أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - نحن لا نزرع الموز














المزيد.....

نحن لا نزرع الموز


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 16:46
المحور: كتابات ساخرة
    


قرر أبو زيدان وأبو صالح أن يغادرا السلف في رحلة الى مدينة الحلة أستغرقت ليلة و نهارا" كاملين قضوها" سيرا" على الدواب كما عادة الناس في ذلك الزمان شائت الصدف أن يسيرا بمحاذاة سكة قطار وحين مرّ قربهم أحد قطارات الأنكليز أستدرّا عطف أحد الجنود ممن كانوا في القطار فرمى لهم (عثك) موز تعاطفا"مع حالهم البائس الذي طغى عليه الإنهاك الواضح للعيان ، مضى القطار وتقدم الأثنان - أبو زيدان وأبو صالح - نحو عنقود الموز ، تحسسوه بحذر ، ومسدوه بتأني فلم يعرفوا المغزى من رميه لهم بالذات ، تصوراه نبات سام أو مكيدة من قبل بنو ناجي أرادوا بها قتلهم الأثنان ، لأنهم ببساطة لم يسبق لهما رؤية الموز فالعالم آنذاك كان عبارة عن إقطاعيات منقطعات (الأمر ليس بغريب إذا ماعرفنا بأن الموز دخل العراق في السبعينات أما الكيوي والفراوله فقد دخلا في التسعينات) ، حتى الدابتان منعاها من أكله خشية الهلاك ، فأنسحبا وتوجها للحلة حيث دخلا للسوق الكبير وبينما كانا يتجولان شاهدا نفس النبات الذي رماه لهما الجندي الأنكليزي معلقا" في واجهة أحد المحلات ، فتقدما من صاحبه وسألاه :
- عمي هذا شنو اللي حاطّه گدّام المحل
- هذا موز يجيبوه الأنكليز من الهند والصومال
- وشنو هذا الموز ينوكل لو ينطبخ لو يصير دواء
- عمي هذا مو أكلكم روحوا منّاه
ألحّا الأثنان بالسؤال حتى عرفا أن الموز فاكهة نادرة لذيذة مفيدة جدا" للإنسان ، فقررا على الفور العودة الى نفس المكان الذي تركا فيه عنقود الموز ، ولكن للأسف وبعد جهد جهيد لم يجداه ، ربما أكلته الهوام ، والنتيجة أنهما خسرا الموز وربما ماتا ولم يذوقاه فتلك الحكاية حصلت في الثلاثينات !
كانت الناس مصابة بهاجس الريبة من كل ماله علاقة بالإحتلال والغرباء ولهم في ذلك حزمة أعذار لو أردنا البحث فيها لوجدنا لها مجموعة تفسيرات تجتمع في كونها ذات أصول (سيسيو بولتيكية) أجتمعت عليها الناس آنذاك دون تمحيص أو إدراك وتسربت ألينا اليوم فصارت أشبه بحكم مسبق يتبع ثقافة بدائية لاتزيد الناس إلا مزيدا" من العزلة والإنغلاق خصوصا" في زمننا المعاصر الذي تحول الى تراجع وإستنزاف ، لن نتمكن من الخلاص منه إلا بأزالة الأسباب تلك التي أسسها نفس الإحتلال والأخير للأسف يبقى وحده القادر على تقويم الحال .
لم أكن أقول ماقلت لولا ما شهدت من تخبط عام يسير بالجميع نحو مصير مليء بالأهوال فلحد اللحظة لم أجد من يشخّص العلل ويعالج الأسباب رغم توفر الكثير من الموارد و المعطيات التي يمكن أن تضفي على المشهد مسحة أمل تنقلنا نحو الإستقرار ، فما يحصل اليوم يشبه حكاية الموز بل ربما يطابق أكثر مضمون المثل العراقي الذي يقول ( المايعرف البخور يحترج صرمه) ولاحياء في الأمثال والعاقل يفهم أما المغفل فليس له حق العزاء عساكم سالمين أحبتي الأعزاء .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 تموز عيد وطني أم يوم للأقتتال والتناحر !
- مسؤول أم جرذ أم جلّاد
- أن تتفرج لن تكون من الأبطال
- رحلة قطار التاسعة
- الدين وكارثة التبشير
- موجز أخبار الإختطاف
- حكاية من عمق الأزدواج
- ليلة إبتزاز نبيل جاسم
- خايف عليها تلفان بيها
- إستشراء تحت الغطاء
- رسالة مفتوحة الى الدكتور حيدر العبادي المحترم
- نبوئة نيويورك بالتيمور طويريج
- العراق وحكاية الرقّي والمجنون والحوائج الكريهة
- مواسم الإعلام الخليع
- أخطاء جسيمة في المشهد الدولي
- حوبة العراق ومايحصل في اليمن
- العالم يحتضر فيما نحن ننتصر
- عاجل مستشفى الرشاد
- كوميديا الفواتح العراقية
- السيد العبادي وما يجب أن يقال


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - نحن لا نزرع الموز