الفلسفة التى تعادى الانجاب Antinatalism ج2

محسن محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 12:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

( إن اعطاء قيمة ايجابية للولادة هو اهم حديث شرير تم فى تاريخ الكون )

ولنتحدث الآن عن لماذا الانجاب جريمة ؟:

-لان كوكب الارض ليس مكاناً صالحاً للحياة: بدليل الأمراض الكثيره والمصائب والحروب ..الخ التي وللاسف تحدث وبلا سابق انذار هذا السبب وحده كافي وبقوه لجعل الانسان يعي مدى قبح الانجاب ودنائته وقلة رحمته ..

-لان لايوجد اي ضمان بأن يكون الطفل سعيداً الى اخر يوم في حياته: ولان لايوجد اي ضمان لاداعي للعبث بشيء لايمتلكه الانسان وتكرار الغلطة التي ارتكبها آباء المُتألمين من مُعاقين وايتام و مرضى وكبار السن وضحايا حروب.

- لان الرغبات ليست مُبرر لشيء : من الخطأ الاعتقاد ان الانجاب صحيح فقط لانه رغبه قويه وغريزه. لينظر الانسان الى ماوراء هذه الرغبه، شخص مُتألم في الحياه ...هل هذه الرغبه عاديه ام اجراميه ؟؟ اليْس مصير كل انسان للمرض والشيخوخه والموت ؟؟!! وقد تحتج بأن تقول " ان الانجاب صحيح في بعض الظروف الا وهي الابوان الصالحان والمال والامن " هذا تبرير قصير نظر لان القدَر لايضمن شيء وممكن أن يموت احد الاباء ويتيتم الاطفال او يمرض الابن او يكبر ويصبح مُسن مشلول عبارة الانجاب صحيح في بعض الظروف اذا كانت هذه الظروف (شخص يعلم الغيب ويسكن في كوكب مثالي) فقط !! وهذا مستحيل ان يحدث.
*لو كانت الرغبات دليل لصحة الامور لاصبحت المخدرات والاغتصاب والعصابات شيء صحيح بناءاً على انها رغبه قويه لدى المدمن والمغتصب والمجرم !! فالرغبات أنانية وغريزة الانجاب لاتوجد فيها ذرة عقل بدليل ان الحيوانات و الحشرات تتكاثر ايضاً والمؤيدين للانجاب يقولون ان الانسان يتميز بالعقل اين هذا العقل ؟والانسان لايزال خاضعاً للرغبات و الغرائز كسائر الحشرات و الحيوانات الاخرى . الامر يحتاج لتفكير عميق واعادة نظر.

- لان الوجود عبثي : لان الماضي منه مجرد مخزون في ذاكرتك ولا تتذكر منه الا القليل والحاضر منه يمر بسرعه والمستقبل مجهول ,,,, مجهول بكونه سيستمر ام لا في النهايه تمر حياة الانسان بسرعه هائله جداً 40 سنه من حياته مثلا ستبقى مجرّد ذكريات فحسب حتى لايتذكر الا القليل لو حاول الانسان تأمُل هذه النقطه تأمل دقيق ويتأمل سنين حياته الماضيه من طفولة ودراسه وعمل كيف ذهبت هبائا منثوراً لادرك فعلا ان الوجود عبثي مقترن بالموت الزمني فبالتالي لا داعي لانجاب شخصاً جديداً في عالم شبه وهمي ميت وسريع زمنياً.

واقتبس هنا مقولة شوبنهاور : يا لها من هوة بين بداية الحياة ونهايتها! تبدأ الحياة في الدفء وفي الاغتباط المبهج. ثم تنتهي بتدمير الأعضاء وسط رائحة تعفن الجثث. الطريق الذي يمضي من البداية إلى النهاية تدهور يتناقض مع متعتنا وابتهاجنا بالحياة: الطفولة مغتبطة، الشباب سعيد، الكهولة متعبة، والشيخوخة محزنة ومثيرة للشفقة. ألا يحدث ان تكون الحياة خطأ اصبحت عواقبها جلية أكثر فأكثر؟!

--لان الانجاب ذو تفكير مؤقت ومحدود وسطحي: الجميع يُفكّر ببداية الامر بشكل سطحي ومؤقت (أنجِب طفل جميل ) ومن ثم اذا كبر يكون عوْن لي ويخدمني فحسب... لكن التفكير الناضج العميق هو ان الابن احتمال ان يكون مُعاق او مريض بمرض مُزمن فيما بعد او يكبر ويصبح عجوز مشلول او ضحية حرب هذا الاسلوب من التفكير غير موجود لدى المؤيدين للانجاب وغير مهم المهم المُتعه المؤقته مثل الطفل الذي يُصر على طلب شي غير نافع (كالعبة خطيره دون الاكتراث للعواقب المُهم المتعه المؤقته) فالانجاب هو عمل انانى جداً فمصلحة المولود تقتضى الا يولد ابداً ولكن المنجبين لايفكرون سوى فى مصلحتهم واشباع رغباتهم وغريزتهم و تنفيذ امر الطبيعه بالتكاثر بلا وعى او اعادة نظر، أى انجاز هذا ؟ان اقوم بنسخ نفسى وخلق كائن جديد وارغامه على حياة ليس له فيها ناقة ولاجمل ؟ هل افتخر بكونى طابعة ثلاثية الابعاد ؟ ام افتخر بكونى لست سبباً فى تفعيل المعاناة والموت لانسان جديد ؟

اكتفى بهذا وحتى لايكون المقال طويل ومثير للملل يكفى ان الحياه كلها ملل والم و معاناه فلن ازيد الطين بله !!
اختم بالقول ان فلسفة معاداة الانجاب Anti-natalism ليس لها علاقة بالانتحار لان كثيراً من الناس يردون على المحاججات بسؤال : لماذا لا تنتحر ؟ اقول لهم ان فلسفة ضدية الانجاب تتعلق بالجيل القادم و ليس الجيل الموجود ولاشك ان لنا مصلحه فى تحقيق المُتعه للتخفيف من معاناة الوجود ,,, ذلك الوجود الذى تورطنا فيه رُغماً عنّا و يعتبر السؤال لماذا لاتنتحر مُغالطه منطقية وهى الشخصنه لان الانتحار امر شخصى اما الانجاب فهو ليس امر شخصى لانه يتعلق بخلق كائن جديد تُفرض عليه الحياه بكل ما يلازمها من الالم و المعاناة.

- مُنذُ وّجِدت: تبدو لي هذه الـ "الحياة " مشحونة بدلالةٍ مُرعبة إلى حدٍ. يجعلها لا تُطاق. ســـيوران ــ من كتابه (في مساوئ أن يكون المرء قد ولد).

وللحديث بقية ،،،
_______________________________________________________
المرجع : http://life-stupid.blogspot.com/2013/09/blog-post_22.html

#محسن_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات