أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أرى النور أحيانا














المزيد.....

أرى النور أحيانا


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 10:44
المحور: الادب والفن
    


حين أفكر في الذين فجروا القنصلية الإيطالية في القاهرة يوم السبت 11 يوليو أو غيرها من المنشآت، من دون مبالاة بحياة الآخرين، أميل إلي الاعتقاد بأن كراهية البشر والعالم بشكل شخصي هي التي تقودهم إلي القضاء على الآخرين وعلى أنفسهم، ولكي لا يواجهوا حقيقة أنهم مجرد قتلة، فإنهم يتذرعون بسطح أسانيد نظرية تبدي لهم سواد القلب كأنه رسالة فكرية جليلة! لكن هناك خيطا من النور أراه عبر امتداد التاريخ المصري يواجه تلك الكراهية ويحرث الأرض للمحبة بدأب وإصرار. منذ أسابيع قليلة اتجهت إلي المهندسين لألتقي بالكاتب القاص الكبير يوسف الشاروني، وهو – لمن لا يعرفه من الجيل الجديد - أحد آباء القصة القصيرة المصرية والعربية الحديثة. نشر أولى مجموعاته " العشاق الخمسة" عام 1954، وأثارت ضجة في حينه، ومازالت قصصها تعد من عيون السرد العربي، خاصة رائعته التي لا تنسى" دفاع منتصف الليل". أصدر الشاروني فيما بعد " رسالة إلي امرأة " ، ثم " في الزحام" وغيرها. ورغما عن أن الكاتب العزيز من مواليد 1924، تجاوز التسعين، إلا أنه ممتلئ بالحيوية لا ينضب ينبوع إبداعه الثري. ذهبت إليه وبعد قليل طلب لي بمودته فنجان قهوة، فلما سألته : وأنت ألن تشرب شيئا ؟ قال لي : أنا أنتظر عبد القادر حميدة، سيفرغ من صلاة الجمعة ويأتي إلينا فنشرب قهوتنا معا. هذه عادتنا كل يوم جمعة. حين جاء الكاتب والشاعر عبد القادر حميدة طالت الجلسة ما بين الضحك والحكايات، وعندما قررنا الانصراف نهض الشاروني يخرج من المقهى مستندا إلي ذراع أخيه عبد القادر الذي أحاطه بذراعيه بحرص وإعزاز صداقة العمر! تأملت الرجلين: حميدة الذي تجاوز الثمانين والشاروني الذي تجاوز التسعين وهما يعبران الطريق معا، من دون أن يحول اختلاف العقيدة بينهما وبين الأخوة والمحبة الغامرة. قلت لنفسي : هذا معدن مصر التي تؤمن بأن " الله رحمن رحيم " وبأن " الله محبة" وتمضي متساندة على الطريق في الطفولة والكبر. تذكرت علاقة صداقة مماثلة بين نجيب محفوظ وسلامة موسى وكان موسى هو من نشر أول رواية لمحفوظ وهي " عبث الأقدار". وقد كتب محفوظ عن تلك الصداقة يقول : " كنت أمضى العام كله وأنا أكتب رواية واحدة ، ثم آخذها تحت إبطي في آخر العام وأركب الترام إلي الفجالة، أدخل حارة ميخائيل جاد وأدق باب أحد البيوت، فيخرج إلي سلامة موسى ويأخذ مني الرواية، وأسبوع يمر وأروح لسلامة موسى البيت فأفاجأ به يقول لي : مش بطال لكن حاول مرة تانية . وكان الأديب الوحيد الذي قبل أن يقرأ رواياتي الأولى وهي مخطوطة، بل كان سلامة موسى هو أحد العوامل الكبرى التي ساعدتني في حسم اختياري الأدبي.. ". ويضيف محفوظ : " إنه أستاذي العظيم ومن النادر في الماضي أو الحاضر أن تجد رجلا مثله .. لو أني أملك قوة البعث لبعثت حيا هذا الرجل العظيم الذي أثر على جيل بأكمله". تذكرني لحظات النور هذه بما قاله الروائي العظيم دوستويفسكي :" الذين يتوقون للتعرف إلي إله حي عليهم أن يبحثوا عنه في المحبة البشرية ". نعم. في المحبة يمكنك أن ترى النور دائما.
***
أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر
- شارلي إبدو.. ضمير أوروبي
- المسرح القومي بيحلم لمصر
- وراء الزجاج - قصة قصيرة
- قهوة الملحدين !
- هنا القاهرة .. هنا دمشق
- نحلم بالأمس وليس الغد !
- محمد ناجي .. موت لا يشبه سواك
- غاية المراد من قصة المنطاد


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أرى النور أحيانا