عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 10:26
المحور:
الادب والفن
لا أستطيعُ أن أحبّكِ في هذا القيظ .
لا أستطيعُ أن أحبّ أحداً .
في درجة 51 مئوي .. أنا أكرهُ الجميع .
وفي أوّلِ أيام العيد .. احترقَتْ " مولدّة " المحلة .. فترَكَ " المؤمنون " إمام الجامع ، يتحدثُ وحيداً عن مفاتيح الفرج ، التي ذابتْ أقفالها من شدّة الحَرّ .
وعندما تدَلّتْ " الوايراتُ " على الأرصفة .. تجمّعَت الحشودُ قُربَ بيت جاسم أبو المولدّة ، الذي خاف من الجماهير الملتهبة .. وفرّ إلى جهةٍ مجهولة .
كلّ أقرباءنا المسنّين .. ماتوا يوم الخميس .
وفي يوم الجمعة ، كان رجال العائلة يشربون القهوةَ المُرّةَ ، ويتبادلون التهاني ( سرّاً ) ، في مجلس الفاتحة .. حيثُ " الحَجزُ " مُتاحٌ ، ما بين الثالثة والخامسةِ عصراً فقط .. ودرجة الحرارة 60 مئوي ، داخل القاعة .
لم يحضَرْ أحدٌ أول وجبة " غداء " بعد رمضان . وأكَلَتْ أُمّي ، لوحدها ، قِدْرَ " البامية " ،
وتأجّلَتْ هُدنةُ الأمهّات مع " الكنّاتْ " .. إلى إشعارٍ آخر .
العيدُ الطويل .. ليس عيداً .
أربعةُ أيّامٍ تقتلُ الفَرَح .
وإذا لم يَمُتْ في الأيّام الأولى من العيد ، شخصٌ إضافيّ ،
سيكونُ اليومُ الرابعُ هو اليومُ الوحيد ، الذي بلا " فاتحة " .
إذا شَبّتْ الحرائقُ في " مولدّات " الدولة .
و هرَبَتْ الحكومةُ إلى جهةٍ مجهولة .
و انخفضَتْ حرارةُ الشَعْب .
عندها يمكنُ أن أحبّكِ من جديد .. في درجة 51 مئوي .
عندها يمكنُ أن أكتبُ القصائد الساخنة ..عن عينيّكِ البُنيّتين ، وأصابعكِ الطويلة ، وضحكتكِ الفاتنة ، وصوتكِ العذب .. وشَعْرَكِ الحُلو ، الذي " موّعَ " روحي .
وعن فستان العيدِ ذاك ، الأسْوَدِ المُنَقّطِ بالأبيض ،
الذي لهُ رائحةُ النساء الشبيهات ..
بالماءِ الفائر .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟