علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 17:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مواطن ارجنتيني أهدى كلبه الى ابنه قبل وفاته ، الابن احترم هدية والده المتوفي ، وحرص على رعاية الكلب، لكنه افتقده في أحد أعياد ميلاده فوجده عند قبر ابيه ، واكد له مسؤول المقبرة أن الكلب يعود في كل مساء ليرقد على قبر صاحبه !!.
وفاء الكلب الارجنتيني ليس غريباً على الذاكرة الانسانية،لكن ( الحكاية) تداولتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على ماهو حاصل في عالم اليوم من عقوق بني البشر بالمقارنة مع الكلاب !.
لقد فاضت قصص وحكايت العقوق والتنكر في العراق على كل مايمكن تصوره وقبوله من واقع حال، خاصةً السلوكيات المستهجنة بحق أقرب المقربين ( أمهات وآباء وأخوة وأصدقاء وجيران وزملاء ورفاق سياسة)، ليس لأن العراق خارج خارطة السلوك البشري في العالم،لكن ماحصل ولازال يحصل في العراق يتجاوز في بشاعته ونتائجه ماكان يتصورحدوثه خلال الخمسة عقود الاخيرة،بالرغم من أن مناهج الدكتاتورية كانت استهدفت القيم والعلاقات الانسانية الرابطة بينهم لتحقيق سيطرتها الامنية ،لكن ما حدث بعد سقوطها ومازال،ابشع بكثير مما كان يحدث في زمنها، وكأن المناهج باتت واحدة لنظامين مختلفين،لابل ان مانعيشه الآن من حال يتجاوز كل مااجتهدت به الدكتاتورية وتفوق نتائجه مجموع نتائجها !!.
واقع الحال يشير الى أن لكل عراقي حكاية،بل حكايات عن ندرة الوفاء وغيابه،ومايعنينا منه في هذا المقال هو(وفاء) المسؤولين لبرامج أحزابهم في الانتخابات المتكررة بعد سقوط الدكتاتورية ، وهو مايعرفه الشعب بتفاصيل لاتسعها الصفحات،ومايعرفه ايضاً المسؤول المنتخب وحزبه وكتلته وشبكة مسانديه المستفيدين من (بركاته) في تعينهم بالمناصب التي لايستحقونها !.
وما النتائج الكارثية التي نعيشها،الا شهادات على عقوق المسؤولين المنتخبين بحق ناخبيهم،فقد انقسم المجتمع الى فريقين،الأول يتمتع بالسلطة والمال ونعومة الحال، والثاني يتلقى الضيم ومايتبعه من مآلات (خشنة) ، تبدء من ضنك العيش و(ترتقي) الى ضرائب الدم في أعز الأبناء ،شهداء التفجيرات الارهابية والمواجهات الشرسة مع عصابات الارهاب .
المقارنة بين كلب وفي ومسؤول عاق،تستقيم على الخط الانساني للعلاقة بين الطرفين، أذا كان وفاء الكلب يضطرنا الى مقارنته مع عقوق المسؤول، لكن المفارقة أن للعراقيين قوائم طويلة من مسؤولين ليسوا اوفياء لالتزاماتهم الاخلاقية والوطنية مع ناخبيهم ومع عموم الشعب،بينما لدينا حكاية كلب ارجنتيني واحد،قد لاتكون كافية لنحاجج بها (جيوش) من الناكثين بوعودهم ، مع أن وفاء الكلاب لايحتاج الى حكايات خاصة عنها !!.
علي فهد ياسين
.
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟