محمود عبد الغفار غيضان
الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 01:43
المحور:
كتابات ساخرة
في الأيام الأخيرة من رمضان. يصطحبني والدي كالعادة إلى الترزي أمام بيتنا؛ ذلك المحل الذي كان يملأ شارعنا بأصوات من نحبهم من أهلنا ومعارفنا يوميًا كلما دخلوه أو خرجوا منه.
أختار القماش ويؤخذ المقاس ودون تأكيد يعرف الحاج الطيب صاحب المحل وجوب استلام الجلباب قبيل صلاة العيد. تمر الأيام مبهجة بطقوس يومية؛ يصطف الناس كلما انكسرت حرارة الشمس قبل المغرب. يلعبون "السيجة" ويتحدثون عن كل شيء وأي شيء بينما أجري أنا وأقراني من الأطفال بانتظار صعود المؤذن سطح المسجد للأذان لنجوب أرض الشارع مهللين كل باتجاه بيته "افطر يا صايم...".
بعد تناول الفطور وبعد مشاهدة الفوازير نبدأ اللعب في كل مكان وأي مكان، نعود إلى بيوتنا لشرب الماء وأكل ما تيسر من الطعام ثم نعاود اللعب حتى تدق طبلة المسحراتي.
ليلة العيد. نجلس أمام محل الترزي؛ كل ينتظر جلبابه الجديد. يهرول فرحًا من حصل على ثوبه ويظل غيره منتظرين ثيابهم ولو للصباح بلا نوم.
البهجة والملابس الجديدة والأيادي الممدودة بالسلام والتهنئة وبعض النقود وتحيات العائدين من زيارة المقابر ودخول الناس كل البيوت للتهنئة وخروجهم سريعًا أو جلوسهم لتناول الكعك والشاي يجعلك تصدق بالفعل أنَّ أسرتك بعدد أفراد القرية كلها.
يجمع الأطفال النقود ويشترون الحلوى واللعب البلاستيكية وتستمر البهجة حتى المساء. بهجة أحسست أنها اختفت يوم اخترعوا لقرانا الترنجات والملابس الجاهزة!!
كل عام وكل قرانا وأهلنا وبلدنا الغالي بخير وسعادة وأمان.
#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟