محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 13:23
المحور:
الادب والفن
قطْرَة طَل
إلَـى روح أُختي
فـِي ذِكراها أبداً
واقِفاً
معَها فـِي الْمهَبِّ.
أتذكّرُ
خطْوَها الْمُتمَهِّلَ..
ذا
الْبَهاءِ الشّفَقِيِّ.
وأتذكّرُ
فرحَها الْحَزينَ.
ذهبتْ..
ذابَتْ قطْرةُ الطّلِّ
توارتْ
فـِي الرُّؤيَةِ
لَم نتَوادعْ..
وتوَغّلتْ
فِـي الغِيابِ.
إذْ كُنْتُ
فـِي الْغُرْبَةِ
وكأنْ لَمْ نَكُنْ
سِوى طيْف.
مرّتْ
ساحِبَةً معَها
ظِلَّ زيْتونَةٍ.
وحاضِنَةً
حفْنَةَ ماءٍ.
أعْشبَتْ
لوْزاً وسُنْبُلاً
وكَم
اعْتصَرتْ جَناها
الْخَفِرَ..
تنُزُّ ضوْءاً.
أراها تَتظوّعُ
أشُم
ياسَمينَها
فـِي الْمَسافَةِ
أتذكّرُ وجْهَها
الْمُضاءَ كَقِنْديلٍ
بيْتَها على
السّفْحِ كغَيْمَةٍ
وغُصْنَها الشّفيفَ.
وأتذَكّرُ صَغيرَيْنِ
مرَحَنا الغَضَّ..
نازِلَيْنِ
مِنَ الْحافَةِ
نُزَقْزِقُ كنَوْرسَيْنِ
بِحَلْوى الكَلامِ
نتَدحْرَجُ
مِثْل حلَزونَيْنِ
خرَجا فـِي
نُزْهَةٍ الصّباحِ.
أتذَكّر هذا
مُسْتَعيناً
بِصَحائفِ
طُفولَتي الكَئيبَةِ
وَبِما لا يُرى .
أتذكّرُ
وأنا طِفْلٌ يَلْهو
أُغْنِيَةً مِن
أقاصي
تِلْكَ الْجِبالِ.
جاثِماً
على صخْرَةِ
عُمْري الْحَرِجِ
مِثلَ نسْرٍ..
على رِسْلِكِ
أيّتُها الصّواري
باقٍ أنْتَظِرُ
إبْحاريَ الشّرِسَ
ومَغيبيَ الْمُرَّ
فـِي هذا الْمَنْفى.
إذْ بَقيتُ
وحْدي كَهارِبٍ.
ومَكانـِي
موحِشٌ هُنا حَيْثُ
أكْسِرُ القَيْدَ
وأتأَهّبُ لِلرّحيلِ.
أنا أتذكّرُ..
كانَتْ
شَجَرةً كَريمَة.
كانَتْ مِثْل أبـِي
ولَنْ أبالِغَ
إنْ قُلْتُ كانَ
ظِلُّها شِعْراً.
وحتّى
أزورَها لا
أدْري الآنَ فـِي
أيِّ الْجنّتَيْنِ هِيَ.
الْحافة:اسم مكان به
بستان يخص الشاعر
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟