|
الشرف
الزنديق الأعظم
الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 12:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما هو الشرف؟ سلوك ممتد ما بين لحظة الولادة و لحظة الموت بحسب جوهره.
ما هو جوهر الشرف؟ رؤية الحياة كما هي دون خداع للنفس و السلوك بصدق و نزاهة مع البشر و باحترام تام للحياة و الجمال و للبشر و حريتهم الشخصية و للأنظمة والقوانين، و بمساهمة حضارية فعالة في بناء المجتمع و الدولة.
ما هو شرف المرأة؟ سؤال خاطئ يفترض اختلاف جوهر الشرف لاختلاف النوع (ذكر، أنثى)، و يعبر عن تجسيد فكرة سلطوية ترى للرجل حق على المرأة لا تراه للمرأة على الرجل، فهو مظهر استفهامي زائف يعبر عن جواب تقريري سابق للسؤال يهدف إلى تثبيت استعلاء الرجل و استعباد المرأة، لذلك فالسؤال الصحيح فقط هو: ما هو الشرف و ما هو جوهره؟
بحسب التعريف السابق للشرف تنتفي أي علاقة للأعضاء و الممارسة الجنسية للمرأة بوجوده من عدمه، فمن تدخل بكامل رغبتها و بحريتها في علاقة عاطفية - جنسية أو غير جنسية - لا يمكن النظر إليهما (المرأة و العلاقة) من منظور الشرف، فالعلاقة موضوع الحكم هي الترجمة الفعلية للحاجة البيولوجية و النفسية الباعثة عليهما، و هي الإشباع للحاجة و الهدف من وراء الباعث، و هي مكون أصيل للطبيعة البشرية التي تمظهرت فيها الحاجة و بعثت الفعل تعبيرا عنه.
و العلاقة نفسها قد تكون علاقة ناجحة أو فاشلة بحسب عناصر التأثير، فمن الممكن أن لا يكون الطرفان متناسبين ثقافيا أو تكون لكل منهما نظرة مختلفة جذريا للحياة عن الآخر، أو قد تعاكسهما الظروف فيرفض الأهل و المجتمع العلاقة لاختلاف القبيلة او المذهب أو الطبقة الاجتماعية، و قد يستميت الطرفان في إحياء العلاقة و مدها بكل أسباب البقاء فيفشلان، فنحكم عليها بالفشل، لكننا لا نستطيع أن نقول أنها علاقة: غير شريفة (أو شريفة)، فالشرف جزء من السلوك الإنساني العام و الشامل للفرد، إنه السلوك الذي يحكم على الفرد ككل، كنظام، ككيان.
لماذا لا يحق لنا الحكم على العلاقات من منظور الشرف؟ لأن الشرف في مجتمعنا لفظة خاصة متعلقة بالسلوك العاطفي و الجنسي، قد جردته من جوهره و فصلته عن معناه و جعلت منه حكم مرتبط بالجنس و الجنس فقط، لقد تم تفريغ كيان الشرف مما بداخله من قيم النزاهة و الصدق و الإنسانية و الرقي الفكري و السمو الحضاري و الوعي المرتقي و التعددية و الاختلاف و التنوع و الحرية و الإبداع و الإنتاج، ليحل مكانها قيمة سلبية غير أصيلة هي قيمة: ممارسة الجنس بموافقة المجتمع.
إن القيمة السلبية: ممارسة الجنس بموافقة المجتمع، قتلت كل القيم الإيجابية التي احتوتها لفظة الشرف بمعناها الصحيح، و حولت تركيز المجتمع عن إدارة طاقة أفراده الحياتية إلى قنوات قيم الشرف الأصيلة لتغير مسارها إلى قناة عقيمة هي قناة مراقبة السلوك الجنسي، هذه القناة المسدودة التي لا تستطيع تصريف الطاقة الحياتية الزاخرة الفوارة التي تتحول إليها فتسبب في مشاكل و تناقضات كبيرة لا تجدي معها حلول التجاهل أو الطبطبة أو الاسترضاء أو القمع.
ما هي بعض المشاكل و التناقضات التي تنتج عن تصريف طاقة الحياة إلى قناة الشرف كقيمة سلبية تعني: ممارسة الجنس بموافقة المجتمع؟ 1 تعتبر الفتاة ملكية للمجتمع كطرف أول (كل ذكوره و كل إناثه) لأن الجميع يحكم عليها. 2 تعتبر الفتاة ملكية لعائلتها كطرف ثاني. 3 تعتبر الفتاة ملكية خاصة لذكور عائلتها كطرف ثالث. 4 تنحصر حرية الفتاة في إمكانية إتيان الأفعال التي ترضي المجتمع، و بما أن أي فعل ينتج عن دافع غريزي تتبعه فكرة عقلية فإن جميع الدوافع التي تنافي ما وافق عليه المجتمع يتم ضغطها و إنزالها إلى مستوى اللاشعور و كبتها هناك و تخزينها مما ينتج عنه مشاكل نفسية خطيرة نلمس أثرها في العلاقات العاطفية و الجنسية لفتيات يعجزن عن إقامة علاقة زوجية صحيحة مع الزوج و يستعضن عن الرغبات المكبوتة بمظاهر مادية زخرفية تدمر العلاقة في كثير من الأحيان.
(لن أتطرق إلى جرائم الشرف في هذا المقال لأنه موضوع شائك يحتاج مقالات عديدة، لكن السبب الأول هو رغبتي في تناول الجانب النفسي و تأثير المجتمع المدمر عليه أكثر من الجانب القانوني أو الجسدي (الإيذائي) )
5 يتضرر الذكر من المشكلة الرابعة لأن طبيعته الإنسانية في وجهها الذكري تتطلب توافقا إنسانيا في وجهه الأنثوي، و هو ما لا يمكن تحقيقه مع أنثى مخصية عاطفيا. في الزواج تتحد العاطفتان الذكرية الجامحة و الأنثوية المخصية لإنتاج علاقة مخصية عقيمة توثر على جموح الذكر لتسبب في خصيان الجموح الذكري لنحصل على الثالوث المخصي: عاطفة ذكرية مخصية، عاطفة أنثوية مخصية، علاقة مخصية عقيمة. و لا تعدم الجريمة سخرية عقابية حينما يتحول الذكر الخاصي للأنثى إلى ذكر مخصي من قبل الأنثى حينما يدخل معها في العلاقة.
فكرة للتأمل: إخصاء الأنثى للذكر يفسر اللذة الساحرة عند الذكر حين يجتمع مع عشيقة أو بائعة هوى، لا تعرف الحرام و المحرمات و قيم المجتمع و التي تتفنن في إرضائه مقابل المال و الهدايا أو حتى مقابل متعتها هي. هذه المتعة التي كان يجب أن تكون حلالا جميلا طيبا عند كل إناث المجتمع و ذكورهن لو أبقينا للشرف معناه الأصلي.
سأكتفي بهذا العرض المختصر.
ما هو الشرف؟ عودوا لقراءة المقال من جديد بعد أن أنهيتموه الآن و ستكتشفون معاني جديدة.
سبحاني و تعاليت.
#الزنديق_الأعظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوذا الإنسان ECCE HOMO
-
همسات في الزندقة III
-
خواطر الزنديق الأعظم II
-
خواطر في الزندقة II
-
خواطر الزنديق الأعظم I
المزيد.....
-
حرائق لوس أنجلوس.. رفع تحذيرات الراية الحمراء -الحرجة- جنوب
...
-
مشادة حادة بين سيناتور والمرشح لمنصب وزير الدفاع بسبب اتهاما
...
-
رد فعل أقارب رهائن على طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وت
...
-
بالفيديو.. انضمام أول مدمرة استخباراتية إلى قوات البحرية الإ
...
-
الألغام تهدد حياة السوريين العائدين إلى أراضيهم
-
الهدنة في غزة.. المباحثات تتسارع وباتت في -مراحلها النهائية-
...
-
ألمانيا .. غرامة قدرها 5 يورو مقابل كل تأخر عن الدوام المدرس
...
-
مراسل RT: إبادة عائلة كاملة في قصف إسرائيلي على دير البلح
-
مراسلتنا: 30 قتيلا على الأقل في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
-
انفجارات وقطع للكهرباء في عدد من المناطق الأوكرانية
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|