة مع القاعدة... لا شيء من 29 كذبة عرضتها واشنطن ولندن وهما تستعدان للحرب.
الثابت في موضوع صدام حسين هو انه ارتكب جرائم حرب رهيبة على امتداد عقود حكمه الظالم المظلم, وان أسوأ هذه الجرائم ارتكب في الثمانينات, وانتهاء باحتلال الكويت, عندما كانت الولايات المتحدة حليفته وتساعده (هذه حقيقة لا أقصد بها ولو تلميحاً ان الولايات المتحدة شجعته, وإنما هو شجع نفسه بوجود أقوى دولة في العالم الى جانبه).
الثابت كذلك, وهو ما أنا في سبيله اليوم ان صدام حسين كان معارضاً للسلام في الشرق الأوسط, وقد حاول دائماً كسب شعبية بالاستفادة من الاجماع العربي على القضية الفلسطينية, ولعب دوراً معطلاً تنبه له أكثر الاخوان في قيادات الفصائل الفلسطينية, وهو دعا قادة حماس والجهاد لزيارة بغداد مرة بعد مرة, ووعدهم بمساعدات مالية غير محدودة, إلا أنهم رفضوا التعامل معه, وقد حدثتهم عن الموضوع في حينه, وكتبت عنه في هذه الزاوية.
وظلت قدرة صدام حسين على تعطيل العملية السلمية محدودة لبعده عن المواجهة, ثم الحصار الذي فرض على العراق. غير ان قدرة آرييل شارون على تعطيل العملية السلمية بلا حدود, وطالما ان الاميركيين ازالوا عقبة صدام في وجه السلام, فإنه يبقى ان يزيلوا عقبة مجرم الحرب الأقدم آرييل شارون.
إدارة بوش لن تخطط لتحالف ضد شارون, فهي لا تزال تعتبر اسرائيل ديموقراطية... ديموقراطية القتل والتدمير ومعسكرات الاعتقال النازية, غير ان السلام في الشرق الأوسط لن يجد فرصة إلا اذا زال شارون عن الخريطة كصدام, فهذا ثابت آخر أفرزته الحرب الأميركية على العراق.
ولعل من القراء من سمع كيف أن شارون نقل التهمة عنه بعد اعتقال صدام حسين, فقال ان اطاحته درس لسورية والسلطة الفلسطينية, مع ان الدرس هو لشارون وحده.
بقدر ما ان شارون شبيه صدام حسين في الجريمة, فإن سورية نقيض عراق صدام حسين, وعندي للقراء قصة تغني عن شرح.
بعد عودة "الحياة" الى الصدور في لندن سنة 1988, اتصل بنا مسؤولون عراقيون, أذكر منهم نزار حمدون الذي عرفته سفيراً لبلاده في واشنطن ثم الأمم المتحدة, وطلبوا ان توزع "الحياة" في العراق.
وكلف مجلس الادارة الزميل جورج سمعان, رئيس التحرير الحالي, ومدير التحرير في حينه, أن يذهب الى بغداد لترتيب توزيع "الحياة", فذهب وفي جيبه طلب موقع لعرضه على السلطات المعنية.
أخونا جورج, وهو موجود ويمكن مراجعة التفاصيل معه, قابل كبار المسؤولين, بمن فيهم طارق عزيز, وانتهى مع لطيف نصيّف جاسم, وزير الاعلام في حينه.
كانت جلسة حميمة, وقال الوزير ان العراق يرحب بـ"الحياة", وأكد انها ستكون في بلد حر ومن دون رقابة البتة. وهمّ جورج بإخراج طلب التوزيع من جيبه, لولا ان الوزير أكمل قائلاً ان هناك شرطاً صغيراً واحداً. وسأله جورج بارتياب: ما هو؟ وقال لطيف نصيّف جاسم: لا تنشروا أي شيء عن سورية.
واستغرب الزميل هذا الطلب "الصغير" وسأل الوزير كيف لا ننشر أي خبر عن سورية, فقد يزورها رئيس دولة أو تجري اتصالات مع الأميركيين, أو تعلن موقفاً من القضية الفلسطينية.
ورد الوزير العراقي وقد بدأ صوته يرتفع بطريقة ديموقراطية: قلت لك ولا خبر... ولا خبر عن سورية. سورية غير موجودة على الخريطة.
وعاد جورج سمعان الى لندن وأوصى مجلس الإدارة بنسيان التوزيع في العراق, وهكذا كان. وعندما احتلت الكويت أغلق مكتبنا في بغداد, وأنكرنا مراسلنا وأنكرناه صوناً لحياته, ولم نعد إلا بعد سقوط النظام, فكانت "الحياة" أول صحيفة عربية توزع في العراق.
النظام السوري كان دائماً أول عدو لنظام صدام حسين وأكبر عدو. وفي حين أن أنظمة عربية أيدت صدام حسين في حربه على إيران, ولزمت أنظمة اخرى الصمت, فإن دمشق كانت العاصمة العربية الوحيدة التي انتصرت لطهران, وتعرضت لحملات عراقية وعربية أخرى, وصمدت في موقفها, فيما كانت الولايات المتحدة تساند نظام صدام وتشجع الرئيس الأحمق على خوض مغامرات أخرى, حتى وقع على رأسه باحتلال الكويت.
ان كان هناك من شبه بعد سقوط صدام فهو مع آرييل شارون, مجرم الحرب الذي يبني سداً في وجه السلام, ويعرض أرواح الاسرائيليين والفلسطينيين الى مزيد من الأخطار.
كان إسقاط نظام صدام انجازاً للقوات الأميركية فهو ما كان ممكناً من دون تدخلها, والخطوة التالية مع تعذر اسقاط شارون في حرب مماثلة, هي عزله سياسياً والتمهيد لقيام حكومة اسرائيلية تعمل للسلام.

صادق حسين فتال
[email protected]
مستفاد من كتاب (حقوق الإنسان والديمقراطية في سورية) الصادر عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان







#صادق_حسين_فتال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الحرة
- أحزاب سورية 1946 -2005


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صادق حسين فتال - وما خفي من جرائم صدام كان أعظم؟؟