أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - لباس الأنثى حريتها الخاصة














المزيد.....

لباس الأنثى حريتها الخاصة


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 15:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إذا انطلقنا كبداية من الأيديولجيات الدينية، فإن جانبا كبيرا منها يرتكز حول جسد الأنثى من ضمن ذلك التدخل الصريح في شؤون جسدها الخاصة ـ بالرغم من الجهل التام ببنية ومتطلبات هذا الجسد ـ يتم التطاول السخيف حول ما يليق بها لاستعراضها ذاتها اجتماعيا ! وما يستدعي الغرابة هو أن المُشرِّع رجل ـ أو بشكل أوضح مجموعة ذكورية ـ تفرض وتحتم على المرأة كيفية التعامل مع جسدها، دون خجل من غبائهم الظاهري في ما يخص الجسد البشري، بما فيه الجسد الأنثوي الذي يبدو للذكر كحقل ألغام !

بالنسبة للمختصين بالموضة، لا نجد هذه التشقلبات الذكورية الحقيرة، فبالنسبة لجون بول غوتييه Jean Paul Gaultier يتعلق اللباس والموضة بشخصية الفرد، عملية الارتداء إبداع ذاتي؛ عند كوكو شانيل Coco Chanel الموضة ليست فقط باللباس، إنما في طريقة العيش، ولكل طريقته الخاصة التي تريحه بالعيش، كذلك لباسه؛ أما إيف سان لورين Yves Saint Laurent فإنه يستلهم مشروعه التصميمي (باللباس) من الأنثى، عنده الموضة تبدأ من المرأة وتنتهي عندها ! فيأتي حقير دماغه منتهي الصلاحية، ليحاول أن يفرض على هذا الجسد ـ بتاريخه المُلهُم للفنانين والمصممين ـ لباسا قديما قدم 1000 سنة أو أكثر !

بسابقة من نوعها (في المغرب)، وهي من الأمور المثيرة للاستغراب والريبة، حيث توبعت فتاتان لمحاكمة في قضية ارتداء تنورة !! كما جاء بلسان الصحف أن "هذه القضية اشتعلت بعد زيارة فتاتين من أكادير لأحد الأسواق الشعبية بمنطقة إنزكان، بلباس اعتبره البعض "غير لائق"، نتيجة عملية تهييج تمت في أعقاب تحرش بهما، حيث تجمعت أعداد من مرتادي السوق ضمنهم ملتحون وكادوا يعتدون على الفتاتين، إلى أن تدخلت الشرطة وأوقفتهما"(1). فمحضر، وهيئة دفاع، وجلستان، ثم حكم قضائي بالبراءة، وكل ذلك لأجل ارتداء تنورة ـ بعد ضجة إعلامية وفضح حقوقي لهذه المهزلة التي لا ترقى حتى لمستوى فكر الجاهلية ! في الجاهلية (الفترة التاريخية التي يعيب عليها المتخلفون) كانت للأنثى فيها قيمة خاصة مساوية للرجل، وليس كما جاء بكتب الدين الغبية المزيفة للحقائق التي تقول أن النساء كان يتم استعبادهن ودفنهن !

وصرّحت الفتاتان، بعد إطلاق صراحهما بـ"أن مجريات الأحداث، بالطريقة التي عشناها لم تكن إلا لتعمق جراحنا بعد الحملات التي استهدفتنا في كرامتنا، وفي حرمتنا الجسدية والنفسية والجنسية… بعيدا عن حقيقة ما جرى، وعن الوقائع التي عشنا فصولها حيث كنا ضحيتين لتحرش جنسي في البداية وهجوم علينا فيما بعد من طرف مجموعة من الرجال في حالة هستيريا كانوا يرجموننا بالحجارة ويسبوننا وينعتوننا بأقبح النعوت، وتحولنا فيما بعد إلى متهمتين بالإخلال بالحياء العام"(2). مجتمع لا يستحيي، يتهم الناس ووجهه لا يعرف معنى الحياء !

تستمر آثار مثل هذه السلوكات، والأفكار داعشية الدفينة ـ بالأصل غباء متعمد من الأفراد الذين يتلقفون كل ما يقوله أي كائن يرتدي عمامة، هدفه التحريض كتعويض لآلامه النفسية المكبوتة ـ في تعليقات وتحرشات المضطربين اجتماعيا، باختزال السروال القصير أو التنورة في المنكر، هذه المفردة التي تعود لقرون خلت، تُستعمل بشكل شمولي بكل تعليق لمن لا حيلة لهم في فرض آرائهم الضيقة الحقيرة على جسد الأنثى، هذا الجسد الذي سواء كان عارياً، أو مُغطاً، هو كالموسيقى يعلو على كل الحكم والفلسفات.

يرغب الواحد بالعيش في مجتمع حداثي ديموقراطي، يدعم الاختلاف والحريات العامة، ثم يُضيّق كتسلّط منه على حريات واختيارات واختلاف الآخرين، على حساب المنكر، كمفهوم مفروغ من المعنى. والأجدى هو انتقاله ـ بدل الثرثرة والتحريض البربري الجبان ـ إلى ننكرهار بأفغانستان، حيث الجبال والوديان والماعز، يستمتع بمشاهدتها، أو لما لا ألاسكا ؟!


______________________
هوامش :

1 : فتاتا إنزكان بريئتان من تهم الإخلال بالحياء العام ـ موقع شوف تيفي، بتاريخ :2015/07/13.
2 : فرح الباز، فتاتا إنزكان بعد البراءة: شكرا ولكن…!! ـ موقع كيفاش، نفس التاريخ.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية بنية نفسية ليست مرضا عضويا
- في الحب أنا شعراؤك، في الحب أنا كلّي
- إصلاح الأهبل يتم بتزويجه بامرأة فاضلة !
- مفهوم الBitch عن المرأة
- من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟
- من هي العورة ؟
- بعضٌ من الحب.. كما رآه الفلاسفة والنفسيون
- تاريخ اغتصاب
- ليست لدينا امرأة.. لدينا رُمّانة !
- أن تكون أنثى في المجتمع الحقير
- ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي ...
- إستطيقا القبح : كل ما هو قبيح يمكن أن يكون جميلا
- وهم المعرفة عند العرب
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - لباس الأنثى حريتها الخاصة