محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 10:52
المحور:
كتابات ساخرة
ما اسهل الكلام ايها السادة عند المسؤول العراقي وما اصعب ممارسة الفعل.
معظمهم يجيد الكلام وتسطير الحروف وحين تحثه على الفعل يجيبك ببساطة"وانا شعليه".
منذ ايام حصرم باشا والمسؤولين لاهم لهم سوى تعليق شماعة التخلف الاداري والمالي على "داعش" وغيره.
انهم يجيدون لعبة كرة السلة وهم بالتالي رماة بامتياز ولكن بدون ان تحط كرتهم في الهدف.
منذ ايام حصرم باشا ونحن لانسمع سوى اللوم والتقريع لمؤسسات الدولة والتهديد بكشف المستور ولكن المستور يبقى كما هو دون تبديل.
لم يبق مسؤول بالدولة الا وحكى عن الفساد المالي والاداري حتى ظننا ان هذا الفساد الاداري وذلك المالي ما هو الا تابع فضائي لاعلاقة له بالعراق العظيم.
ماعلينا...
وهاهو عضو اللجنة المالية في البرلمان صالح الحسناوي يقول اليوم: ان الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية منذ العام 2003 ولحد الان يساوي اكبر كمية من الاموال المصروفة لأغراض الاستثمار.
ماهو الجديد في ذلك؟الجديد ايها السادة ان صاحبنا مثل الآخرين لم يجد موضوعا فغرف من نغمة الفساد الاداري والمالي ليعزف عليها.
اولاد الملحة يتحدون اي مسؤول تجرأ واشار باصبعه الى شخص او هيئة مبتلاة بهذا الفساد.
لماذا؟.
لأن الكل فاسد والكل يريد ان يغطي على نفسه بالقاء اللوم على الآخرين.
ويقال "ان واردات العراق من بيع النفط منذ 2006 وحتى 2014، بلغت نحو 550 مليار دولار، وأن 60% من ذلك المبلغ، أي نحو 360 مليار دولار، تم بيعها في مزاد العملة ببغداد الذي ينظمه البنك المركزي العراقي، وجرى تحويلها إلى خارج البلاد عن طريق شركات أهلية ومكاتب صيرفة في ظروف غامضة..
كما أن العراق خسر هذه الأموال بسبب الفساد وغسيل الأموال، حيث تقوم مصارف أهلية بشراء العملة وتحويلها إلى الخارج بحجة شراء سلع وبضائع لا يصل منها إلى العراق سوى القليل".
لم تبق الا "افتيهن" وهي اقصر امرأة بالعراق تعيش في قضاء قلعة صالح تمنح فرصة الحديث عن الفساد المالي والاداري.
ان المومياءات في البرلمان العراقي لاتملك سوى الكلام وحتى هذا الكلام لايكون في موضعه في كثير من الاحيان.
لماذا؟.
لأنه الجبن بعينه،الجبن الذي يرفع شعار "شيلني واشيلك".
ياحسافة على المليارات التي ضاعت وستضيع في ظل المحاصصة والمذهبية والطائفية والمحسوبية.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟