أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - نادي تجديف -عبس- ونادي تطبيقيي -ذبيان- وحكايات من تعصب الكوريين!!















المزيد.....

نادي تجديف -عبس- ونادي تطبيقيي -ذبيان- وحكايات من تعصب الكوريين!!


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 11:49
المحور: كتابات ساخرة
    


بكل أسف نعيش في عالمنا العربي حالة تعصب مزمنة. متلازمة "العقلية القبيلة" وعمى ألوان المحبة والكره والغضب والرضا لأتفه الأسباب. نبدد طاقتنا كلها في سفاسف الأمور، وللأمانة ليس هناك نظام حاكم في الماضي وللآن يعلمنا كيف نستفيد من طاقتنا أو على الأقل كيف ندخرها فيما يفيد. أبسط حقوق المواطنة في التنقل والسير والسكن غير موجودة. ماذا تنتظر من مواطن كل أمله في الحياة أن يعود إلي بيته سالمًا كلما خرج لعمله في الصباح؟! إنه لا يخشى الحرب على الإرهاب؟! لكنه لعقود يخشى بطش معلمي الميكروباصات وصبية التكاتك وبلطجية الشوارع وبعض المفسدين من القطاعات الشرطية..عموما هذا ليس موضوع الحديث وإن كان أحد أسبابه. لدينا مخزون قبلي ممتد في مقولات "أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب"، علمًا بأن نصرة الأخ الظالم في ديننا الحنيف تكون بــــ"رده" عن الظلم. بكفّه وتذكيره بما يردعه عند الغضب!!
خلال إقامتي في كوريا لم أر مطلقا بامتداد نهر "هان" بالعاصمة سيول أي أثر لأية نقابة أو جمعية أو جهة؛ وكأن كوريا ليس فيها قضاة ولا صيادلة ولا جامعيون. كنت أتذكر دائمًا كلما استمتعت بمنظر المياه من مسافات بعيدة- لأن الدولة لا تسمح لأي كيان بالتعدي على "حرم" النهر- مقولة أستاذي سليمان العطار عن أن نوادي النقابات والهيئات على نيل مصر هي امتداد للعقلية القبلية. فبدلا من نادي تجديف "عبس" ونادي تطبيقيين "ذبيان" لدينا نادي المعلمين ونادي القضاة ونادي هيئة التدريس وكأن النيل أرثٌ لفئات محددة وهو ما قد آل إليه الأمر بالفعل. فكلنا يندد ويحارب ويناضل ضد أي شيء لا يمكنه الإفادة منه، فإذا ما مسه فضل من ذلك الشيء مسًّا خفيفًا صار المدافع الأوحد المسبح بعظمته ليل نهار.
أتذكر مثلا كيف كانت تخرج المقولات المطالبة بترحيل السوريين من مصر لمجرد القبض على سوري واحد أو حتى عشرة في مظاهرة. أو إعلان الحرب على الجزائر لأجل الوصول لكأس العالم. أحرق الجزائريون علم مصر وداسوه بالأقدام وقمنا بالواجب مع الجالية الجزائرية في شارع الهرم في مشهد أتحدى أن يحدث في الأدغال. وهنا أسرد لكم حكاية حقيقية من كوكب آخر:
بعد ثورة يناير 2011م، ومع الانفلات الأمني واختطاف الأجانب في سيناء. كنت في فترة عمل لإعداد الامتحان التجريبي للثانوية العامة. كنا ما يزيد عن ستمائة عضو لجنة معظمهم من الأكاديميين في فندق بعيد جدًا عن العاصمة ومحاط بحراسات مشددة وتُمنع فيه كل وسائل الاتصال بالعالم الخارجي. نمكث قرابة ثلاثة أسابيع حتى ينتهي كل فريق عمل من إعداد الامتحان في تخصصه. هذا العدد يذهب لتناول وجبات الطعام في وقت واحد ويتريض لمدة ساعة بعد الطعام في ملعب واحد مما يخلق نوعًا من الألفة ويسمح بالتعارف وتبادل الحديث. في ذلك الوقت كان قد تم اختطاف عدد من الكوريين في شمال سيناء. بمجرد معرفتي بالخبر- مسموح طبعا بمشاهدة التلفزيون- قررت عدم الذهاب للمطعم وكذلك عدم التريض. اكتفيت بوجبات الإندومي والكيك الموضوع بممرات كل أدوار الفندق بكميات كبيرة. تعللت بأني أقوم بحمية لكن فريق عمل اللغة العربية كان يعرف بكل تأكيد وتركوني وحدي دون إزعاج. كنا نلتقي لأربع ساعات على فترتين للعمل. ولعدة أيام لم أسمع منهم كلمة واحدة عن الحدث ولم أشعر بنظرة مختلفة من تسعة أساتذة كوريين أعمل معهم. بعد انفراج الأزمة ولم أكن قد علمت بالأمر. فوجئت بأحد الأساتذة يقول لي : "الحمد لله عاد المختطفون الكوريون سالمين. لقد تكلموا جيدًا عن المصريين وقالوا إنهم تلقوا معاملة حسنة جدا"!!
تخيلوا!! خرج المختطفون يقولون إن خاطفيهم كانوا مهذبين وعاملوهم جيدًا وقدموا لهم الطعام اللذيذ والماء النظيف!! لم يطلب الكوريون مقاطعة مصر ولا ترحيل المصريين من بلدهم. لم أسمع كلمة مسيئة لمصر ولو من بعيد! لأن الكوريين يعرفون ببساطة أن كل بلد فيها الصالح والطالح وأن الأمور لا تدار على هذا النحو من العصبية والتخلف.
في كأس العالم 2006م في ألمانيا كان عشرات الآلاف من الكوريين ينظفون الملعب الذي يلعب عليه فريقهم والشوارع المحيطة به في لفتة أذهلت الشعب الألماني كله. في تلك السنة خرجت كوريا بخطأ تحكيمي فادح. ولما سمع الكوريون بإمكان إعادة المباراة لو وصل للفيفا أربعة ملايين شكوى، أمطروا موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم بخمسة ملايين رسالة في نصف ساعة- في كوريا أعلى معدل استخدام إنترنت في العالم وكذلك أسرع إنترنت - مما اضطر الفيفا لغلق الموقع والتصريح بعدم إعادة المباراة. الأهم هنا هو أن الكوريين الذين بكوا طيلة الليل -وكنت أسمع بكاءهم في الشقق المجاورة والشوارع- لم يطالبوا الحكومة بشن الحرب!! الكوريون في ملعب كرة القدم في ألمانيا كانوا أكثر غضبًا وحزنًا لأنهم في قلب الحدث. ومع هذا نظفوا الملعب والشوارع ودموعهم تبلل أكياس القمامة التي كانوا يمسكونها!!!!
ماذا كان المعلقان يقولان في تلك المباراة؟
هنا جملة اعتراضية طويلة: في الرياضة ليس هناك "مذيع" وإنما معلق. لقب "مذيع" مرتبط بالسماع وبالراديو تحديدًا، بينما التعليق مرتبط بالمشاهدة. فمع زمن التلفاز لم يعد هناك مذيع كرة قدم مثلا، لكن حتى الآن في مصر تجد "المذيع" لا يتوقف عن الكلام للحظة ولا يفعل أكثر من وصفه لركض اللاعبين في أرجاء الملعب وكأنه ينقل الحدث لجمهور من المكفوفين أو لشعب يقف نصفه في البلكونة يدخن السجائر ويدخل لمعرفة النتيجة أو أخبار الكوبري الجديد في سيدي جابر!! المصيبة أنه أي سقوط للاعب مصري خطأ يستوجب طرد المنافس وعرقلة تستوجب ركلة جزاء حتى وإن كان الخطأ قد وقع في المدرجات!! وأي خطأ من اللاعبين المصريين غير مقصود ولا يستوجب أي شيء. استرجعوا طريقة التعليق على مبارايات كرة اليد العالمية التي شارك فيها منتخب مصر. ستتأكدون أننا ثقافة لا تعرف غير التعصب الهمجي الأعمى. فالمعلق الذي لا يعرف قوانين اللعبة ولا يسيطر على حماسه يجعل المشاهد البسيط يرى في كل قرار عكسي على منتخبنا خطأ متعمد ومؤامرة كونية لهزيمتنا!! في كوريا هناك معلقون. في كل الألعاب والريا ضات يعلق "اثنان" من المعلقين. تستمتع بالتعليق. تستمتع بتحليل الجوانب التكتيكية. لا تتلوث أذناك ولا تحس بالضجيج والصراخ والأهم هو تعليم جمهور المشاهدين أن خطأ التحكيم وارد جدًا وأن أمانة التعليق تقضتي الاعتراف بالخطأ إذا ارتكبه لاعب من الفريق الذي أشجعه. في كوريا تعصب حقيقي وجاد. تعصب عاقل بناء. تعصب للإنتاج. تعصب للمنافسة العالمية الشرسة. تعصب يبدأ وينتهي مع كوريا ولأجل كوريا فحسب!!!



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهجة أعياد المصاطب
- بهم لأننا نتعلم منهم!!
- حكاية عمر الشريف مع الكوريين!
- كوميديا المواقف وشرشحة الإفيهات:
- عندما يسطو الزمن على حقنا في الاستمتاع بحزن الوداع
- -طير أنت- ...ومّن يُطَيِّر الشعب المصري كله؟!
- عندما حاول البوذيون -بوذنة- كوريا!!!!!
- قاموس -سلي صيامك- في معاني -الانقلاب-:
- إذا لعبتَ الاستغمايه إياك أنْ تسرق -الميس-!!
- عندما تصبح الحياة فيلم رعب على الطريقة الهوليودية!!
- عندما يتحدث الشعر الكوري عن الواقع المصري!
- عزيزك الميكروباص! في زمن الغربلة لا مكان إلا للأتوبيس العموم ...
- رسائل إلى أبي من زمن المصاطب!
- لماذا أنا متفائل؟
- دخلت الجيش؟ لأ. شفته فيديو
- عمرُك سبعون! إذن، اترك مقعدك لأني أكبر منك!!
- علمتمونا صغارًا أن -الحركة- بركة!!
- الدكتور سونغ وحكاية -دع الخلق للخالق-
- آخر الكلام لأهلي وعشيرتي
- عندما يكون التعامل مع تفاصيل الحياة البسيطة ثقافة: -بابا! ما ...


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود عبد الغفار غيضان - نادي تجديف -عبس- ونادي تطبيقيي -ذبيان- وحكايات من تعصب الكوريين!!