أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الحياة العامة في الأردن-1978-1988














المزيد.....

الحياة العامة في الأردن-1978-1988


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 16:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أيام ﺯ-;-ﻣ-;-ﺎ-;-ﻥ-;- التلفزيون كان بلونين أبيض وأسود, وكانت برامج الأطفال الفيلم الكرتوني(سندباد) سندباد تاجر من بغداد هو وعلي بابا والعم علاء الدين وياسمينه الأميرة التي مسختها الساحرة إلى عصفورة, كنت نجلس أمام التلفاز دون رياء ولم نكن نشاهد التلفزيون إلا بعد الساعة السادسة مساء ويوم الجمعة من ال 10 العاشرة صباحا وفي رمضان من الساعة ال2 الثانية ظهرا أو كما يقال مساء, أما الراديو فلم يكن يسكت لا في الليل ولا في النهار كانت لمة الأطفال فيها البهجة والسرور ولم تكن كل الناس تملك تلفزيون في بيتها, احنا مثلا كان في عندنا تلفزيونات 3 في البيت 2 أبيض وأسود وآخر ملون ألماني 40 بوصه وكان حجمه كبير وبقي عندنا مدة طويلة حتى بعد ما خرب تحول إلى مطوى نطوي عليه الأغطية اللحفة والحرامات وتم إتلافه فقط منذ 10 سنوات تقريبا أو أقل على حسب ما اذكر ..وما كان في حدى من أهل الحارة عندهم ولا حتى تلفزيون واحد وأغلب الأطفال كانوا يأتوا إلى بيتنا لمشاهدة كرتون الأطفال وكانت أمي تتعب كثيرا بسبب كثرة الضيوف وكانت تقول لجدتي رحمها الله: أنا ما بديش تلفزيونات يلعن أبو اللي اخترعهن.
وكان العشاء خفيف جدا عبارة عن جبنة بيضاء وبندورة مسطحة بالسكين ولم نكن نعرف الحمص مطلقا, كان صحن الحمص قد دخل قريتنا هو والفلافل في منتصف الثمانينات وأول من أدخله المصريون إلى قريتنا والأردن كله رغم أن المصريين لا يأكلون الحمص مطلقا بل الفول ومعه الطعمية وكان في بلدتنا مطعم واحد لصناعة الفلافل ومن ثم صار يصنع الفلافل وبعد لك الحمص وقد تأثرنا بالحمص من لبنان وإسرائيل أولا حيث هم من يملك براءة اختراع صحن الحمص في بلاد الشام, بعدها أو لنقل قبلها كان فطورنا عبارة عن زيت وزعتر ولبنة مدحبرة وشاي ولكن بعد دخول الحمص والفلافل تراجع صحن زيت الزيتون والزعتر واللبنة وترك المجال لصحن الحمص والفلافل ومن بعده الفول, وحتى اليوم يفطر 95% من الشعب الأردني على الحمص والفلافل وأحيانا الفول غير أن الفول في البيوت لا يتواجد بكثرة كما هو بالمطاعم.

ولم يكن في بيتنا ولا في بيوت الجيران الاختراع المذهل الذي كانوا يسمونه المروحه, كنا في القرية عندما يحل العصر نخرج من بيتنا للجلوس في قاع الدار تحت الدالية أي دالية العنب ذات المُعرش الكبير أو تحت ظل التينة أو شجرة الزيتون الرومية طبعا كلُ حسب ما ببيته, أما نحن فكنا نجلس تحت معرش الدالية, كنا لا نعرف أيضا ماتور الماء, كنتُ أنا أو أمي أو أبي رحمه الله ننشل الماء من البير بواسطة الدلو والدلو كان مصنوعا إما من الكاوشوك وإما من الحديد حيث كنا نملء الدلو الكبير بواسطة الدلو الصغير ومن ثم نسكب الماء تحت معرش الدالية ونقوم بالشطف للتنظيف لكي نفرش الحسيرة والفرشات, ولم نكن ندخل البيت في أيام الصيف لننام به كنا نمضي طوال الليل تحت دالية العنب حتى ننام وكنا نستمتع بالنوم رغم أننا لم نكن نملك المروحة, كانت أغلبية البيوت مصنوعة من الحجر والطين ولم تكن بيوت الإسمنت المسلح معروفة بكثرة إلا ما ندر, وكان بفناء بيتنا غرفة من الإسمنت المسلح ولكن لم نكن ندخلها بالصيف أبدا لشدة حرارتها المنبعثة من هدرجة الماء والرمل والإسمنت , كنا ننام نومة واحدة حتى تطلع علينا الشمس قبل أن نتعارف على المراوح, كانت الحياة جميلة جدا, كنا نستيقظ على صوت جدتي وهي تغتسل من أجل أن تؤدي صلاة الفجر قبل أن يعرف الضوء طريقه إلينا.

ولم يكن يسمح المعاليم في المدارس لنا بأن نكتب بقلم الحبر, كنا ننتظر أن ننتقل إلى الصف السادس لكي يسمح لنا بذلك وكما قال الفيلسوف: حين يكبر الإنسان يكتب بقلم حبروليس بقلم رصاص لكي يتعلم أن محو أخطائه لم يعد سهلا.

ولم يكن أيام زمان يحق لكل فرد من أفراد الأسرة بأن يحمل بيده ساعة, كانت ساعة واحدة في البيت ولم نكن نعرف لها جيدا, أما نحن فقد كانت في بيتنا ساعتان واحدة أمام أبي بجانب سريره والأخرى تلبسها أمي بيدها وما زلت أذكر لونها حتى اليوم كان لونها فضيا لامعا جدا وكنا نسأل أمي: كم الساعة؟ فتجيب بسخرية: الساعة قد إمبارح(البارح) قد اليوم, فكنا نعيد ونسأل ونتولول ونقول: ول ول ول ول يا يمه قديش الساعه؟ شو يعني قد إمبارح قد اليوم؟ فتقول لنا عنها, وكنا ننبسط عند الإجابة عنها وكنا نسأل عن الساعة فقط لنعرف كم تبقى على موعد افتتاح التلفزيون.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=181963



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح
- لو اتحدت الدول العربية
- لست مملوكا لأحد
- صفات أصحاب الوجوه الجميلة(محمد)
- الإسلام من الفرات إلى النيل
- يجب أن يعتذر المسلمون من اليهود
- أعطوني جرعة من الحشيش
- أحمد لطفي السيد أول ليبرالي عربي
- نفسي أزور الأردن اللي بشوف دعايته على التلفزيون
- كائن غريب
- كوب شاي
- الحمد لله على نعمة أمريكا
- العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟
- رفض التراث
- أبنائي
- معظم الحروب حروب أهلية
- شهر رمضان


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - الحياة العامة في الأردن-1978-1988