أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - أمتنا العربية و الغفلة














المزيد.....


أمتنا العربية و الغفلة


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4877 - 2015 / 7 / 25 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمة العربية مشغولة بفوضى ثوراتها الكاذبة و غافلة عن ربيعها الحقيقي في تحرير فلسطين الذي من المؤكد لن يبدأ إلا بتحرر شعوب المنطقة و نهضتهم و بخلعهم لمن بقي من طواغيتهم من ملوك و امراء و مقاولي سياسة و عملاء للمستعمرين. فربيع الحرية هو ضرورة ماسة لأمةٍ كأمتنا غارقة بالفقر و الجهل و الفساد الذين فرضوا عليها لعقود من الزمن من قبل من زعموا أنهم حكام الأمة العربية و ما كانوا ابداً كما زعموا و إلا ما كانوا رحلوا بهذا الشكل المهين لهم و لأمتهم و حتى من بقي منهم و كان مثلهم هو راحل شأنه شأنهم و لو بعد حين هذا لان من رحلوا كما من لايزالون منهم ما كانوا حكّاماً بحق بل كانوا عبيد شهواتهم و حكّامهم و من أخرجهم من أقفاصهم العفنة و نصبهم حكاماً و ملوك على شعوبنا.

إن الحرية خطوة ضرورية للنهوض بالأمة إلا أنّ الحرية و الربيع لا يكونوا بالإرهاب و الكذب و النفاق و بيع الذمم و الخداع و التبعية لظالمٍ أعتى و لماكرٍ أدهى, لا غاية له من ربيع ركب صهوته آتيا به إلينا سوى ملء خزائنه من ثرواتنا و حشو بطون أزلامه من خيراتنا و التربع على عرش العالم بتأييدنا له و لمواقفه بهزنا للرؤوس و طأطأتها له و بأصواتنا الراجفة و الخافتة خوفاً من سطوته و بتهافتنا على تقبيل نعاله و أخيراً و ليس آخراً لأن أطماعه لا تحد بزمانٍ و لا بمكان و لا بحدٍ أقصى للمكاسب, شماتته بنا وهو يراقبنا و نحن نرقص كالبلهاء على جثث بعضنا البعض, مستمتعاً بملاحم جهلنا و راوياً تعطشه للعنف برؤية دمائنا التي أسلناها بتقاتلنا و أشلائنا التي قطَّعناها بأيدينا و نحن ندّعي مردّدين بأننا الأفضل و الأرقى و الأكثر حضارة, لأننا أول من علم الحرف و أول من خرج من الظلمة في العصور الوسطى و أننا من سطّر التاريخ بالبطولات و الشهامة و الأخلاق و المعرفة. و لانّ أرضنا أقدس الأقداس و منها انطلقت أعرق الديانات و أرحمها, و لأنّ منّا المسيح و الإنجيل و لأننا أمةٌ ميَّزها الله جلّ ذكره إذ بعث للإنسانية نبياً منها هو أفضل خلقه و أحبهم إليه, و فضلها على باقي الأمم إذ جعلها أمة وسط تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر, و أعزها بين شعوب العالم إذ أنطق القرآن الكريم بلغتها. فما هو هذا الربيع الذي استضفناه بغباء في أمتنا و الذي لم تحلو له زيارتنا إلا بسفك دماء أحبتنا و أبناءنا و الذي لا همّ له إلا زرع الفتنة و التفرقة في أمتنا و الذي لن يزهر إلا إذا قتل إسلامنا و دثر مسحيتنا و شوه صورة هذا الشرق العريق الذي أغدق على العالم في ما مضى بعضاً من تحضره فصار العالم متحضر و ارتقى بعلومٍ نحن نبعتها و اسس نشأتها.

إن الحرية قيمة حضارية يعني أن تعبر عمّا فيك و عما يهمك و أن تحدث برأيك و بأفكارك و أن تتحرك و تتكلم دون خوف أو إكراه و أن تُحتَرم كإنسان له فكره الخاص و موقفه الخاص يعبر عنه بأخلاق لا تمت للعنف بصلة و لا تتكلم إلا بلغة الحوار و السلام و الاحترام لمن خالفك رأيه لان التفكير الحر منحة الباري لعباده و إلا ما كان ميزنا تقدست أسماءه عن باقي ما خلق و ما كان خاطب عقولنا لنعرفه و ما كان خلقنا مختلفين و ما كان بعث فينا ما بعث من رسالاته و هو لو أراد لجعلنا على دين واحد و من عرق واحد و انطقنا جميعنا بلغةٍ واحدة. إن الحرية غايتها السلامة في العيش مع الآخرين الذين لهم أراءهم و مواقفهم و مذاهبهم المغايرة لما ملك غيرهم من شركاء في المجتمع الواحد, فالحرية هي أن نعيش رغم الاختلاف بسلامٍ و أمان, و أن نقنع الآخر بمعتقدنا دون التجرؤ عليه و إهانته أو تهديده في أمنه و سلامته. الحرية يعني الأخلاق التي علّمنا إياها محمد عليه و على آله الصلاة و السلام, هي التسامح و المحبة التي لقننا إياهما المسيح عليه و على أمه السلام , الحرية هي قيمنا الشرقية التي زُرعت فينا منذ نعومة أظافرنا و الموجودة في مجتمعاتنا من قبل أن يولد دعاة الحرية و الديمقراطية و عبيد الأنظمة الرأسمالية و الجشع الغربي و الرعونة الصهيونية في المجتمع الحديث.

نحن نولد أحراراً لأن أباءنا و أمهاتنا أحرار, و لأن عظماء تاريخنا أحرار و لأن قيمنا قيم حرة و أراضينا رغم الاحتلال هي حرة لان قاطنيها احرار يأبون الضيم و الاهانة و لا يسكتون عن حق سُلب منهم غصباً لذا هم المقاومون. إن امتنا ليست بحاجة إلي حريات مستوردة و لا إلى قيم مستوردة و لا إلى أدوات تحرر مستوردة و لا إلى أموال مستوردة و لا إلى فكر مستورد, أمتنا بحاجةٍ فقط إلى أن تستيقظ من غفوتها التي لا يمكن إنهاءها إلا بخروجنا من تقوقعنا في مذاهبنا و في عصبياتنا و بإنهاء تنافرنا و تناحرنا بحجة التفاضل و الأعلمية و الأحقية و بدخولنا التاريخ من جديد عبر بوابة توحدنا و تحرير أراضينا المحتلة و التحرر من التبعية و تحديد العدو الذي بالتأكيد هو ليس عربياً و لا مسلماً و لا مسيحياً و إنما هو صهيوني أو أحد زبانيته ممن يعملون على تفريقنا و تشتيت توحدنا و أضعاف جبهتنا بزرع الفتن الطائفية فيها معتمدين على دهاء و حنكة أسيادهم المتصهينين و نحن عنهم غافلون بحرية يأتينا بها ربيع عربي مصنع في الغرب على مقاس خلافاتنا لن يزهر إلا في حدائق إسرائيل و لن تقطف ثماره إلا الصهيونية



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة علاج لا احتجاج إلى مجلس القلق الدولي
- كيباه و غترة و عقال
- متى سيزهر الياسمين...متى ستتحرر كعبة المسلمين
- إعترافاتُ أمير...كاذب صادق جداً
- سِنة عن سِنة
- أيا حمقى
- يتيمةٌ أنا من دونك
- قاوم
- ملوك الغباء
- إشتقتُ إليك فمتى سترد عليّ سلامي
- متلك بلد يا أرض الأسد
- المربع الأول
- أنا المقاوم لكن أنت من تكون
- ساكن الروح يطلبُ أسرارها
- كل عام و أنت لي الحبيب و كل ما تمنيت
- صلاة الحب
- على جسر عينيك
- إلا السعودية أبت و استكبرت و كانت من الكافرين
- أمشي على سطورك برنين أحرفي


المزيد.....




- ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
- تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
- السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
- -الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع ...
- تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
- اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا ...
- البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
- ‌‏الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم ...
- إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
- زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - أمتنا العربية و الغفلة