أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسافير - نسبية الزمكان














المزيد.....


نسبية الزمكان


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 4874 - 2015 / 7 / 22 - 19:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكون خالٍ من التنظيم الذي يزعمون، بل إنه يعرف فوضى تقبض الأنفاس، المجرات تتناحر فيما بينها، تأكل بعضها البعض، الكبرى تمتص الصغرى حتى تذوب في أحشائها، والغريب في كل ذلك، أن هذا يحدث بشكل خاطف، يحدث في زمن قياسي، لكن... اعتبارا فقط للقياس الزمني الكوني.
هنا تظهر نسبية الزمن بكل تجلياتها، بل يتضح ارتباطها العميق بالمادة والمكان، إذ أن القياس الكوني للزمن يظهر تخبطا سريعا في الفضاء، إلا أن هذا لا يحدث إلا بشكل متناهي البطء اعتبارا لقياسنا، ويرجع ذلك إلى أسباب تتعلق عموما بحجم مجرتننا وسط الملايير من الأخريات، وبحجم كوكبنا وسط الملايير من كواكب مجرتنا، وحجم أفرادنا وسط الملايير من البشر.
إننا كائنات مجهرية جدا في القياس الكوني للمكان، وبما أن الأمر يتعلق بنا أنفسنا، فنحن لا نحس ذلك، ويسري الأمر كذلك بالنسبة للزمن، فسرعتها المتناهية تتحول إلى بطء في مجال إدراكنا، ولأن الزمن يرتبط بالحركة، فإننا ندركه بطيئا، لكن الحقيقة الكونية تقول إن المجرات تأكل بعضها بسرعة متناهية، أي أن عمر مجرتنا كلها قصير جدا، وبناء عليه، فإن عمر الكرة الأرضية ليس أكثر من رمشة عين، وإن عمر الإنسان يكاد يتلاشى في القياس الكوني.
إن الزمن يمتد كلما اتجهنا نحو الأحجام الصغيرة، ويتقلص كلما صوبنا أنظارنا نحو المجرات، كما أن العالم المتناهي الصغر، الذي تجسده حركة الأيونات والإليكترونات والذرات، والذي تبدوا للناظر فيها عبر المجهر، كما لو أنها تسلك حركة عادية، إنما هي في الحقيقة تعيش بطء عميقا يعجز إدراكنا عن استيعابه.
إن هذه النظرة التي تبدوا مشوشة، هي واقعنا الكوني الحقيقي، إننا كبشر لا نساوي شيئا في هذا الكون الضخم، وإن توالت الاكتشافات وغزوات الفضاء، فإن عمر الكرة الأرضية القصير جدا لن يسمح لنا باكتشاف حيثيات وحقائق أخرى، وستغيب عنا إلى أبد الآبدين..
إن تقسيم العالم إلى مستوى شديد الضخامة (المجرات..)، وآخر شديد الصغر(الإليكترونات...)، وربطهما بنسبية الزمن، وذلك بعد التسليم بصحة النقاط الثلاث التالية:
- إن المادة أزلية وخالدة.
- إن العالم الكبير لا متناهي الكبر.
- إن العالم الصغير لا متناهي الصغر.
يتيح لنا التسليم كذلك بـأن:
- إمكانية تكرار نفس الظروف التي أنشأت الكرة الأرضية هي واردة ملايير المرات.
- يمكن لهذا أن يحصل في الماضي البعيد، وأن يتكرر في المستقبل اللامتناهي.
- هذه الإمكانية تشمل العالم الكبير والصغير على حد سواء، لأن الأحجام وكما أسلفنا ذكرا، هي أيضا نسبية.
- هذا يعني أن كل الذي يحدث الآن، قد سبق وأن حدث ملايير المرات، وسيتكرر دون شك ملايير المرات.
وخير ما نختم به مقالنا هذا، إن الحقيقة صادمة أكثر مما نتوقع.
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ *** وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة الوحم!
- شيوعي القرن الواحد والعشرين
- المرأة والدين
- دراسة المجتمع: الممكن والمتاح...
- الحق في الإجهاض دون شروط
- البحث عن فضيحة
- الحقيقة... هل لها وجود؟
- الشخص والهوية
- الدولة ضد الشعب
- نسبية الأخلاق
- أزمة التعليم كما لم تناقش من قبل
- الجزاء والعقاب والتدين
- قصة قصيرة: بشرى وفتوى
- قصة قصيرة: الحق في الإجهاض
- مات الإله
- قصة قصيرة: قبيل النهاية
- قصة قصيرة: آمال مغتصبة
- نظرية إحياء الموتى
- خطاب ملكي
- اللباس هو السبب الوحيد لظاهرة التحرش!


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد مسافير - نسبية الزمكان