|
عيد...بلا طعم ولالون ولا رائحة..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 17:45
المحور:
كتابات ساخرة
يقبل العيد كما يدبر بلا طعم أو لون أو رائحة رغم التحايا والتهاني والزيارات والابتسامات الباهتة والحامض حلو والحلقوم والعيديات يقبل العيد حزينا هذه المرة بعد رمضان الرحمن أكثر حزنا وانطفاء رغم افطارات الرز الاصفر والذل الاكبر بالمجان..ورغم الأضواء والتراويح والدعاء والقيام والتسابيح والزكوات ومسلسلات ما بعد الافطار من باب الحارة الى باب الفيس.... ..!! المفارقة التي تلفت النظر إن المساجد الكثيرة تبدأ طافحة بالمصلين والمتروحين في أول رمضان لتصبح بعده بالكاد ثلاثة صفوف وراء الإمام!! ترى هل هو النفاق سيد الاخلاق..؟!! مفارقة أخرى هي أننا ندعو الله كثيرا في كل ليلة من العشر الاواخر المباركات.. عاكفين بعشرين او خمسين..باكين ..مبتهلين ..مستغفرين..ونحيي ليلة القدر بدعاء القنوت كما محمد جبريل ونتوسع ونزيد فندعو على من نريد..وحسبنا الله ونعم الوكيل.. بكل الورع والخشوع نتضرع.. ونحن اكذب الكاذبين ..!! فالنفوس بقيت على حالها واشد من التباغض والتباعد والغيبة والنميمة والحسد حتى بين الاخ وأخيه والجار وجاره وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .. فلا صلاة نهت... ولا ايمان وقر....!! من هنا عرفت بل أيقنت أننا أمة وان كثر دعاؤها... قليل ثوابها لان النفوس فيها ما فيها ..وقد نخرها سوس الحقد والتناحر الى درجة لا شفاء معها إلا بالموت أو بمعجزة..!! لقد رأيت بأم عيني ونحن أمام وجه الله (الحمساوي) يرمق جاره (الفتحاوي) في الصلاة شذرا بينما الفتحاوي يحملق في جاره الحمساوي شططا ..!! وعرفت أننا إلا من رحم ربه إنما نؤدي طقوسا..ا شبه بالتمارين الرياضية ..وليس صلاه من القلب خالصة لله بالمعنى الحقيقي الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وتقريب النفوس الى النفوس!! حتى "كل عام وأنت بخير" باتت تخرج من أفواهنا بصعوبة ومن غير نفس من فرط الطفر.. يابسة ناشفة مقذوفة كرصاصة أو حجر.! الله يعلم إن قادتنا هم المسئولون أولا وأخيرا عن تلك الشقة و هذا التردي والتباغض وموات الروح والامل في الشارع والبيت والعمل اعرف انهم طارئون..عابرون..مكروهون.. لم يتقوا الله فينا ..باعوا أنفسهم لأهوائهم وأنانياتهم وطموحاتهم المريضة وكذلك تتبعهم حفنة من دعاة الدجل والتخوين ابتلانا الله بهم.. تربوا على الحقد والإحن ، وصبوا بفحيحهم المقيت في النفوس البسيطة زيت التناحر على شرر الفتن إما ليصيبوا شهرة البسوس أويدقوا عطر منشم وهم يعلمون أو لا يعلمون إن لهم ولنا عاقبة ماجرى في (صفين) بين المسلمين والمسلمين ..!! وأعود الى العيد غير السعيد..في ظل شرخ رأسى تصدعت منه أواصر القربى والمحبة بين العائلات والنسائب وحتى بين أخوين شقيقين يأكلان من رغيف واحد وصحن واحد ..!!فما أن يبدأ فيه الحوار بين صديقين حتى يتحول بسرعة البرق الى شجار وزعيق ويتحول الشجار مع مرور الوقت الى جدار أبشع من جدار الفصل العنصري..!!فلم يعد الأخ يطيق سماع صوت أخيه ولم يعد الجار يتحمل منطق جاره بل اصبح مجرد الحوار بين اثنين نذير شؤم وحقل الغام واسلاك شائكة..!!سواء كان حول أحداث مؤلمة أو أسماء ذات حساسية معينة مجرد الاقتراب منها يفجر الموقف وتتحول الكلمات الى تهديدات الى قبضات.. هذا إن لم تصل قوات التدخل السريع وتحسم الموقف بالهراوات والاعتقالات ..!! أعود الى العيدغير السعيد الذي ضلت فيه عيدية ولو 10 شيكل طريقها الى عشرات الالاف من اطفال المحرومين في قطاع غزة وهي لاتعادل ماديا تكلفة سهرة نخبة ساقطة فاسدة في فندق 5نجوم..!! لتزيد المعاناة معاناة ،وتنهار أحلام مشروعة بسيطة في قميص أو لعبة تضفي على الحرمان.. قليلا من البهجة ..!! أعود الى العيد غير السعيد ، وقد أعطيت العيديات لأولادي والطمع المحبب في المزيد يبرق في عيونهم بينما لم يلحظ الدموع وهي تفر من عيني سوى حفيدتي الصغيرة ،فتساءلت مندهشة :أتبكي ياجدي في العيد..؟!! فقلت : ابكي فرحا ياصغيرتي..!! لكنى تذكرت آلاف الأطفال من أبناء الشهداء والأسرى الذين ضاقت الدنيا بهم ولم ينتبه إليهم أحد من المحسنين فلم يسعدوا بلحظة "العيدية " مثلك..!! وهنا أقول لبعض أغنياء غزة الذين سلموا الزكوات لامراء الجوامع...والغلابا بين مانح ومانع!! و الذين بخلوا بالبسمة على طفولة يتيمة حزينة وتخفوا وراء ورع مزيف وتقوى مضحكة."لا بارك الله فيكم ولا في اموالكم " والله لايعطيكو عافية ..فقد كان بإمكانكم أن تعوضوا المحرومين بقليل مما تبذرون على ولائمكم وأفراحكم ولياليكم..وأنتم الأولى..!! هكذا باتى عيد الفطر ويغادر .. لم أحس ببهجته كما لم احس بجلال رمضان ولكنى أحس بوطأة خطايانا نحو ضحايانا من الابرياء ونحو بعضنا البعض ونحو وطننا المجزأ والمبعثر على أسنة رماح المتقاتلين..!! من كل هذا ..وهو قليل من كثير ودعت عيدا أشبه بالسراب وتلقفت كلمة بليغة بسيطة غاية في دقة الوصف قالها طفل يتيم مر في الشارع صدفة بعد إن داعبته وقبلته وأرضيته وسألته...."عيد مش سعيد "..!! طبعا ..وكيف يكون سعيدا ونحن في الذكرى الاولى لانتصارعرمرم.. كلف اكثر من الفي شهيد ودمار دون اعمار.. وقد تحقق لنا الوعد بالميناء والمطار..؟!! أسألك اللهم..أن تغفر لي لحظة غبت فيها عنك.. وألا تحرمني من لحظة أرى فيها وطني معافى من عضال الحقد والحاقدين..!! اللهم إني لا أدعوك دعاء المحترفين المرتزقين.. وإنما أدعوك دعاء التائب من الذنب أن ترحم أطفالنا وشيوخنا مما هو قادم انك أنت القادر القاهر لا يعجزك من يتاجر باسمك أو من يستبيح بيتك أو من يجعل من دونك أندادا
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله اكبر....ورز اصفر......!!
-
مين اختار.... واليمين زي اليسار..!!
-
في حضرة مولانا الانقسام .................!!
-
مسقفين.....اااخر زمن...!!
-
اهنأ رفيقي بالمقام ................!!
-
كل نكبة وانتو طيبين..!!
-
ايش اكتب................؟!!
-
المختصر....في رحلة اللامفر....!!
-
الا المخيم ..........!!
-
ساخرة ام مسخرة....؟!!
-
اخواني....ومش اخواني....!!
-
فرخندة....................!!
-
فأر ..في المجدرة..!!
-
جحش ..ولا فخر..!!
-
عدي رجالك عدي......................!!
-
يا سلام سلم ...عنزة بتتكلم..!!
-
شيء من الرعب.......................!!
-
أصل الحكاية..من النهاية للبداية..!!
-
ثورة ايه....يااااسعادة البيه..؟!!
-
ساخر...من ..ساحر..؟!!
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|