أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - الانسان في رواية ( تسارع الخطى ) للروائي الكبير احمد خلف














المزيد.....

الانسان في رواية ( تسارع الخطى ) للروائي الكبير احمد خلف


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


الإنسان في رواية تسارع الخطى للروائي الكبير احمد خلف


قاسم محمد مجيد الساعدي

كيف تبدو شخوص رواية تسارع الخطى للروائي الكبير احمد خلف وهي تغامر من اجل إثبات وجودها على جدران البقاء ؟
ففي مناخ موحش وتكتنفه الكآبة والعنف والموت الذي يلاحق الجميع ( الم تسمع بالعشرات ممن ضاعوا ولا يتذكرهم احد ) تعيش حيوات تعاني الإحباط والاستلاب والقهر ... وتعيش مصيرا تراجيديا وهي المكبلة و أيضا تقاوم وتحلم !!
ففي المدينة التي هجرها الأمان تعيش شخصيات الرواية قلقة وخائفة تتخبط في متاهات شاسعة وتعيش ظروفا بالغة التعقيد لا تخلو من المفاجآت التي تبدو عسيرة على الفهم او طغيان الحقد والرغبة بالانتقام مما يجعلها عاجزة عن مواجهة مصيرها مثل بطل رواية الغثيان لسارتر (وجود الإنسان لا مبرر )
لقد اخضع الروائي احمد خلف شخوصه لمقاييس صارمة لتبدو الرواية تشابه الأثر الذي يحدثه الفن السينمائي فتشعر بصوت الخطى المتسارع ( وهي تصنع لحنها الخاص ) بمهارة فائقة والمنولوج الداخلي وتداخل تفاصيل الإحداث مع البعض في اشتباك غامض ليسحب القارئ لكل حواس البطل وتقلبات حياته وفي غمرة الاسترجاع يتدخل الحاضر بقوة ويتضخم الإحساس بعدمية الأشياء خصوصا وان البلاد ( ضاعت بين اللصوص والقتلة )
ماذا يفعل بطل الرواية عبد الله الذي ( لا يجيد مهنة غير الفن ) وهي إشارة إلى إن صناع الحياة والجمال هم أكثر الناس فقرا ومعاناة وغربة , كما إن اختيار الاسم له دلالاته في تعويم الاسم بين مكونات المجتمع العراقي , فهاجس البطل بعد الفرار من خاطفيه بمساعدة ( فاطمة ) أكمال مسرحيته ( الصرة ) ويحلم بانجازها تخليدا لذكرى أم عباس العراقية التي كانت تبيع الملابس لتستلم بطيبة ووداعه صرة من إرهابي لتنفجر وتحصد أرواحا بريئة جاءت إلى السوق في التوقيت الخطأ ... ليختار لها عنوانا صادما لمسرحيته ( الصرة أرسلت من جهنم )
إن اختطاف عبدالله في الوقت الذي يتهيأ فيه لمقابلة حبيب بنت أخته أسماء التي سلبها رياض الأميري اعز ما تملك إلا إشارة إلى المشهد السريالي الذي طبع حياتنا ببصمته الواضحة
ان الإنسان المسحوق والمهمش هم إبطال رواية تسارع الخطى بدءا من فاطمة التي أنقذت عبد الله من خاطفيه في لحظة صخب تدوي في رأسه دون ان يعرف تبريرا محددا لسبب إقدامها على خطوة لو فشلت كلفتها حياتها , وأسماء بنت أخت عبدالله التي تتمنى تجنب أسئلة مخيفة بعد حادثة اللقاء العاصف في بيت أم فيصل مع زميلها في الكلية رياض الأميري( ابن تاجر مواد زينة ) و أبو العز صديقة الأثير وهاشم دقله وأم أسماء التي تذكر عبدالله بالأم الشجاعة لبريشت وهي تواجه الحياة بصلابة بعد موت زوجها بتفجير في مقهى في العامرية ..مقابل اللصوص والخاطفين وام فيصل التي لا تعرف أسماء ( أهي سيدة فاضلة آم مجرد قواده ) وصاحب العقال ورواد الحانة ..هم جميعا ضحايا الحياة التي تقيأت فوضى ولصوصية وخوف ,
كما إن الروائي احمد خلف لا يخفي سخريته من العصر وهو ينحدر بسرعة نحو التخلف (هل لك إن تشرح لرجل من أهالي حي التنك , معنى روح العصر , وهو بدوره سيقول لك : الناس هنا في حي التنك وكذلك في حي طارق وإحياء أخرى , لم يسمعوا بمعنى العصر نفسه ولا يدركون في إي عصر يعيشون يا سيدي ! ) إن اختيار الإحياء الشعبية مسرحا للرواية هو الانحياز الواضح للفقراء وهم يعيشوا أسفل قاع الحياة تلاحقهم المفخخات والعبوات اللاصقة والاغتيالات الكيدية والمجتمع يفقد بالتدريج قيمه الاجتماعية والأخلاقية
ان الأسئلة الضخمة التي تطرحها الرواية تظل الإجابات عسيرة خصوصا ان عبدالهح الإنسان العراقي ( لا يجيد الدفاع عن نفسه ) بل هو ظلا"باهتا لقوى تتحصن في اللاوعي وتعلن عن نفسها في مظاهر ملتوية من الأحلام والعقد وانه وسط لعبة مكشوفة وخائبة ويحتج بلطف تجاه خيبات لاحقته في عمله كمسرحي ( بماذا تفيدك المسرحيات التي تتحدث عنها بحسرة ووجع ) او في زيجاته التي انتهت بالفشل
يقول شتاينبك في روايته عناقيد الغضب ( لدينا شيء سيء من صنع الإنسان وهذا يمكن تغييره) هل نحمل تفاؤل شتاينيك .. رغم ان كل المساحيق لا تستطيع إن تخفي وتحجب القبح على وجه الحياة المكفهر ! والأرض التي تؤذن بالفقد والفجيعة والرحيل
لم يتعامل الروائي الكبير احمد خلف في روايته ( تسارع الخطى ) كما يقول ماركيز عن كتابة رواياته ( لا أتعامل بطريقة جاهزة كما لو كانت حقيبة أضع فيها كل ما أريد واخرج بها ) بل انه وضع في هذه الرواية خلاصة لتجربته الروائية التي انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي واستخدم فيها السرد المدهش والأسلوب ذو الليونة كسر فيه جفاف السرد الممل واختار شخوصه بعناية فائقة
أن رواية ( تسارع الخطى ) رواية كبيرة كشفت يوميات وطن مصاب بالشلل ويعيش كابوسا حقيقيا



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه صندوق فارغ
- جندي في الحرب
- في معرضها( رؤى متخفية) الفنانة التشكيلية سهى الجميلي تتحدى ا ...
- اعترافات مفلس
- جداريه فائق حسن بين الاهمال والتصدع
- عدنان الفضلي في المدينة المصابة بالأرق
- السياب رحيل مبكر وقامة لاتمحى
- قراءه في ديوان ( أعطوني عدلا ) للشاعرة أمنه سعدون البيرماني
- في مقهى خلف مرداو ضاع منديل دزدمونه
- من مدونة مفلس
- المسكون في شكل قصائده عن جواد الحطاب واكليل موسيقاه
- ويمضي الزمن بلا عتاب
- الصحفي والمصور كريم كلش معرضي القادم عن المرأة العراقية
- لماذا يموت أدباء ومثقفي العراق في الغربة
- جواد الحطاب يعزف على بيانو الألم
- إلى أين يأخذنا الطرف المنشد لكل موجة
- إلى محمد ونان ( الصبر يمنح وسامه ألينا )
- شاعر فرنسا دي موسيه ( سأنام وأخيرا سأنام )
- الشاعر هادي ياسين في حفل توقيع ديوانه ( رجل وحيد )
- عندما يسرق م/ن قصيده للشاعر شينوار ابراهيم


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - الانسان في رواية ( تسارع الخطى ) للروائي الكبير احمد خلف