سمير دربالي
الحوار المتمدن-العدد: 4873 - 2015 / 7 / 21 - 01:44
المحور:
الادب والفن
زمن الزعبع.3.
حان دوري ..نُودي عليّ ..مشيتُ متعرّجا في الممرّ الضيق نحو غرفة الاستجواب .. رجلي اليسرى الحافية تصافح الأرض الباردة ..فأشعر بلسعتها تصعد نحو رأسي ..توقظه من هول الصدمة ..يدفعني ذلك البوليس داخل الغرفة ..أجدني بين أربعة أعمدة بشرية أعدتْ خصيصا لانتزاع الأجوبة من الموقوفين.. وكرسي فارغ..
-‘ اتْرَصْ (اجلس ) ‘يا ِولْد الـ...
أتكوّم فوق الكرسي مُكرها .. يلقي بوليس على مسمعي قائمة جرائمي العجيبة التي لم أرتكبها ..يتهمني بمحاولة حرق مركزالامن بالجامعة وإلقاء المولوتوف على أعوان البوليس .. ثم يسألني عمن يحرك تلك المظاهرات..ويدعوني إلى مده بالأسماء النشطة التي أعرفها..
أحاول شرح سبب وجودي في ذاك المكان ..فتُسكتني لطمة من الخلف ..ثم ترفعني كالدمى كماشتان غليظتان.. يشرع أحدهم في فك حزامي وأزرار سروالي..بينما يبدأ آخر بوضع آلة كهربائية قريبا من أعضائي التناسلية..أحس بحرارة سرعان ما تحولت إلى حريق ورائحة شواء آدمي..
أصرخ :...ولكنني بريء ..لقد اختطفت من المكتبة ..ولا دخل لي بما حدث ...
يقول آخر: قل لي إذن من يحرك كل تلك المظاهرات ومن كان يُعدّ الزجاجات الحارقة..أخبرني عمّن ينظمون الاجتماعات ..دلني على الناشطين ....
أحاول تذكر أي اسم أعرفه ..أو لا أعرفه فلا أقدر ..اسما واحدا أو اسمين ، يا الله ، يمكن أن يجعل ذلك البوليس يتوقف عن جنونه..ذاكرتي اللعينة..أستدعيها فتخون ....ما يشبه الكابوس يقود الحواس إلى خدر إرادي ..وصقيع في الأعماق يسمّر الدم في العروق ....أرتجل بعض الأسماء تباعا بلا ألقاب ..أعرف سعدا ..اعرف سعيدا ..أتذكر فلان ..أتذكر ُ علان ..يدوّن أحدهم تلك الأسماء ..يقول آخر: ..سأنتظر أن تمدني بالأخبار ..ستكون عيننا هناك ..سنراقبك ..وسيكون حسابك عسيرا إن لم تقدم لنا معلومات..
#سمير_دربالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟