أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي














المزيد.....

هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 20:35
المحور: القضية الفلسطينية
    




طالعت مقالاً نشرته صحيفة الشروق المصرية في 18 يونيو 2015 للكاتب فهمي هويدي بعنوان "حروب أبو ظبي" ينتقد فيه دور الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الإرهاب، ويتحدث فيه بإستغراب عن عدد من المراكز البحثية التي أنشأتها الإمارات لمواجهة ظاهرة التطرف رغم أنها لا تعاني من تلك الظاهرة، ويحاول جاهداً في مقاله ربط إنشاء هذه المراكز البحثية بأمريكا والتحالف الدولي ضد "داعش"، ثم يأتي على نقد المساعدات التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة للمراكز البحثية والحقوقية في مصر وبعض البلدان الأوروبية مشيراً إلى علاقة القيادي الفلسطيني محمد دحلان في بعض هذه المراكز، ويدّعي أن الإمارات "تكثف الإنفاق على ما هو سياسي على قلة مردوده في حين أن الإنفاق على النشاط الإنساني لا وجود يذكر له" ويختم بالقول أن الجهود التي تقوم بها أبو ظبي في مواجهة الإرهاب ليست محل إجماع داخل الإمارات العربية المتحدة !

ليس خافياً على أحد أن الكاتب فهمي هويدي هو من منظري جماعات الإسلام السياسي بمختلف درجات تطرفها ومرجعياتها الدينية، تكفي مراجعات بسيطة لبعض ما كتب منذ أن أصدر كتابه "إيران من الداخل" عام 1987 الذي دافع فيه عن حكم "الملالي" مروراً بكتاب" جند الله في المعركة الغلط" عام 2001 نظّر فيه لجماعة "طالبان" وتحريضه ضد الأقباط المصريون في مقال " عقدنا الذي إنفرط" عام 2007 حيث اعتبر الأقباط "ذميون" وليسوا مواطنين مصريين لهم كامل الحقوق والواجبات، وعشرات الكتابات الأخرى التي دافع فيها عن ممارسات الجماعات الدينية إلى جانب زرع بذور الفتنة الطائفية، حتّى وصل الكاتب للحالة التي شهدناها في مقاله المرسل "حروب أبو ظبي" الذي ينطوي على جملة من المغالطات أخطرها ما يشيعه عن خلاف بين دول الإمارات، ويطرح فيه تساؤلات ساذجة تتنافي مع براعته المعهودة في "دس السمّ في الدسم".

الموقف الإماراتي ضد جماعات التطرف الديني وممارساتها ليس موقفاً جديداً إكتشفه الكاتب فهمي هويدي، فهو موقف معلن منذ زمن سابق على ثورات الربيع العربي، قامت الإمارات بترجمته عملياً خلال ثورة 30 يونيو 2013، هي ومجموعة من الدول العربية التي أدركت خطر ما تصبوا إليه جماعة "الإخوان المسلمون" والتفريعات المنبثقة عنها، وعندما جرى السطو على الربيع العربي وتحويل هدف العيش والكرامة والحرية إلى سلطة "ثيوقراطية" مستبدة لا تؤمن بغيرها وترفض شراكة أحد، وتمهد الطريق أمام فتنة طائفية وتقسيم محقق لمصر سيطال حتماً كل بلاد العرب إذا ما استمر، وقد أصدرت الامارات مرسوماً بقانون يعكس جديتها في معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب يجرّم جميع الأفعال المرتبطة بإزدراء الأديان ومقدساتها وكافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير، بالرغم من ذلك يستغرب الكاتب قيام الإمارات بإنشاء أو دعم مراكز فكرية تواجه أفكار التطرف الدين وتدعو للسلم الأهلي والإجتماعي وتحارب كافة مظاهر ونزعات التطرف الديني والطائفي، ويتجاهل الكاتب حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة لمصر وفلسطين وغيرهما من البلدان العربية ويغمض عينيه عن المشاريع الإقتصادية والتنموية الإماراتية التي نفذت وأخرى قيد التنفيذ في مصر.

التطرف والإرهاب أصبح همّاً كونياً، لا يوجد أي بلد في العالم بمنأي عن أذى هذه الظاهرة، ما يجري في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتونس والسعودية والكويت وبلدان أجنبية يؤكد أنه ظاهرة عالمية بثوب ديني، ومواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهداً كبيراً من الحكومات والنخب السياسية والمثقفين والإعلاميين وكل من يستطيع فعل ذلك، وقيام الكاتب فهمي هويدي بإنكار حق الإمارات في الدفاع عن أمنها ومستقبلها تعني بكل تأكيد إصطفافه إلى جانب أفكار التطرف ونزعات العنف المنظم، وهو تحريض مباشر على دولة الإمارات ودورها الطليعي في مواجهة الظاهرة، ومحاولة فاشلة للإيقاع بين دول الإمارات المتحدة مسقطاً من حساباته حالة الوعي الجماعي العربي لخطر المنظمات الدينية وتجليات هذا الوعي التي شهدناها في كل من تونس ومصر.

التاريخ لن يعود إلى الوراء، ولا يمكن الإنطلاق إلى المستقبل بأدوات وأفكار الماضي، والسياسة ليست أمنيات يرجوها الكاتب هويدي أو "هلاوس" يعبر عنها في كتاباته، هي محصلة موازين قوى باتت الشعوب اللاعب الأقوى فيها، والشعوب قالت ومازلت تقول كلمتها.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلبة فلسطين في فنزويلا يفتحون الصندوق الأسود لفساد الخارجية ...
- عن فكّ الحصار بدون ثمن سياسي!
- عباس الرئيس الذي يخشى ظله
- شيلوا الميتين
- البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي