فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي
(Fuad Alsalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 09:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
مع غياب البديل السياسي وحوامله التنظيمية يستمر العبث السياسي الى جانب حروب الداخل والخارج على اليمن ..ومع تزايد المعاناة الانسانية لغالبية الشعب ومعاناة مضاعفة لفئات ضعيفة بذاتها يستمر وكلاء الحرب بعقد الصفقات والمساومات لاعتماد منطق الحصص والغنيمة وفق اوزان محدد يستمدونها من وجودهم المسلح تارة ومن عدوان الخارج تارة اخرى ..وهنا فان ممكنات الحل وفق اجندة الامم المتحدة ودول الخليج لن يخرج عن صفقات سياسية واقتصادية مع تفاصيل اجرائية لصالحهم دون وجود لقوى الثورة وللقوى الوطنية الحقيقية ..ولان غالبية الشعب ورموزه من الشباب المتعلم والفئات المهنية وكوادره المثقفة والنشطاء دون روافع تنظيمية جديدة تنافس الاخرين حضورا وخطابا وحشود شعبية فان اطراف الصراع الذين دفعوا باليمن الى آتون حروب متعددة دمرت الدولة والمجتمع وخلقت الاف اللاجئين والمشردين وقتلت المئات هم انفسهم تنعقد مساومات وصفقات لتمكينهم من السلطة مرة اخرى حتى ينهون حروبهم ..وكأنهم يكافأوون على الحروب بالمغانم .. ومن هنا رغم الاقرار بتعدد الفئات الحديثة وتشكل فضاء مديني -وان كان محدود- له مظاهره في الثقافة والتنظيمات الجمعوية وبخطاب يرنو الى الانعتاق من اسر التاريخ بتنظيمات العصبوية ومنظومتها الفكرية المفارقة للزمن الا ان غالبيتهم يتحركون داخل اطر تنظيمية مناهضة لطموحاتهم وافكارهم سواء كانت الاحزاب او القبيلة او ارتباطهم بمراكز القوى الفاسدة ومعنى ذلك انه لم تتبلور بعد تكوينات طبقية جديدة قادرة على احداث قطيعة مع الابنية التقليدية ومنظومتها الفكرية بل ان عددا من الشباب كما ظهر في مؤتمر موفمبيك والرياض هرولوا نحو قيادات تقليدية وامنية وحزبية ليطلبوا منها ادراج اسمائهم في قوائم المشاركين بدلا من تقديم انفسهم كقوة او قوى حديثة لها صوت وحضور مؤثر في الساحة في هذا السياق ستستمر القوى التقليدية في استملاكها للدولة ومعها حلفاء قدامي وجدد وفق محددات الحرب والمساومات وسيتم انتقاء شباب ونساء ومنظمات ممن يتوافقون مع اجندتهم ليكونوا واجهة حديثة ..وفي حال تبلورت صيغة عاجلة للمحاصصة وانتهت الحرب سيعود اليمن الى نفس ادوات وممارسات الرئيس صالح وحلفائه في حرب94 مضاف اليهم حلفاء حروب جديدة ..وفي حال استمرت الحروب العبثية لعام اخر قد تظهر على الساحة قوى تفرزها ميادين القتال لتؤثر في المشهد السياسي لان القيادات الراهنة ميدانيا تتبع قيادات حزبية وهي مثل مرجعيتها القيادية بائسة فكريا ..المشهد اليمني مثل الرمال المتحركة لايمكن الامساك بها ولا ايقافها لكن يمكن التعامل معها وتجنب اضرارها ومالم يتشكل بديل سياسي بروافعه التنظيمية فان اليمن لن يخرج من دائرة البؤس ولن يتعافى سريعا بل سيظل حديقة خلفية لنزوات الخارج الاقليمي ووكلائه في الداخل ..؟
#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)
Fuad__Alsalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟