نهلة الجمزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 11:09
المحور:
الادب والفن
أعيدوا إلى الكون عيدا
يعيد إلينا رحيقَ الطفولةِ
شهقةَ الفجرِ حين يغادرُ ثغرَ الظلام ِ
خفقةَ الفرحِ الراكضِ في جسدِ الذكرى
أعيدوا الينا
غفوةً كالنسمةِ فوقَ ثوبً جديدً
رائحةً أخرى للصباح
تشبه طعم القهوةِ ، وحلوى ليالي الإنتظار
تشبهُ وجه أمي
ثوبَها المطهَّمَ بالكبرياء
صوتَ أبي المعلقَ في آذانِ الفجرِ
........
أعيدوا إلينا هديرَ البكاءِ على فرحٍ ضائعٍ في زحامِ الرحيل
يُعلِّقُنا كزهور فوق مساءاتِ الغربة
فنصيرُ أنينا في حنجرةِ الناي .
على سنبلة ينمو فيها الجوعُ كطفلٍ
على مدنٍ تطفو فوقَ مرايا الدمعِ
على شفقٍ غادره الإحمرار
........
قلوبٌ تقشِّرُ جلدَها بالجفاف
وصمتٌ يمسِّدُ رأسَ الصراخِ
يهدهدُ وجعَ الأرضِ لكي لا يفيق فيوقظ
صوتُ ضميرً ينام على جثث الذاكرات
...
أعيدو الينا
صهيلَ التذكرِ ، رجعَ الصدى
بهجةَ المعنى الذي سقطَ من فمِ اللغة
ليمضيَ حافيَ القدمينِ في زُقاقِ الكلامِ
ويجعلَ من صنوفِ الحروفِ قبائلَ تأكلُ إحداها الأخرى
أعيدو الينا
جسدَ الأرضِ غضّا طريا كجبهة طفلٍ
لتغفوَ مثلنا قربَ ثوبٍ جديد ، قديمٍ ...
ولكنه من خيوط الربيع .
#نهلة_الجمزاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟