|
نساء يتعرضن للاعتداء لانهن غير محجبات
علي طالب
الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كان يملؤها زهو العروس ، وكان قلبها يرقص طربا لليوم الموعود الذي انتظرته هي واهلها سنين طويلة ، انه يوم التخرج ، استعدت منذ الصباح الباكر ، ولبست افخر مالديها من ثياب ، واخذها شيئ من القلق الذي يصاحب عادة مثل هكذا مناسبات ، عندما وصلت بوابة الجامعة نظرت في وجوه زملاءها الفرحين والمنتشين ليومهم المشهود . عندما بدأت مراسيم الاحتفال ، مشت مسرعة الى قاعة النادي لكي تشارك زملاءها الاحتفال من بدايته ، هنا صرخ بها زميل كان قريب منها ، اطفئي النار ، تفاجئت للوهلة الاولى وظنتها مزحة ثقيلة ، لكن قسمات وجه والخوف البادي عليه لايوحيان بانها مزحة ، عندها تلمست رأسها بيدها ، لسعتها النار ، لقد اشتعلت النار في شعرها . هكذا اذن ، اراد بعض اصحاب الدين ان تكون عبرة للاخرين ، فلقد اقاموا عليها الحد ، وساهموا في اصلاح شيئ خاطئ ،كما يتوهمون، عاقبوا طالبة جامعية لانها غير محجبة ، فأي اصلاح مجرم هذا ، واي كراهية واستهتار ؟ حدثت هذه القصة في جامعة الموصل لاحدى الطالبات في يوم تخرج اول دفعة بعد سقوط نظام صدام . كم هو قريب هذا المشهد من مشاهد محاكم التفتيش في القرون الوسطى باوربا ، اليست هذه الممارسة وهذا الوعي هو وعي القرون الوسطى المظلمة ؟ ثم اليس جزافا ان يخرج مسؤولون على مرأى ومسمع الناس ليأكدوا حرية التفكير وحرية المعتقد ويشددوا على ضمان الحريات ، بينما هم ومن خلف الكواليس ينفخوا برؤوس اتباعهم نار عقيدتهم المقدس الذي لايبقي ولايذر لأي معتقد او فكر اخر . هذه ماجدة الجبوري 45 سنة تقول ان مجموعة من باعة "الجنابر" في منطقة الشورجة حرضوا الاطفال على رميها بالحجارة لأنها لم تكن محجبة ومرتدية لبنطلون ، حيث ان رؤيتها بغير حجاب اثارت النزعة الدينية في نفوس المؤمنين فرموها بالحجر. من اعطاهم هذا التخويل وهذه الصلاحية ، وأي عدوانية هذه . ل . ع طالبة – مرحلة ثالثة – هندسة معادن تقول : ((لقد ضربنني احدهم على رأسي وهو يسير بدراجته الهوائية ، اثناء رجوعي من الدوام الى البيت ، وقال لي ضعي شيئ على رأسك ياكافرة )). كما ترون وبباساطة شديدة سولت له نفسه ان يعتدي على فتاة وان يحق الحق في أي لحظة يراها مناسبة حتى لوكان صاعدا في دراجة ، لابد انه الان يفخر بين اقرانه بانه لم يدع الباطل ينجو فضرب طالبة علم بخسة وبجبن لانها لاتنفذ تعاليم الدين . اما وفاء صالح – صحفية – فقصت لنا قصة اخرى حيث تقول : (( ذهبت مرة الى معمل الزيوت النباتية لاجراء تحقيق عن المعمل بعد سقوط صدام ، وعند نزولي من السيارة، توجهت مشيا على الاقدام الى المعمل في منطقة خالية من السكان الا من بعض البيوت القليلة المتفرقة ، فوجئت بــأ ن هناك حشدا من الرجال والنساء والاطفال يخرج من تلك البيوت ويتوجهون نحوي ويرمون علي الحجارة ، وتضيف وفاء : كاد ان يغمى علي من هول الصدمة والخوف ، لكنني وكردة فعل طبيعة ،اخذت اجري وهم يجرون خلفي ويسمعونني اسوء انواع الشتائم ،وتقول : (( تصور فتاة تركض في طريق خالي ووراءها حشد من البشر يرمون عليها الحجر ، ماذا ستكون مشاعرها ، لقد احسست بأن للكلب كرامة اكثر مني )). ان كل هذا لايحدث في محافظات الجنوب المغلقة ولا في مدن غرب العراق العامرة بالزرقاويين ، انما يحدث في بغداد ، المدينة التي كانت قبل ثلاثة عقود من اكثر مدن الشرق تحضرا . فهذه الصيدلانية ح. س كانت بطلة لمسرحية دينية اخرى ، ولكن هذه المرة في قلب العاصمة وفي اكثر احياءها مدنّية حيث الكرادة ، فأثناء فترة ذروة التسوق مساءا ، حيث لامجال للمرء للحركة من شدة ازدحام المتسوقين وكثرة "البسطيات والجنابر " ، تناخى احدهم وصرخ بصوت عالي بوجه هذه الصيدلانية السافرة ، اليس لك دين ، الاتخافين الله ، الا تستحين وتضعي شيئا على رأسك ؟ تفاجئت الصيدلانية واجابت بخوف :ما دخلك انت ، وقبل ان تكمل عبارتها ، اقام المؤمن الحد عليها ، وضربها امام مرأى مئات الناس ، معطيا لنفسه تخويلا باحقاق الحق وزهق الباطل ، ضاربا بعرض الحائط كل حق انساني اخر . هذه المرة لم يفلت الجاني حيث تدخل بعض الشباب في الشارع وواسعوه ضربا على فعلته النذلة تلك . نساء اخريا ت غير محجبات يقلن ، اننا في احيان كثيرة نتعرض للتأنيب والادانة من قبل اشخاص عديدين ، ونسمع تعليقات كثيرة ونتعرض لمحاضرات سريعة عن ضرورة الحجاب والى ماذلك ، والاغرب ما في الامر – تقول النساء – اننا نتعرض في كثير من الاحيان لتلك الاشياء من قبل نساءا مثلنا وليس من قبل رجال ، حيث يكن اكثر عدوانية واشد قسوة بكلامهن . كل ذلك يحدث واكثر في وقت تقر فيه كل الاحزاب والكتل السياسية والمنظرين ضرورة ضمان الحريات العامة ، ويتحدثون عن زمن الديمقراطية الوردي ، وعن شفافية يبدو انها مشبعة بالضغينة . كل ذلك يحدث واكثر في عراق جديد يحمل افكار قديمة بالية يعيد بها امجاد القرون الوسطى المفعمة بالجهل والقسوة والانحطاط . بعد كل هذا الا يصبح من الضروري حماية الحريات الشخصية وسن قوانين رادعة وتأسيس مؤسسات خاصة مهمتها حماية النساء تحديدا من جنون وعدوانية بعض الفئات المتطرفة ، الايشكل هذا الاجراء ضمانة من ضمن ضمانات اخرى في خلق عراق متحضر نستطيع ان نقول فيه ان آدمية الانسان فيه مصونة .
اجرى التحقيق : علي طالب
#علي_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|