أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين عبد المعبود - حكايات جحا والنظام المصري














المزيد.....

حكايات جحا والنظام المصري


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 21:23
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات جحا والنظام المصري
ما يجري الآن على الساحة المصرية أشبه بحكايات جحا ، وهل هناك فرق بين ما يروجه إعلام العار عن مشروعات فنكوشية وحكايات جحا ؟ بدءا من : المليون وحدة سكنية ، ومرورا بإصبع الكفتة ، واللمبات الموفرة ، وعربات الخضار ، واستصلاح مليون فدان ، والمؤتمر الاقتصادي ، ولم نحاول أن نحكم العقل ولو مرة ونجعل النتائج هي الفيصل بدلا من الجري خلف كذابين الزفة وفي مقدمتهم إعلام العار ، والنتيجة حتى الآن صفر أعظم من صفر المونديال ، والمحصلة فنكوش ، وبدلا من الخجل والوقوف ولو مرة نحكم فيها العقل نزيد الطين بلة ونصدق الخزعبلات وتنطلي علينا خدع وأكاذيب تنقلنا من موضوع إلى موضوع ومن مشروع إلى مشروع دون أن نرى نتيجة ، وليس أدل على ذلك من الحديث ببروبجندة عبثية وصاخبة مليئة بالدجل السياسي والعبث الاقتصادي عن قناة السويس المسماة بالجديدة ، ولنكن من المؤمنين بالنتائج لا بما يدعيه النظام ويروجه إعلام من باعوا ضمائرهم قبل أن يبيعوا أوطانهم ، فإذا كانت النتيجة جنيهات نراها في استقرار الأسعار أو حل بعض المشكلات أو توظيف البعض من جيش البطالة فصدقهم ، أما إذا كانت النتيجة أغاني في حفلات ووعود بمشروعات جديدة فلا تصدقهم ، فهم خريجي مدرسة جحا الذي خدع الكثير بحيله الزائفة .
ويحكى أن جحا عندما أراد أن يكون من أصحاب الجاه والسلطان خرج من بيته وذهب إلى بيت من بيوت القرية فوجد العمدة فحدثته نفسه أن يخدعه ، ثم طلب منه العمدة أن يحكي له بعض الحكايات فتعلل جحا أن صندوق الحكايات في البيت واستسمحه أن يأخذ حماره ليذهب به لإحضار الصندوق فوافق العمدة وبدلا من أن يذهب جحا إلى بيته ذهب إلى بيت العمدة وطلب منهم العباءة بأمارة حضوره راكبا حمار العمدة فأعطوه العباءة ، فأخذ الحمار والعباءة واختفى لفترة ثم عاد إلى منزله وهو يعلم أن العمدة وأهل القرية لن يتركوه .
وكان عنده عنزة فوضع في مؤخرتها بعض الدنانير وعندما دخل عليه بعض رجال القرية للانتقام منه تبرزت العنزة الدنانير فانشغلوا بمساومته وكم تمنى كل منهم أن تكون العنزة من نصيبه مهما غلا ثمنها واشتراها أكثرهم طمعا وعاد إلى بيته وحضرت إليه الوفود مهنئة بالعنزة ، وكم كانت الحسرة عندما تم اكتشاف الخديعة .
فعادوا مرة أخرى إلى جحا الذي كان قد اتفق مع زوجته أن تضع كيسا من الدم في صدرها ، وعندما دخلوا عليه ادعى أن زوجته هي من خدعته ووضعت الدنانير في مؤخرة العنزة وبسرعة أخرج سكينا ووضعه في صدر زوجته فانفجر الدم من صدرها فعنفوه فقال لهم : عندي كرباج إذا ضرب به الميت عادت إليه الحياة من جديد . وأمسك الكرباج وضرب زوجته ضربتين فقامت الزوجة ، فساوموه مرة أخرى على أن يبيع لهم الكرباج ، ولم يتعظوا من موضوع العمدة ، ولا من موضوع العنزة ، واشترى الكرباج من دفع أكثر .
وخرجوا من بيت جحا وهم أكثر فرحا وسرورا معتقدين أن لن يموت منهم أحد بعد اليوم ، وإذا بجنازة فتقدم من اشترى الكرباج وأوقف الجنازة وخلع الكفن وانهال على الجثة ضربا فلم يستيقظ الميت وما كان إلا أن قام المشيعون بخلع نعالهم وأوجعوه ضربا ، ولم يتركوه إلا بعد أن قص لهم خديعة جحا إياه .
فذهبوا إلى جحا وهم أكثر تصميما على الانتقام منه مهما كانت التوسلات ، وتم وضع جحا داخل جوال وربطوه وذهبوا لإلقائه في البحر ، وإذا براعي للغنم يظهر عن بعد فتركوا الجوال واختبئوا حتى يذهب الراعي وعندما اقترب الراعي من الجوال علا صوت جحا : ( هاخدها والله العظيم هاخدها ) فتعجب الراعي وسأل : من هي التي ستأخذها وما حكايتك ؟ فأجاب : هم يريدون أن يزوجونني ابنة عمي الجميلة التي تمتلك الأموال والأطيان ولكني لا أحبها ، فقام الراعي بفك الجوال وقال لجحا : ضعني مكانك ، وذهب جحا بالأغنام حتى اختفى وهم لم يفطنوا إلى ما تم بل أسرعوا إلى الجوال وقاموا بإلقائه في البحر وعادوا وهم في قمة السعادة .
وبعد عدة شهور عاد جحا إلى القرية بالمزمار يرعى غنمه فتعجب أهل القرية وسألوه عن أحواله وعن النعيم الذي حل به فلامهم أنهم ألقوه قريبا من شاطئ البحر وهناك سوق الغنم ، ولو أنهم القوه بعيدا أو في وسط البحر حيث البقر والجاموس والخيل والجمال ، فقام كل منهم بإلقاء ابنه أو شقيقه في البحر طالبا منه ما يريد من بقر أو جاموس أو خيل أو جمال حسب ما يريد كل منهم ، ولما طالت المدة ولم يعد أحد ببقرة أو جاموسة ولا حتى بطة أو دجاجة أو كتكوت صغير ذهبوا إلى جحا ليسألوه عن سبب غياب ذويهم فأجابهم ربما طابت لهم الحياة هناك .
كل ذلك ولم يفطنوا إلى خدع جحا الذي كان قد غير نشاطه وعمل مبيضا للنحاس ، وإذا أتى أحد إليه بحلة أو طست أو صينية قام ببياضها وأعطاها لصاحبها ومعها حلة صغيرة ، أو طست صغير أو صينية صغيرة مدعيا أن الحلة او الطست او الصينية قد ولدت مولودا صغيرا وأنه لا يطمع في المولود الجديد أيا كان هو ، فذاع خبره وذهب إليه كل أهالي القرية بكل ما يمتلكون من أوعية نحاسية أملا في النماء بمواليد جديدة تدر عليهم الخير والرخاء ، فأخذ جحا كل ذلك لنفسه ولم يرد لأحد شيئا وكلما سأله أحد عن وعاء له قال له لقد مات وهو يلد .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين؟
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين في مصر ؟
- السيسي يقدم أوراق اعتماده للغرب
- برلمان 2015 أسوأ برلمان في تاريخ مصر
- أين السوساوية الوطنجية وثوار العار ؟
- عسكر وأراجوزات و2014 بلا برلمان
- حدوتة فلسطين وال 100 ألف شهيد
- أه . أه . أه يا غزاااه
- السيسي يخذل مؤيديه
- السيسي والمزاج الشعبي
- لماذا لا يقال محمد إبراهيم وزير الداخلية ؟ !!!
- إل 30 مليون وقانون التظاهر
- يوسف وعبد الظاهر وأبو تريكة .. رجال من مصر
- الدستور .. دستور يا أسيادنا عسكر 2013
- امرأة الجاحظ وعبيد البيادة
- شعبية عبد الناصر .. وشعبية الحمل الكاذب
- يوم الإفراج عن مبارك يوم حزين
- إعلام مأجور .. يستخف بالعقول !!
- حكومة من شباب ثورة 19
- الولاية لم تعرض على خالد بن الوليد ولم تعرض على أبي هريرة رض ...


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين عبد المعبود - حكايات جحا والنظام المصري