أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - داعش ..جغرافيا مثيرة















المزيد.....

داعش ..جغرافيا مثيرة


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 22:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



مقدمة
======
لاتوجد حركة مسلحة اياً كانت ايديوليجيتها , الا وتحتاج الى امدادات لوجستية وبشرية راعية لها رعاية كاملة , سواء كانت حركات مسلحة تحررية , او كانت ارهابية, بل ان الحركات التحررية قد تمتاز عن الارهابية في ان بامكانها المطاولة بشرياً من خلال استعطاف ابناء شعبها بالانتماء لها وامدادها بالرجال .
اما الحركات الارهابية فلايمكن ان تدام تعويضاتها البشرية مالم يكن لها داعمون يجاورونها جغرافياً, يسهلون لها وصول المقاتلين والسلاح والدعم اللوجستي , سواء كانت الدول الداعمة تلعب دور الوسيط بقوميسيون بالنيابة عن طرف ثالث داعم , او ان تكون هي الراعي والداعم الاساسي .
والامثلة كثيرة ومتواترة بالنسبة للحركات التحررية او الارهابية ,فبالنسبة للراعي الجغرافي المباشر نجد مثاله في ايران , فمعارضوا نظام الطاغية صدام المسلحون ماكان لهم ان يطاولوا لولا الدعم الايراني (سواء في فترة الشاه بدعمه للاكراد بزعامة المرحوم ملا مصطفى البارازاني, او في فترة الجمهورية الاسلامية بدعمها لمقاتلي الاهوار والجزيرة ) , وكذا الحال بالنسبة للحركات الارهابية المتطرفة في سيناء , لابد انها تستفيد من راع داخل اسرائيل او داخل اراضي السلطة الفلسطينية .
اما عن الرعاة غير المباشرون , فابلغ دليل هو الدعم السعودي للقاعدة في افغانستان ابان الاحتلال السوفيتي ومابعده , والذي كان يتم عبر وسيط جغرافي يتمثل بباكستان .
وباختصار , حين ترى اية حركة مسلحة , وبالخص الارهابية منها فما عليك الا ان تفتش عن الراعي الجغرافي , ولايمكنك ان تقضي على الحركة الارهابية مالم تقطع مشيمتها برعاتها المباشرون في الجوار الجغرافي .
==============
القاعدة عبر مطار دمشق
==============
كلنا يتذكر , ان ارهابيي القاعدة كانوا يتسللون منذ سقوط نظام صدام حتى اواخر عام 2007 عبر الحدود السورية برعاية رسمية حكومية , وكان وقتها بشار الاسد بطل في عيون العرب والخليجيين خصوصاً , وكان قصص الارهابيين في اعترافاتهم متشابهة في مجيئهم من كل الدول العربية وافغانستان وباكستان الى سوريا ويتلقون التدريبات والرعاية , ثم تستلم المخابرات السورية اوراقهم الثبوتية وتسلمهم لمهربين لايصالهم للحدود العراقية , وكان قلة قليلة منهم ياتي عبر الاردن , ولكنهم لم يكونوا يأتون برعاية حكومية اردنية وانما بارادات منظمات اردنية داعمة للارهاب بشكل غير معلن , وبعد ان اكتوت سوريا بنار الارهاب , جاء الدور التركي لدعم الارهابيين عبر حدوده معها وتسهيل تسللهم .
===========
الجغرافيا تصنع التاريخ
=============
ان نظرة موضوعية لجدود دولة داعش المزعومة والتي تمددت عبر اراضي العراق وسوريا تحتاج منا التدقيق الاستخباري , فحدود الدولة المزعومة واضحة وتتمثل بالاردن بالجنوب الغربي والمحافظات العراقية في الجنوب وكردستان في الشرق , وسوريا في الغرب وتركيا في الشمال (في الجزء السوري من الدولة المزعومة ).
ان اي تحليل منطقي سيصل بالتأكيد للنتائج التالية : بالنسبة لكردستان في الشرق, فانها تقاتل داعش وتعطي شهداء , وبالنسبة لجنوب الدولة المزعومة تقع المحافظات العراقية وهي مكفرة من قبل داعش بسبب المذهب , اما بالنسبة الى سوريا فحدود داعش معها هي في حرب مع القوات الحكومية من جهة ومع جبهة النصرة في قسم ثاني من تلك الحدود , وبالنسبة للاردن فانها جزء من التحالف الدولي ضد الارهاب وداعش , وطائراتها تقصف مواقع داعش , وبالاخص بعد حرق الدواعش للطيار الاردني.
لم يتبق من دول الجوار الجغرافي لدولة داعش المزعومة سوى جار واحد , له سوابق في دعم الارهاب في سوريا , وله لواحق في ذات الدعم للاخوان في مصر , وله سوابق شنيعة في تأجيج الطائفية في العراق من خلال المؤتمرات المذهبية , ناهيك عن مطامعها الخارجية في الاراضي السورية والعراقية , وكلنا يتذكر ان حفاظ الدواعش على حياة افراد القنصلية التركية والسواق الاتراك اثر احتلالهم للموصل .
ان تركيا هي الوصل الجغرافي الطبيعي الوحيد الذي تجدد فيه داعش دمائها بالمقاتلين الاجانب , وهي البلد الوحيد الذي يتدفق منه الاجانب المقاتلون عبر الحدود الى سوريا ومن هناك الى العراق , والامر لايحتاج الى حنكة كبيرة للاستدلال في ان ما تحدث عنهم بان كي مون في تقريره الاخير قبل ايام من تدفق 25000 اجنبي من 100 دولة الى داعش في العراق وسوريا , في ان معظمهم ان لم نقل كلهم قد سافروا الى اسطنبول ومنها الى سوريا والعراق , والا فأي عاقل يتصور وجود 1000 صيني ومئات البريطانيين والاوروبيين مع داعش في العراق , ولايستنتج انهم قد جاؤوا عبر مطار اتاتورك في اسطنبول!!!هل نزل هؤلاء الى الانبار وبيجي والموصل وصلاح الدين من القمر ؟؟!!!.
الغريب في الامر ان العالم كله يعرف واولهم الاوروبيون والامريكان (الذين لهم قاعدة عسكرية في تركيا) يعلمون بالاستنتاج المنطقي وبالشواهد والتحقيقات الاستخبارية , ان محطة انطلاق الدواعش الاوروبيين والاسيويين, هي تركيا ولاأحد غيرها , لاسيما وان مطاراتها تعد قبلة السواح الاجانب , بل ان حدود تركيا مع داعش هي حدود طبيعية , فشرطة الحدود جنوب تركيا يتكلمون ويسامرون مع الدواعش عبر السلك الحدودي , بلا اي تحفظ , وهنالك عشرات الصور ومقاطع الفيديو المبثوثة على النت , التي تبين تنقل الدواعش بشعاراتهم المعروفة وازيائهم وشعورهم ولحاهم الكثة في باصات اسطنبول بكل حرية .
ولي ملاحظة استخبارية على الشعور واللحى الكثة تلك , قد تدخل في باب النكتة لكنها حقيقة واقعة , فالملاحظ على الدواعش ان لحاهم الطويلة وشعورهم تحتاج الى سنوات لتربيتها , فهم لم يطيلوها هنا في الانبار او بيجي , وانما من المنطقي ان تطول في مستعمرات تدريب قبيل مجيئهم , ولانستبعد ان يقيموا معسكراتهم في تركيا , وقد فعلتها قبلهم المخابرات السورية ودربتهم على كل انواع التفخيخ والتفجير , وهو تدريب لايتاح للاوروبيين او الصينيين في بلادهم .
لقد وصل الامر في مهادنة تركيا الى قمته المأساوية حين رفض اوردغان امس (بعد تفجير تسبب في جرح وقتل المئات في كوباني التركية ) رفض ان يدين داعش بالاسم واكتفى بادانة العمل الارهابي الجبان !!!, فهو يعلم يقيناً ان داعش صديق لتركيا , وان التفجير يدخل في باب تصارع نفوذ التنظيمات الارهابية في سوريا =================
دبلوماسيتنا الى اين ؟؟
=============
رغم كل الشواهد , فان الدور التركي في دعم الارهاب , وتدفق الارهابيين , يحتاج منا الى وقفة صارمة واستنكار وضغط اممي عبر القنوات الدبلوماسية وعبر فضح تسلل الدواعش الينا من تركيا ,لكننا بدلاً من ذلك نجد علاقات طبيعية وتجارة متطورة بميزان تجاري لصالح القاعدة الصناعية التركية , وكأن تركيا تدعم الارهاب في العراق باموالنا , ونحن خانعون بلا اي اعتراض او حتى شكوى اممية , ولانحرك استخبارياً (بالتنسيق مع روسيا مثلا) في جمع ملف يدين تركيا .
ولاتعويل هنا على الاوروبيين , الذين يعلمون علم اليقين حقيقة الدور التركي في استقطاب الاجانب , فالغرب مرتاح بالخلاص من متطرفيه ليُقتَلوا , او يَقتلوا, في العراق , بل ان الغرب يعلم جيدا الحركة التجارية للتجار الاتراك الذين يستوردون من مخازن اوروبا اجهزة الاتصال والنواضير الليلية والمعدات الخاصة بحرب العصابات , والتي تباع للدواعش في العراق في تجارة بمئات ملايين الدولارات .
========
خلاصة
=====
ليس باستنتاج عبقري , اذا ماقلنا اننا نقتل صيني فياتي عشرة غيره , وكذا السعودي والبريطاني وغيرهم , والحل في خنق الامواج البشرية التي تمد داعش بالدماء , عبر ارادة وطنية وحركة دبلوماسية لاتهادن , والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة بلا سيطرة
- محاكم لادستورية
- حين يكون النظام فوضى
- اخطر مهنة في التاريخ ..تجنيد المصادر
- حروب الضد النوعي الانتي بايتيك
- الجهد اللوجستي ..مشيمة الجيوش
- دروس من النصر والهزيمة
- الامن والاستخبارات في القران والسيرة
- عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة
- جنرالات واقنعة
- البغدادي ...ارهاب بنكهة البعث
- العلوج تطل من جديد ..الامن الاعلامي
- مخاطر معركة الموصل بين التكتيك والاستراتيجية
- مدخل الى معضلة الاستخبارات في العراق
- أوامر امنية وعسكرية مشوشة
- الحرس الوطني ..اشكالات وحلول
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان
- الاصلاح الاداري في القوات المسلحة
- ضباط الدمج ...مشكلة القناعات المسبقة


المزيد.....




- بعد عام من توقيع خطة التعاون العسكري.. خالد بن سلمان يلتقي أ ...
- مصادر تكشف لـRT أسماء بعض المحافظين الجدد في مصر
- -كتائب القسام- تنشر مشاهد لعملية قنص دقيقة استهدفت جنديا إسر ...
- في حالة نادرة.. نحلة تلدغ رجلا في عينه وتترك مضاعفات خطيرة
- شاهد: عاصفة قوية من البرد والريح العاتية تقتل شحصين وتدمر من ...
- من هو المرشح الجديد لمنصب وزير الخارجية في مصر؟
- اكتشاف علاقة بين انقراض أكبر حيوانات العالم وأكثرها رعبا وان ...
- Vaio تعلن عن أخفّ شاشة محمولة في العالم
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد لتفجيرها آلية -نمر- إسرائيلية في طو ...
- أنسجة وألوان تبعد عنك الحر الشديد.. فما هي؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - داعش ..جغرافيا مثيرة