أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (أ):















المزيد.....



تعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (أ):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أول تعليق على موضوعنا السابق الذي بعنوان: (الحوار الحر قيمة إنسانية وحضارية), جاءنا – عبر الفيسبوك - من الأخ Peter Cann من الولايات المتحدة, تحديداً من Cleveland, Ohio, يسأل عن: (مِلْكِ اليَمِيْنِ),, وموقف الإسلام منه في إطار الشبهة المغرضة التي يدعي مروجيها ان الإسلام يمارس عبودية البشر لإخوانهم من البشر, وأنه لم يحرمها, بل يباركها ويدعوا لها ويشجعها, إلى آخر هذه التخرصات والبهتان والإفك, ظناً من أصحابها بأن في مقدورهم النيل من هذا الدين الرصين المتين, ولكن هيهات هينات,,,, وأنى لهم ذلك الذي تهون دونه ذهاب السماء نفسها وما تحيط به من كون ملموس أو غير ملموس,,, وقد قلنا من قبل وأكدنا مراراً وتكراراً "وبتحدً متكرر ومتجدد" أن هذه المحاولات اليائسة الفاشلة "على كثرتها وتنوعها" تعمل عكس مراد أصحابها المرجفين, وقد شبهناها بالطرق على "الذهب" والبلاتين,,, كلما كثر الطرق عليه كلما إزداد نضاراً ولمعاناً وتألقاً.

قال لنا السيد بيتر كان في تعليقه ما يلي:
((... ألجأ الى علمك الغزير لتبين لي اين موقع " مِلْك اليَمِيْنِ " ، وهي من تداعيات العبودية التي لم يحرمها الاسلام، من الأمانة والعدل والإنصاف والقسط ......؟؟؟ سؤال طرحته اكثر من مرة في هذا المحفل ويتم تجاهله مما يجعلني اشك في رصانة ذلك الدين. هل من اجابة مقبولة ؟؟؟ ...)).

أعتقد أن هذا التعليق أو السؤال المباشر يعتبر مدخل,, بل تفعيل حقيقي للحوار الحر الذي تحدثنا عنه في موضوعنا المعني والذي أكدنا فيه بأن الحوار هو منهج المؤمن الحق, وأنه لا مجال لتفاديه أو إبداله بغيره أو التقليل من شأنه وحتميته, لأن من حق البشر على ربهم الذي كفله لهم وجاد به عليهم هو إعطائهم الفرصة الكاملة لمعرفة الحقائق التي يريدهم أن يقتنعوا بها ويحددوا موقفهم منها "طاعةَ كانت أم إنكاراً, أم تكذيباً, أم جحوداً ....).

فالموضوع الذي تناوله الأخ بيتر وطلب مناقشته مهم للغاية وحوله لغط كبير "مفتعل في أغلبه" وإن كان بعضه ناتج عن سوءِ فهمٍ حرَّكَتْهُ نفوس شريرة مريضة - مع وضوحه لدى كل الأطراف التي تناولته سلباً وإيجاباً - لذا سوف نقدم للقراء الكرام إحاطة كافية من منطلق النصوص المعتمدة والمتفق عليها لدى شرائح البشر بكل أو بأغلب المجتمعات المعنية بالتأصيل والتوثيق.

والحوار الإيجابي المثمر ليس وقفاً على المؤمنين فقط,, وإنما يشمل أيضاً غيرهم من العقلاء والمفكرين والموضوعيين الذين يحترمون عقولهم ويتحرون الحق أينما وجد دون تحكيم أهوائهم على حسابه, ولا تعصبهم وعصبيتهم وشنآنهم وأحقادهم التي تعتبر من المعاول الهدامة التي تأتي على جوهرة العقل ورجاحته, وقيمة الكيان والثقة بالنفس فيضل عن فعاليته وكفاءته ومصداقيته,,, وبالتالي فإن الإيمان دائماً وأبداً هو نتاج طبيعي للفكر الحر والأمانة الفكرية النابعة من المصداقية وإحترام الذات.

كما وردنا تعليق آخر بعد بضع أيام من الأخ خالد العلوي من عمان, إستبطأ فيه ردنا على تعليق السيد بيتر كان,,, قال لنا ما يلي:
((... تنشر موضوعات دون ان تتفاعل مع اراء القراء وتساؤلاتهم يعتبر امرا سلبيا يقلل من شأنك في هذا المحفل . كنت انا ايضا انتظر اجابة لسؤال السيد بيتر ...)).

لذا, نقول له بأننا يستحيل أن نتغاضى عن أي سؤال يطرح علينا دون إي إستثناء أو إبطاء, ما لم يكن القصد منه العبث والسخرية والمهاترات التي يكون التفاعل معها أو الرد عليها مجاراة لأصحابها في السفه والعبث لا أكثر, وفي هذا تجني على القراء وعدم توفير الإحترام اللآئق بهم.
ونقول له أيضاً,, إذا راجعت أغلب مواضيعنا ستجدها تشهد بتفاعلنا مع آراء القراء وتساؤلاتهم,, ومن ثم فأنت محق في أن عدم التفاعل يعتبر أكثر من أمر سالباً, وقد يتدنى إلى مستوى خيانة الأمانة والعمل عمداً على إضاعة فرصة الفهم الصحيح للحقائق والمساهمة بفعالية في تكريث التشكك والتوهم والتخرص.

ولتعلم أن سؤال السيد بيتر يعتبر جوهري ومنطقي ونحسبه مدروساً,, وأن وراءه حقائق كثيرة وشجون لذا نعتبره حق القراء علينا أن نكمل لهم صورة المعرفة من جانبنا لتكتمل الصورة أمامهم, ولا يتم ذلك ما لم يكون الجواب مقنعاً ومدعوماً بالأدلة والقرآئن والبراهين. وهذا ما سنقوم به في ما يلي من فقرات. نسأل الله تعالى أن يعيننا عليها.

حسناً,, ما هي العبودية "إبتداءاً"؟, وما هو الرِّقُّ, , وما هو مِلكُ اليَمِيْنِ؟؟؟ ..... وما هي المفاهيم المتضاربة والمتناقضة والمتقاطعة حول هذه المفردات وما هو موقف الإسلام من كل ذلك؟؟؟؟

أولاً: العبودية نوعان لا ثالث لهما,
1. إما عِبوديَّةً (سليمةً كريمة), "فريدة", تكون "حَقَّاً خالصاً لمن يستحقها دون سواه, واضحة,, لا جدال فيه ولا رياء",
2. أو عِبوديَّةً (عقيمةً قبيحةً مهينة), يدَّعِيهَا ويفرضها دَعِيٌّ مفتريٍ على غيره من أنداده وأقرانه الذين ليس له ما يميزه عنهم ويبرر له ذلك الإدعاء الكاذب سوى خصلة الظلم والتعدي.

فالعبودية السليمة الكريمة هي لا تكون سوى لصاحب ومالك وباريء نفوس العباد ومبدعها "خلقاً وإيجاداً لها من عدم", والذي بيده مصيرها ومصير غيرها من باقي النفوس والكائنات والمخلوقات الأخرى, هنا تكون العبودية شرفٌ وكرامة وسلامٌ وأمان وعطاء لا مقطوع ولا ممنوع ولا ممنون,, بل وضمان لعدم دخول هذه النفس في العبودية لمخلوق "قطعاً", حتى إن وقعت "حكميَّاً" في الرق لسبب من أسبابه المعروفة والتي سنتناولها لاحقاً.

ففي سورة مريم مثلاً,, "إشارةً إلى تلك الطوائف المارقة من النصارى الضالين" الذين إدعوا بنوة عبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم من غير علم لهم ولا هدىً ولا كتاب منير, ولا برهان,,, قال تعالى عنهم: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88)!!!, فإستنكر عليهم ذلك القول البشع فقال لهم مباشرةً "مُوبِّخَاً": (لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89), لا يكاد يستوعبه أو يرتضيه كائن سَوِيٌّ عاقلٌ في السماوات ولا في الأرض من هوله وجوره ,,, وقد أكد الله ذلك بقوله: ( « تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ » « وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ » « وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا » 90), كل ذلك لمجرد القول أو إستساغة الفكرة التي يستحيل عليهم تبريرها أو تقديم أي برهان عليها, قال: (أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91), ولكن,,, ما هي حاجة الرحمن للولد حتى يكون له ذلك, إن كانوا يفقهون؟؟؟

بل وإذا سئل كل مخلوق عن سبب أو أسباب سعيه الحثيث للحصول على الولد والذريَّة لإنحصرت كل الإجابات في أن الغاية هي أن يكون له من يعينه في الحياة وبجبر نقصه وعجزه وتدهور حاله, وتنكيسه في كبره ودخوله مرحلة الشيخوخة فأرزل العمر,,, ثم ليخلفه "بعد موته" لأنه يحمل صفاته وإسمه وذكره مستقبلاً فهو جزء منه وبالتالي يرثه ليكون إمتداداً له في الحياة بعد أن تتركه وترحل عنه,,,

فإذا كان ذلك كذلك فما هي حاجة الرحمان للولد إذاً؟, وهو لا يعوزه شيء من كل هذا أو ذاك أو تلك,, لأنه قديم "أوَّلٌ بلا إبتداء", وقَيُّوْمٌ "آخر بلا إنتهاء", لا ينعس ولا ينام ولا يأكل ولا يشرب ولا يمرض ولا يضعف ولا يضل ولا ينسى ولا يموت ولا يغيب عن سلطانه,,, بل لم يساعده أحد غيره في خلق كل شي ولا ينبغي له ولا يكون, ولن يحتاج إلى أي من أو كل الخلق بإنْسِهِ وجِنِّهِ وملائكته وباقي مخلوقاته ما ظهر منها وما خفي,,, لذا قال,, مؤكداً ذلك عن نفسه "جازماً": (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92), والسبب الذي ينبغي على الخلق كله أن يتحراه جيداً ويبحث عنه في كل مخلوقاته "tracing and vouching" ليعرفه "مُبرهِناً ومُقِيماً عليه الدليل": ليصل عن قناعة وتقييم إلى صدق قوله تعالى: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93), بل (لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94), ثم النتيجة النهائية التي سيقف عليها كل الخلق "مصدقاً أو مكذباً أو جاحدا منكراً,,, هي قوله تعالى: (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95).

أما العبودية العقيمة القبيحة المهينة,,, فهي تلك التي تقع فيها النفس إما "قهراً وظلماً وإعتداءاً", من نفس أو نفوس أخرى معتدية, أو أن تكون نتيجة سعي هذه النفس الضالة بذاتها وبتدبيرها إلى تلك العبودية بإختيارها "خُنوعاً وخُضوعاً وإستسلاماً", بل وبسعيها الحثيث لتقع في أحضانها وذلك بالزهد في عبودية الشرف والكرامة التي يستوي فيها كل الخلق "ملائكةٌ, وجنٌّ, وبشرٌ, وحجرٌ وبَهَمٌ وأجرآمٌ,,, إلى العبودية للبشر والحجر والوثن والهوى, والشيطان,,, الخ.

فهذه العبودية كلها تقع تحت ولاية الشيطان الرجيم. هذا العدو اللدود لأبي البشر ثم للبشر جميعاً, ويسعى لِأن يوردهم مورده ليستوا معه في الخزي والخسران, ومع ذلك تجد السواد الأعظم من البشر يتبعه ويخنع له لأنه يأتيهم من بوابة الشهوات التي لا خير فيها. وقد حذر الله تعالى من هذه الولاية وبين مداخلها ومخارجها ومثالبها ومخازيها ولكن أكثر الناس لا يعلمون وجُلَّهُم لا يفقهون.

والله تعالى,, في سورة يس, محذراً كل ولد آدم, قائلاً لهم: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ - «« أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ »» - إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ؟؟؟ 60),
وهذا هو نبي الله إبراهيم الخليل يخاطب أباه آذر "محذراً إياه" من عبادة (طاعة) الشيطان, وبرر له سبب تحذيره منه, قال له في سورة مريم: (يَا أَبَتِ - « لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ » - إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا 44).

والله تعالى في سورة الأعراف, قد حذَّر كل بني آدم من الشيطان الرجيم, وبين لهم سبب ومبرر هذا التحذير, قال: (يَا بَنِي آدَمَ « لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ » - يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ « إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ» 27). ولكن كثير من بني آدم جرى وراء غواية الشيطان متبعاً شهواته فرضي بالخنوع والعبودية لأخس مخلوق ورضي بالحياة الدنيا من الآخرة.

وقد بين الله تعالى في سورة الأنفال هذا الخنوع والخضوع للعدو والتدله وقبول دنيئة العبودية له وللشهوة القذرة الدنسة الفاجرة "المذلة" والماحقة للكرامة والوقار, ثم إستمعوا لإفكه وأباطيله وخداعه,,, قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ « لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ » - فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ - « نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ » - إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ 48).

كما أن الله تعالى خاطب ألمؤمنين في سورة النور,, "محذراً" إياهم من الإنخداع للشيطان الرجيم بتتبع خطواته وهو الذي يفتأ يتربص بهم الدوائر ويزين لهم سوء عملهم حتى يستحوذ عليهم وعلى قلوبهم ويستعبدهم كغيرهم من الضالين المكذبين المختومين, وقد بين لهم مسالكه وخطواته, فقال لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا - « لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ » - وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ « فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ » - وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ «« مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا »» - وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ - وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 21), وقال لهم في سورة البقرة: (الشَّيْطَانُ « يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ » وَاللَّهُ « يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا » - وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268).

ثم أنظر إلى قول الله تعالى في سورة يوسف, "محذراً من عبادة غير الله مطلقاً" بقوله لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ - « إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ » إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ - «« أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ »» ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 40). وفي سورة النمل يصف الهُدْهُدُ لنبي الله سليمان كيف وجد ملكة سبأ في مجوسيَّتها وهي تعبد - مع قومها - جرماً سماوياً بدلاً من أن تعبد ربها ورب ذلك الجرم وغيره, قال: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ « وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ » وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ 23), (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا - « يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ » - وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ « فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ » 24).

ثم تأمل كيف حرم الله تعالى مجرد إستغلال الإنسان لظروف أخيه الإنسان, وإبتزازه والتضييق عليه – على ضعفه وحاجته وفقره - بدلاً عن مساعدته والتصدق عليه ومؤازرته,, فلا شك في أن كل منَّا وارد أن يقع في محنة أو شح في الموارد فيضطر إلى التطلع للمساعدة من أخيه الإنسان المُيْسِر بأن يقرضه – على أقل تقدير - شيئاً من مال الله الذي آتاه إياه, إلى حين ميسرة فيعيد له "أصل ماله" الذي إقترضه منه دون زيادة أو نقصان , ولكن الذين عبدوا الشيطان صاروا مثله, بل أصبحوا صورة طبق الأصل منه.

فبدلاً من أن يرأفوا لحاله وضعفه فيساعدوه, يقسون عليه كثيراً فيطالبوه برد أصل الدين بالإضافة إلى "فائدة ربوية interest" قاسية عالية محبطة, مما يضاعف عليه المشاكل والإلتزامات فيدخله في هموم ومشاكل وأزمات أكبر, وقيود تسلبه حريته وكرامته بأن تُعاد عليه هيكلة ذلك الدين المتصاعد المتكاثر المركب,,, فتضاعف عليه الفائدة الربوية سواءاً عليه أكانت بسيطة أم مركبة,,, وهذه تعتبر من أسوأ أنواع العبودية التي يستحيل مع تراكمها أن تنفك عقدتها عبر أجيال وأجيال,,, لذا حرَّمَهَا الإسلام وتوعد المتعاملين بها, وأبدلها بالقرض الحسن الذي قيده بتشريع ضابط وحافظ عليه, قال تعالى في سورة البقرة, واصفاً بشاعة المتعامل بالربا الظالم وأن تصرفات المرابي شبيهة بتصرفات المجنون الذي تلبسه الشيطان بالمس وتعتريه نوبات الصرع, قال: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا - « لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ » - ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا «« وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا »» فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى - « فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ » « وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ » 275).

ثم أنظر- عبر الآيات التالية - كيف أحكم الله تعالى التعامل بين الناس بتشريع يستحيل أن يصل إليه البشر من تلقاء أنفسهم لإشتماله على جوانب عديدة غايةً في الحساسية والحرج بحيث يصعب, بل يستحيل على الإنسان بقدراته المحدودة الإلماب به والتشريع له,,, قال تعالى: ( « يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا » « وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ » - وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ 276)، يشترط الله على الذين آمنوا حقاً أن يبرهنوا ذلك "بعمل الصالحات", و "إقامة الصلاة", و "إيتاء الزكاة" لمستحقيها الثمانية الذين حددهم الله تعالى وشرع لهم حقاً معلوماً في أموال هؤلاء المؤمنين,,, مفصلاً ذلك, قال: (إِنَّ الَّذِينَ « آمَنُوا » « وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ » « وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ » «« وَآتَوُا الزَّكَاةَ »» - لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ « وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ » 377).

ثم بعد ذلك حرَّضَهُم على التقوى, فقال مفصلاً لها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا «« اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا »» - إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 278)، ثم أنذرهم وحذرهم فقال لهم صراحة: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا - « فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ » وَإِن تُبْتُمْ - فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ - « لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ » 279).
ثم أوصاهم, وفصل لهم الكيفية المثلى للتعامل مع "المدين debtor", وحذر من مضايقته إن كان معسراً, بل وحفذهم على التقرب إلى الله بإمهالهم لذلك المعسر, والصبر عليهم حتى يتيسر له السداد, أو يُعْفَى حتى من أصل الدين "تصدقاً وتقرباً إلى الله" ورجاءاً وطمعاً في الجزاء يوم القيامة.

والله تعالى,, مفصلاً ذلك, قال: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ « فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ » « وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ - إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ » 280)، ثم حذرهم من التضييق عليه وتحميله بما لا يستطيع أو تعنيته, وذكَّرهُم بأن هناك رجاء أكبر فيما عند الله في الآخرة, قال: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ - «« ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ »» - وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ 281).

ثم أنظر كيف شرَّع الله تعالى للتعامل بين الناس بالدَّيْنِ debt, واضعاً معايير دقيقة وضوابط ملزمة تضمن بقاء العلاقات البينية بين الناس قوية راسخة حيةً, وتعمل على تنميتها وتطويرها وصيانتها, قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ » « وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ » «« وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ »» - فَلْيَكْتُبْ - « وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ » « وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ » « وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا » - فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ « سَفِيهًا » أَوْ « ضَعِيفًا » أَوْ « لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ - فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ » «« وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ »» فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ « فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ » - أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى - « وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا » « وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ » - « ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ » « وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ » « وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا » - إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ - فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا «« وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ - وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ »» - وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ «« وَاتَّقُوا اللَّهَ »» - وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ - وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 282).

لم يقف الشرع عند هذا التفصيل المعجز, بل واصل في التشريع الدقيق الكامل لتكتمل المعاملات في هذا الباب من كل جوانبها وتطوراتها وتعقيداتها في الحياة العملية حضراً وسفراً, فقال: (وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا - «« فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ »» - فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا - « فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ » « وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ » - وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ «« وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ »» وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ 283).
هكذا الشرع دائماً,, يحترم عقل الإنسان ويضع أمامه كل الخيارات مفصلة حتى يأتي إختياره لنفسه عن علم وقصد بكامل حريته ووعيه للمسئولية والتبعة التي يفرزها ذلك الإختيار دون أي ضغط أو وصاية عليه أو إكراه من أحد.

وقال تعالى في سورة البلد: (أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ؟ 7), وقد نسي أو تناسى قيُّومِيَّةَ الله عليه؟, مذكراً نعمه عليه, قال: (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ؟؟ 8), ينظر بهما آيات الله البينات؟, ليس ذلك فحسب, بل: (وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ؟؟؟ 9), ينطق بهما, ويُعَبِّر عما يجيش في نفسه, ليس ذلك فحسب, بل: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ؟؟؟؟ 10), إذ جعله الله "مختاراً", يسلك - بإختياره الحر - أي من هذين النجدين على أن يتحمل تبعة ذلك الإختيار؟ ..... ومع ذلك لم يستغل الإنسان هذه النعم فيفعل بها ما ينفعه في الدارين ظناً منه أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ.

ولكن قد غلبت عليه شقوته والنتيجة الحتمية هي تلك الغفلة, لذا: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 11), معى انها ليست بالعقبة الكئود كما قد يظن البعض,, ولكن,,,,, ما هي تلك العقبة التي لم يقتحمها هذا الغافل التعس؟؟, قال تعالى لنبيه الكريم عنها متسائلاً: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ؟؟؟؟؟ 12), .... هذه العقبة ببساطة هي أحد أمرين, الأول "ترتيباً" حسب الأولوية هو: (فَكُّ رَقَبَةٍ 13), بعتقها وخلاصها من الرق وإعطاءها حريتها التي سلبت منها,,, فإن تعذر عليه ذلك ولم يكن يملك رقبة أو يستطع شراءها من غيره ليعتقها, يكون أمامك الخيار الثاني الذي هو من شقين كما في قوله تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ 14), إما ليتيمٍ له قرابة به, لقوله تعالى: (يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ 15), أو لمسكينٍ غريبٍ عنه يكون معدماً,, ليس بيديه سوى قبض التراب من شدة العدم, لقوله تعالى: (أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ 16).

فماذا بقي له من تلك العَقَبَةِ إن فعل أي من هذه الخيارات؟ ... قال تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا « وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ » « وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ » 17), عندئذ "فقط" يكون قد إقتحم العقبة فأصبح من أصحاب المَيْمَنَةِ, الذين قال عنهم: (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 18), أما الذين لم يقتحموا تلك العَقَبَةَ بأنْ لَّم يعتقوا رقبة, أو على الأقل يطعموا "يتيماً ذا مقربة لهم" أو "مسكيناً معدماً في حالة وظروف مجاعة", فماذا ينبغي أن يُطلق على أمثال هؤلاء المتحجرة قلوبهم سوى الكفر الذي أطلقه عليهم الله تعالى حيث قال عنهم: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا «« هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ »» 19), ومن ثم,, كان جزاؤهم عند ربهم هو تماماً ما أعده لهم بقوله: (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ 20).

نلاحظ هنا أن لدينا شاهدان إثنان:
1. الشاهد الأول: في إقتحام العقبة هو قوله تعالى (فَكُّ رَقَبَةٍ 13), وبذلك يكون قد وضع الأولوية القصوى هي فك/عتق رقبة من الرق ومنحها حريتها بلا مقابل, وقد إعتبر الله هذا العمل هو أفضل تقرب إليه على الإطلاق في هذه الرحمة العملية التطبيقية المباشرة, وجعله الضمان الأول للإنسان للفوز برضى ربه ليضمه إلى أصحاب "الميمنة" ويبعده من خسران أصحاب المشئمة.

2. الشاهد الثاني: أن الله تعالى قَدَّم العتق من الرق والعبودية " العقيمة القبيحة المهينة عبودية الشيطان " على إطعام اليتيم ذي المقربة, والمسكين ذي المتربة من شدة العدم ليس ذلك في الحياة العادية وإنما في يوم ذي مسغبة (مجاعة طاحنة). فهذه الآية وحدها, ثم الآيات التي تلتها لهي بحق أبلغ دليل على أن أغلى شيء عند الله تعالى هو حرية الإنسان وكرامته وإنسانيته, بل وحقه الكامل في التعبير عن الرأي بحرية يستوي فيها كل البشر لقول الرسول الكريم الخاتم. (كُلُّكُمْ لِآدَمَ وآدَمُ مِنْ تُرآبٍ).

فأنظر جيداً إلى قوله تعالى في سورة النساء, مبيناً الحقوق التي على المؤمن أن يعطيها لمستحقيها كاملةً - بعد عبادة الله وعدم الشرك به - وهي أن يتعامل مع كل الفئات التالية من البشر بالإحسان الواجب, بل والمفروض عليه والملزم له وذلك إن أراد أن يكون من المؤمنين حقاً, قال:
1. (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ...), وفي هذا تأكيد صارم, وضمان موثق للإنسان (كل الإنسان) من عدم إمكانية قبوله أو خضوعه للعبودية لأي مخلوق مثله حتى لو إتفق أن قُدِّرَ عليه ذلك الخضوع "إعتداءاً أو قهراً وظلماً وعدواناً" فهو في قرارة نفسه لا ولن يقبل أو يعترف بتلك العبودية إلَّا إن كانت لصاحبها ومستحقها الوحيد وهو الخَلَّاقُ العليم, حينئذ تكون هي تلك العبودية التي تُكَرِّمُ ولا تُهِيْنُ, وتُعطِي ولا تأخُذ, وتُسعد ولا تُشقِي.

2. ثم يأتي التعامل "بالإحسان" مع شرائح البشر وفق تفصيل الله له وترتيبه حسب أولوية ودرجة القرابة ثم القرب,,, قال تعالى: (... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ...), فالله لا يقبل معاملة الوالدين بأقل من درجة الإحسان الكامل بهما, والمبالغة في إحترامهما,, بل والدعاء لهما كما ربَّيَاهُ صغيراً بأن يرحمهما ربهما يوم يلقيانه ويُطيِّبَ ذِكراهما ويكرم أحبابهما وأعزائهما,
3. (... وَبِذِي الْقُرْبَى ...), أصولاً كانوا أو فروعاً من جهتي الوالدين،
4. (... وَالْيَتَامَى ...), كل اليتامى "مطلقاً", ولم يفرق بينهم بنسب أو مِلَّة أو مُعتقد,
5. (... وَالْمَسَاكِينِ ...), مطلقاً أيضاً, وفي ذلك ترتيب وتفصيل لا يكفي ويسمح المقام لذلك التفصيل الآن,
6. (... وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ...), وهذا له حقان إثنان, حق القرابة, وحق الجوار,, وحق ثالث إن كان مسلماً هو حق الإسلام,
7. (... وَالْجَارِ الْجُنُبِ ...), وهذا له حق الجوار, وحق ثاني إن كان مسلماً, هو "حق الإسلام". وقد شدد النبي في حق الجار حتى ظن الصحابة انه سَيُوَرِّثُهُ,
8. (... وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ...), هذا أيضاً له حق الإحسان إليه من المؤمن, سواءاً أكانت الصحبة في العمل أو في الطريق أو في السفر,,, أياً كانت هذه الصحبة فقد كفل الله لها حق الإحسان,
9. (... وَابْنِ السَّبِيلِ ...), وهو ذلك الغريب عن الديار, المار بها في سبيله, ليس له قريب فيها أو صديق أو جار, فلا بد للمؤمن من الإحسان إليه, ومساعدته حتى يبلغ مقصده, بل وقد جعل الله له سهماً في الزكاة كما هو معلوم ,,,
10. (... وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ...), حتى ملك اليمين لم يستثنه الله تعالى – في إطار التعامل الإنساني مع شرائح البشر - من حظه في "الإحسان". وهذا الملحظ الكريم يعني – بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل - أنه "تشريعٌ ملزمٌ للمؤمن" بأن يكون تعامله مع مِلْكِ اليمين في إطار "الإحسان" الذي فرضه الله "حقاً كريماً أصيلاً" للوالدين "إبتداءاً", ثم لمن يليهم من البشر في الترتيب إلى أن بلغ ملك اليمين فشمله في حق التعامل معه بالإحسان.

ولضمان ألَّا يكون هذا الإحسان منقوصاً أو "فوقياً" أو "مَنَّاً من المالك" على المملوكة, بَيَّنَ الله ذلك, "محذراً" انَّهُ تعالى لا يُحبُّ أصحاب الخُيَلاء والتَّفَاخُرِ حتى لا يَظُنُّ المالك أنَّه بمِلْكَ اليمين هذا يستطيع أن يتجاوز حدوده الشرعية ليشمل كرامته الإنسانية بأي حال من الأحوال, لذا ختم الآية الكريمة بعد تفصيلها محذرا هذا المالك بقوله: (... إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا 36).

ومع ذلك, التدقيق والتأكيد على حرية الإنسان وكرامته المتساوية بين كل أفراده وجماعاته وطوائفه وشرائحه, لم يترك الأمر فقط عند هذا الحد النظري والمبدئي,,, وإنما وضع منهجية واضحة لتحقيق ذلك الحق وضمان تنفيذة في الحياة العملية مباشرة,, ثم وضع آليات متعددة ومتنوعة للقضاء الكامل على العبودية (لغير الله) عند غير المسلمين أو المنافقين الضالين منهم,,, - ذلك الإرث الثقيل من مفاسد وجرائم الأمم السابقة ضد البشر الذي ورثه الإسلام وكُلِّفَ النبي الخاتم بالقضاء عليه بمنهجية عالية متقنة بإتقان الخالق لخلقه .....

ذلك الإرث الثقيل الظالم البشع الذي قضى تماماً على إنسانية الإنسان وكرامته وحريته التي تُعتبر أكثرها بشاعة إسترقاق الإنسان لأخيه ونده الإنسان وإستعباده,, وإنتهاك كل حرماته وخصوصياته وحقوقه وعِرضه وماله,,, الخ, ثم وضع نظاماً محكماً ومحفذاً للقضاء "تدريجياً" على الرق والأسر وملك اليمين "الحُكمي" لدى المسلمين وكل هذه الأمور خط أحمر عند الله خالقهم ولن يرحم من تعدى عليها وإنتهك حرماتها بأي حال من الأحوال, ولأي سبب من الأسباب.

وجد الإسلام العالم كله مبني على حقيقة واحدة مرعبة, ألا وهي "الطبقية" المريضة, والفوقية الظالمة والإستعلاء والجبروت على الضعفاء وقهرهم, بل وسحقهم سحقاً, إذ أنَّ أدناه رهبة وقسوة عليهم هو الموت نفسه,,, بكل ما تحمل هذه العبارة من بشاعة وفظاعة,, حيث كان الإستعباد والقتل الجماعي "دين وعبادة" للكثيرين من أهل الكتاب وأهل الخراب, وهذا ليس إفتراءاً منا أو تخميناً,, وإنما للأسف الشديد والمرارة القاسية أنه (منصوص عنه بكثرة في الكتاب/الكتب المقدسة لديهم).

فالذي فعله بني إسرائيل بالناس أفظع وأبشع ممَّا كان يفعله بهم فرعون (من قهر وإستعباد وقتل لأبنائهم ورجالهم, وسبي وإستحياء لنسائهم,,,), وذلك قبل أن يحررهم رسول الله موسى من قبضة هذا الفرعون المتجبر المتألِّه, ويعيد إليهم الأمل في الحرية التي حرموا منها طويلاً, قال تعالى في سورة الأعراف: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ - « فَظَلَمُوا بِهَا » - فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ؟؟؟ 103), عاقبهم ربهم بإغراقهم في اليَمِّ, ثم بذهاب ملكهم وسلطانهم, ومع ذلك,, أنظر إلى مستوى الحوار مع هذا الجبار الطاغية في قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ « إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ » 104), بكل صراحة وصدق, مؤكداً له إستحالة أن يكذب على الله شيئاً أو يقول عنه سوى الحق المبين, لذا إستأنف قوله لفرعون: (حَقِيقٌ عَلَى أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ - « قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ » - فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ 105), فانظر إلى رد فرعون وملئه على هذا المدخل الكريم للحوار مع هؤلاء البغاة الظالمين: (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ - « أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ » - قَالَ «« سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ » « وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ » « وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ »» 127).

ثم أنظر إلى هذا الحوار ما بين موسى وفرعون الذي حكاه الله في سورة الشعراء, قال تعالى لموسى وهارون: (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 16), والمهمة الأساسية التي كُلِّفْنَا بها هي خلاص بني إسرائيل من العبودية والقهر الفرعوني البغيض, لذا قالا له: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ 17), لننقلهم إلى مكان آمن بعيداً عن قبضتك ومتناول يدك حتى يتنسمون فيه عبق الحرية ويمارسون فيه حياتاً طبيعية آمنة كريمة, ولكن فرعون لم يقبل هذا الطلب بل إعتبر الموضوع تحدي من موسى وسعى في قتله والخلاص منه - هذا هو حال المتجبرين دائماً وأبداً - فبدأ يَمُنُّ على موسى ويُذكِّره بأن له فضل عليه سابق عندما وجده طفلاً صغيراً في صندوق طافٍ على سطح ماء البحر,: (قَالَ - « أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا؟ » « وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ؟؟» 18), ثم ذكَّرهُ بأنه كان قد قتل قبطياً قبل أن يهرب إلى مدين, فقال له: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ؟؟ 19).

لم يُنكر موسى هذا الحدث وتلك الفعلة, بل إعترف بها لفرعون: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ 20), كان ذلك قبل أن تأتيني النبوة وأكلف بالرسالة, ففررت منكم والسبب في ذلك هو أنني خفتكم وقتها, لأنَّني آنذاك كنت بشراً عادياً, ولَمَّا أُبْعَثْ رسولاً من عند الله بَعْدُ, قال له: (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ 21), والآن أنا لا أخافكم, لأنَّنِي عدت إليكم رسولاً من رب العالمين الذي تولى حمايتي وسلامتي.

فإنْ لَّمْ تعاقبني على ما فعلته فلا يعني هذا أن تَمُنَّ عَلَيَّ بها ويكون الثمن إستعباد بني إسرائيل, وقد أمرني الله أن أُخَلِّصَهُم منك, قال موسى له: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ «« أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ »» 22). إذاً,, فالله تعالى يرسل الأنبياء والرسل فقط لخلاص الناس من العبودية للشيطان وللأنداد, والظلم والقهر وبأس بعضهم على بعض, وإعادة حقوقهم كاملة إليهم ليستووا ويتساوا بغيرهم من أندادهم من البشر.

فما كان من بني إسرائيل - بعد تنسمهم عبير الحرية - إلَّا أن عشقوا ما كان يُفْعَلُ بهم من ظلم وقهر وإستعباد,,, ففعلوه بغيرهم من الضعفاء والمساكين والمستضعفين, فكانت سمتهم الأساسية الكبر والتعالي والجبروت والغلظة مع غيرهم,, بقدر مُكَثَّقٍ مبالغ فيه كثيراً, حيث إبتكروا فيه آلات شيطانية للقتل والتعذيب من مناشير ومطارق من حديد وخوازيق,,, الخ, يمارسون هذه الأعمال البشعة بقسوة وبدم بارد فأصبح فِعْلِ فرعون بهم يعتبر رحمةً - قياساً بما يفعلونه هم بالناس من غيرهم, والأنكى من ذلك أنهم حرَّفُوا كتاب الله "التوراة" ليضفوا الشرعية على أعمالهم الشيطانية الخبيثة وذلك بنسبتها إلى موسى عليه السلام (حاشا أن يفعل هذا النبي والرسول الكريم شراً), ثم بنسبتها إلى إله موسى (تعالى الله عن إفكهم علواً كبيراً), فدونكم التاريخ ثم الكتاب المقدس لتعرفوا ماذا فعل هؤلاء الجبارين المفسدين ومن سبقهم ومن لحقهم بالبشرية قبل الإسلام وبعده.

فلو أخذنا قبساً من العهد القديم,, من سفر صموئيل الأول مثلاً, إصحاح 15, العدد 3 الذي ينص على الآتي: ((... فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ « وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ » « وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ » - بَلِ اقْتُلْ: « رَجُلاً » « وَامْرَأَةً », « طِفْلاً وَرَضِيعاً !!!», « بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً »)).

وسفر التثنية, إصحاح 20, الأعداد 10-20: التي تضمنت النصوص التالية: (10- حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ), (11- فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ « فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ » لِلتَّسْخِيرِ «« وَيُسْتَعْبَدُ لكَ »».), (12- وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً « فَحَاصِرْهَا ».), (13- وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ « فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ».), (14- وَأَمَّا «« النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ - وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ - كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ »» وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.).

ثم قال أيضاً: (15- هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا.), (16- وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً «« فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا »»), (17- « بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً »: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ), (18- لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.).

أيضاً قال: (19- إِذَا حَاصَرْتَ مَدِينَةً أَيَّاماً كَثِيرَةً مُحَارِباً إِيَّاهَا لِتَأْخُذَهَا فَلا تُتْلِفْ شَجَرَهَا بِوَضْعِ فَأْسٍ عَليْهِ. «« إِنَّكَ مِنْهُ تَأْكُلُ. فَلا تَقْطَعْهُ »». لأَنَّهُ هَل شَجَرَةُ الحَقْلِ إِنْسَانٌ « حَتَّى يَذْهَبَ قُدَّامَكَ فِي الحِصَارِ » ؟), معنى هذا أن "الإنسان" يذهب قدامه إبادةً جماعية, أما الشجر فيبقِي عليه فقط ما دام أنه يأكل منه, أما إن لم يكن كذلك فيباد مع الإنسان, يقول: (20- وَأَمَّا الشَّجَرُ الذِي تَعْرِفُ أَنَّهُ ليْسَ شَجَراً يُؤْكَلُ مِنْهُ فَإِيَّاهُ تُتْلِفُ وَتَقْطَعُ وَتَبْنِي حِصْناً عَلى المَدِينَةِ التِي تَعْمَلُ مَعَكَ حَرْباً حَتَّى تَسْقُطَ). فتبريرهم لعدم قطع الشجر أنه:

1. غنيمة يأكل منه, ولكن إن لم يكن صالحاً للأكل يتلفه بفأسه,
2. أن الشجر ليس إنساناً حتى يذهب قدامه في الحصار, فإذا كان إنسان يذهب قدامه "إبادةً جماعية" لا ينجى منها الطفل الرضيع ولا النساء ولا الحمار ولا الجمل.
بشاعة يستحيل مجرد التعليق عليها, والأفضل أن تكون بوضوح نصها الذي يشهد عليه التاريخ.

وفي العهد الجديد,, إنجيل متي, إصحاح 10 – الأعداد 34 – 36: ينص على الآتي على لسان يسوع: (34- «« لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ »». «« مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً »».), (35- فَإِنِّي جِئْتُ - « لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ » « وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا » « وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا ».), (36- «« وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ »».), (37- مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي).... لا تعليق!!!

حتى الأنبياء والرسل لم يسلموا من بهتانهم لهم,, ففي سفر ملوك أول, إصحاح 11, قالوا عن نبي الله سليمان ما نصه: (3- وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، «« وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ »». فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.).
وفي سفر صمويل ثاني, إصحاح 5 تنص الأعداد التالية عن نبي الله داود ما يلي:
(12- وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَأَنَّهُ قَدْ رَفَّعَ مُلْكَهُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ(.
) 13- «« وَأَخَذَ دَاوُدُ أَيْضاً سَرَارِيَ وَنِسَاءً »» مِنْ أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَجِيئِهِ مِنْ حَبْرُونَ، فَوُلِدَ أَيْضاً لِدَاوُدَ بَنُونَ وَبَنَاتٌ(..

وفي سفر أخبار الأيام الثاني, إصحاح 11 جاء عن رحبعام ما نصه:
(21- وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ «« أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ »» - لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ امْرَأَةً «« وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً »» - وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ابْناً وَسِتِّينَ ابْنَةً.), (22- وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا ابْنَ مَعْكَةَ رَأْساً وَقَائِداً بَيْنَ إِخْوَتِهِ لِيُمَلِّكَهُ.).

وفي سفر الخروج, إصحاح 21 وردت الأحكام التالية التي تضمنت إمكانية بيع الرجل إبنته أَمَةً:
(1- وَهَذِهِ هِيَ الاحْكَامُ الَّتِي تَضَعُ امَامَهُمْ:), (2- اذَا اشْتَرَيْتَ «« عَبْدا عِبْرَانِيّا »» - فَسِتَّ سِنِينَ يَخْدِمُ - وَفِي السَّابِعَةِ يَخْرُجُ حُرّا مَجَّانا.), (3- انْ دَخَلَ وَحْدَهُ فَوَحْدَهُ يَخْرُجُ. انْ كَانَ بَعْلَ امْرَاةٍ تَخْرُجُ امْرَاتُهُ مَعَهُ.), (4- انْ اعْطَاهُ سَيِّدُهُ امْرَاةً وَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ اوْ بَنَاتٍ «« فَالْمَرْاةُ وَاوْلادُهَا يَكُونُونَ لِسَيِّدِهِ »» - وَهُوَ يَخْرُجُ وَحْدَهُ.), (5- وَلَكِنْ انْ قَالَ الْعَبْدُ: احِبُّ سَيِّدِي وَامْرَاتِي وَاوْلادِي. لا اخْرُجُ حُرّا), (6- يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ الَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ الَى الْبَابِ اوْ الَى الْقَائِمَةِ «« وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ اذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ الَى الابَدِ»».), (7- «« وَاذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ امَةً »» - لا تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.).

(20- وَاذَا ضَرَبَ انْسَانٌ عَبْدَهُ اوْ امَتَهُ بِالْعَصَا - «« فَمَاتَ تَحْتَ يَدِهِ »» - يُنْتَقَمُ مِنْهُ.), (21- لَكِنْ - « انْ بَقِيَ يَوْما اوْ يَوْمَيْنِ » - لا يُنْتَقَمُ مِنْهُ «« لانَّهُ مَالُهُ »».),.
(26- وَاذَا ضَرَبَ انْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ اوْ عَيْنَ امَتِهِ فَاتْلَفَهَا يُطْلِقُهُ حُرّا عِوَضا عَنْ عَيْنِهِ.), (27- وَانْ اسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ اوْ سِنَّ امَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرّا عِوَضا عَنْ سِنِّهِ.),

فإذا كان هذا هو حال الأمم, حتى التي تدعي أنها تتبع موسى وعيسى عليهما السلام, تعمل الشر ثم تنسبه إلى أولي العزم من الرسل (موسى كليم الله وعيسى كلمة الله), وبالتالي ينسبونه إلى إله موسى وعيسى (برأت ذِمَّة هذين النبيين الكريمين العَلَمَيْنِ ممَّا نسب إليهم ظلماً وعدواناً), و (تعالى الله عما يقولون ويفعلون ويأفكون ويدَّعُون "علواً كبيراً"), فهؤلاء الذين تُفترض فيهم الرحمة والشفقة والعدل والإنصاف والقسط لأنهم يحملون توراة موسى وإنجيل عيسى (نور على نور), الذي أوحاه الله لأنبيائهم ورسلهم,,, فكيف يكون حال الذين يدينون للشيطان ويوالونه الولاء كله ولا يعرفون الله الحق ولا يعترفون به؟؟؟

ففي رسالة كولوسي, إصحاح 3، عدد 22 نَصَّ على الآتي:
(22- أَيُّهَا الْعَبِيدُ، اطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ), (23- وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ.), إذاً,, مدلول هذه النصوص واضح وضوح الشمس, فالعبد ليس له حتى الحق في وجدانه الذي يطلب منه أن يخضعه ويذلله للسيد وذلك بالطاعة الكاملة والرضى ببساطة القلب. يا لهول هذا النوع من العبودية "التعبدية" للسيد التي جعله هذا النص إلهاً يعبد بحب وإذلال وخنوع وخضوع .... فليس هناك معنى آخر لعبارة " فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ ".

وفي سفر قضاة, إصحاح 21, الأعداد 20 – 25: تنص على الآتي
(20- وَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ « امْضُوا واكْمُنُوا فِي الْكُرُومِ ».), (21- وانْظُرُوا فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ «« وَاخْطُفُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ »» - وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.), (22- فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا نَقُولُ لَهُمْ تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لِأَجْلِنَا لِأَنَّنَا لَمْ نَجِدْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ.).

إذاً,, هؤلاء التعساء المعتدين يأمرهم دينهم بأن يخطفوا الحرائر الغافلات "غدراً وخسةً", وإدخالهن في ربقة ونفق العبودية التي لا مخرج منها إلَّا الموت المادي, الذي يعتبر أخف الخيارات وطأةَ من قسوة السيد الذي يريد أن يأخذ من العبد حتى وجدانه ليكون – ليس فقط عبداً مملوكاً – وإنما ليكون عابداً متعبداً بالتذلل والخنوع له والرضى القلبي بكل ما يلاقيه من هذا السيد الجبار الطاغية.

لم يكن خطف البنات وإستعبادهن مجرد إباحة فقط,, وإنما قد حدث فعلاً فأصبح أمراً طبيعياً مباركاً من الكتاب المقدس لديهم,, فها هو ذا يقول بصريح العبارة: (23- فَفَعَل هكَذَا بَنُو بَنْيَامِينَ وَاتَّخَذُوا نِسَاءً حَسَبَ عَدِدِهِمْ مِنَ الرَّاقِصَاتِ اللَّوَاتِي اخْتَطَفُوهُنَّ وَذَهَبُوا وَرَجَعُوا إِلَى مُلْكِهِمْ وَبَنَوُا الْمُدُنَ وَسَكَنُوا بِهَا.), (24- فَسَارَ مِنْ هُنَاكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سِبْطِهِ وَعَشِرَتِهِ وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ.), (25- فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ « لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ ». كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ.), إيماء مملوكات بكاملهن. وحتى الواقع المعاش يؤكد هذه العبادة ويفسر الوجود الأفريقي والفصل العنصري في الغرب وأوروبا...

وفي إنجيل لوقا, إصحاح 12, الأعداد 45 - 58: تنص على الآتي:
(45- وَلَكِنْ إِنْ قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ.), (46- يَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لاَ يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لاَ يَعْرِفُهَا فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ.), (47- وَأَمَّا ذَلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً.), (48- وَلَكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيراً يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيراً يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ).

والنص التالي يروي عن يسوع انه قال:
1. (49- جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟),
2. (50- وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟),
3. (51- أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً.), (52- لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ.), (53- يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا.).

ثم يقول أيضاً,, مصوراً أبشع أنواع الغدر الذي يفوق كثيراً تحايل الضواري والكواسر على فريستها: (58- حِينَمَا تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلَى الْحَاكِمِ «« ابْذُلِ الْجَهْدَ وَأَنْتَ فِي الطَّرِيقِ لِتَتَخَلَّصَ مِنْهُ »» - لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلَى الْقَاضِي «« وَيُسَلِّمَكَ الْقَاضِي إِلَى الْحَاكِمِ فَيُلْقِيَكَ الْحَاكِمُ فِي السِّجْنِ »».). لا شك في أن هذه النصوص لا تحتاج إلى تعليق ولا إلى تأويل ولا إلى تبرير. بالطبع لا تعليق لدينا لشعورنا بالتقذذ والإشمئذاذ من هذا السلوك البشع في غياب الأخلاق والضمير, بل والإنسانية.

هذه هي العبودية المقننة والمؤصَّل ومشرَّع لها حتى في الكتب المقدسة التي ينسبوها زوراً وبهتاناً إلى توراة موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام.
وهكذا كان ميراث نبي الله ورسوله محمد من البشر عبر الأمم السابقة. كما أنَّ تجارة الرقيق كانت شائعة ورائجة في الجزيرة العربية.

للموضوع بقية باقية,,,

تحية طيبة كريمة للقراء

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الحر قيمة إنسانية وحضارية:
- تعليقات 4: (تصحيح مفاهيم ):
- تعليقات 3: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تعليقات 1: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (ب):
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (أ):
- تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:
- لسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ... ومَا أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَك ...
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (ب):
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1 ...
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ج):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات - مِلْكُ اليَمِيْنِ في الإسلام (أ):