أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - جدلية الايادي المباركة














المزيد.....

جدلية الايادي المباركة


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 20:44
المحور: الادب والفن
    


جدلية الايادي المباركة

عبد الرزاق عوده الغالبي

تفاخرت ثلاثة ارقام فيما بينها فطرق الزعيق ابواب السماء ....هل تعلم ان اقسى انواع الشتيمة التي تعتصر القلب وتشحن الاسارير الما وحزنا هي شتيمة الاحساس ، ان يستصغر احدهم او ينتقص شأنك بكلمات المدح مع ابتسامة صفراء تعكس بطانة الذم...؟ وهذا شأن خبيث منتشر في ارجاء زمن الافول المجهض بالانهيار والانبهار ....واتضح سبب العراك ان الرقم – ثلاثة – ادعى افضليته على الرقم الذي سبقه وجميع الارقام التي تليه ويستثني من ذلك الرقم - الاول - ، خوفا من الله الواحد الذي خلق الانسان مركبا على الرقم الثاني فكل شيء فيه مرتكز على هذا الرقم ، عينين ، حاجبين ، جفنين ، خدين ، منخرين ، يدين ، ساقين ،قدمين ،اذنين ، شفتين ، ثنائية مفرطة الانتشار في حيز الانسان جعلته شامخا بين الارقام فأصابه الغرور فهو يعتلي ناصية سيد المخلوقات.....
وتبجح الرقم – الاول - بقدسيته، بشهادة الرقم الثالث ، فهو نعت للخالق ويتفرد به عقل وقلب الانسان الذي فضل على كل المخلوقات بسمة هذين الرقمين ، لقد اصبحا سلاحا فتاكا بيد ابن آدم الذي تفوق على جميع المخلوقات .... وهكذا دخل الرقم الموسوم بالوحدانية جدلية النقاش عنوة وفرض نفسه بقوة التدبير الموحد لكل الامور فهو الذي يدير الارقام جميعا بحكمته وحنكته الاحادية بالتعاون مع اخوته وابناء جلدته وقبيلته ، الضمير و الاحساس والفكر والراي والوعي والنفس والروح... ويتجه الاصبع نحو الانسان مرة اخرى بوحدانية التعقل والتطفل على جميع المخلوقات وثنائية الاعضاء و مقبولية المنطق.
يستديم الصراع ويبرز الرقم الثالث في ساحة المحكمة وهو يقدم كل مثبتاته مع اعترافه استثناء التفاضل مع الرقم الاول لمنزلته المظللة بوحدانية الله والعقل ، لكنه يعتبر نفسه افضل من كل الارقام عموما ...... وبدأت الجلسة وطلبت محكمة الحكمة الدليل والتثبت والبرهان لترجيح افضليته..... فاثبت بالقول ، ان الامر في كل شيء خارج قدرة الخالق لا ينتصب الا بثلاث ، و اشكال المادة ثلاث : صلب و سائل وغاز ، وان ا شارات المرور ثلاث : احمر ، اصفر ، اخضر، اقسام الفعل في اللسان ثلاث: مضارع ، ماضي ، امر.... ابتسمت محكمة الحكمة لسذاجة البراهين والمثبتات بالرغم من حقيقتها الجدلية....واستمر الرقم الثالث القاء حججه الواهية ، الواحدة تلو الاخرى.....لم تقتنع المحكمة بجميع البراهين و الادلة حتى بلغ عنده سيل اليأس الزبى واحس بالاندحار والفشل .....وفي ومضة ربانية غير محسوبة ، اطلق الله لسانه فقذفها عبارة بحجم اعصار - ثلاثة يحبهم الله وتقبل اياديهم الملائكة - صمت قضاة المحكمة فجأة ، وكان وقع تلك العبارة كالصاعقة ..... بدا القضاة تبادل النظرات الحائرة ، ثم نطق الكل بكلمة واحدة .....صدقت وفزت على جميع الارقام بارك الله فيك.... رفعت الجلسة....!
ضجت المحكمة بالصياح واحتجت جميع الارقام الحاضرة في ساحة المحكمة على هذا الحكم وطالبت بالاستئناف او عودة القضاة لجلسة استثنائية للتوضيح ..... خرج حاجب المحكمة يعلن ان قاضي القضاة قرر جلسة استثنائية للتوضيح بعد استراحة امدها نصف ساعة وطلب من الجميع عدم مغادرة قاعة المحكمة......وعقدت الجلسة الاستثنائية وطلبت المحكمة من الرقم الثالث التوضيح :فقال:
خلق الله الارض ورتب فيها الحياة والمخلوقات بدورة طبيعية محسوبة بدقة لا تقبل الانحراف او التغيير ووضع لكل كائن حي ، واجب ونظام ، فتحركت كل المخلوقات بارادة الله الا الشيطان والانسان ، كانوا عصاة ومناهضين لهذا النظام .....بدا الانسان يقترب من الشيطان بالفعل والتدبير و الهدم والتخريب.... و حل دور التصدي من - ثلاثة يحبهم الله وتقبل الملائكة اياديهم – الاول صاحب يد تغرس غرسا يرضي الله والناس والتاني صاحب يد خشنة تعمل ولا تمسك الحرام والثالث فاقهما في الاهمية فهو صاحب يد تنشر النظافة وتلمع الحياة ....وتلك اليد انتفضت لتعديل المسار الذي خربه الانسان والشيطان في اعمدة الجمال وعناصر الرقي وعنفوان النظافة الشامخ ، فان تساهلت قليلا ، يدفن الجمال وتتصدع الحياة ويختفي بريقها تحت قشور الديمومة والمبدأ المعروف : ما استمر موطئ نظيف الا وكبر حجم القمامة في ابوابه.....انهى الرقم الثالث كلامه بتلك العبارة تحت اعجاب ومقبولية جميع الارقام بلا استثناء......



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوامة
- من يسرقنا. ..؟
- هكذا نحن. ...وسنبقى
- نزلاء الارصفة
- المازق السياسي العراقي
- همسات
- كفى حلما
- شبعاد تبعث من جديد
- الحشد وطن
- قطرات من غربة
- الحكمة سلاح
- مقتل وجه
- تيه في مقل الجمال
- صراخ هويتي
- عندما تموت الزهور
- من يقرا الوطن
- سبايكر جرح الإنسانية المستديم
- حشد يباركه الائمة والأنبياء
- بالروح بالدم نفديك يا وزير الكهرباء
- الكهرباء في العراق تصعق الشعب العراقي


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - جدلية الايادي المباركة