أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟














المزيد.....


لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4868 - 2015 / 7 / 16 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ثمة فرق بين العقلية التحريمية والأخرى التكفيرية؟ نعم، ثمة فرق، فليس كل مرتكب للمحرم كافر "كفرا بوحا" كما يقول الفقهاء، إنما يمكن أن نقول: إذا تحول التحريم إلى عقلية ونمط تفكير خاص بشخص أو جهة معينة، فهو الطريق الأقصر نحو ترسخ وتفعيل العقلية التكفيرية بسبب التلازم والتشابه المضموني والمصدر الديني الواحد للتحريم والتكفير.
مناسبة هذا الكلام هي الفتوى أو إن شئنا الدقة "الرأي الديني" فليس من حق رجل الدين الشيعي من درجة "حجة الإسلام" أن يفتي ، الذي أصدره السيد مقتدى الصدر، والذي مفاده أن الحفلات المسائية التي يقيمها شباب بغداد وغالبيتهم من الطلاب الجامعيين، ضمن ما بات يعرف بحفلات " بغداد بارتي" والذي اعتبر فيه هذا النشاط ( حرام، وممنوع، ومخالف لأعرافنا) وقد طالب الصدر الحكومة التعامل مع هؤلاء الشباب بالقانون. وإذا ما علمنا أن هؤلاء الشباب أعلنوا منذ البداية أنهم يهدفون بحفلاتهم هذه إلى تحدي التفجيرات الإجرامية التي يقوم بها تنظيم "داعش" التكفيري ( و هذا التنظيم -بالمناسبة- لم يترك نشاطا جميلا ومشروعا في حياة الناس في مناطق سيطرته لم يحرمه ويعاقب مرتكبيه بالعقوبات البدنية الوحشية)، ويحتجون فيها على انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وهربا من حر الصيف والأجواء الخانقة في البيوت، وإذا ما علمنا أيضا أن هؤلاء الشباب، وفي حركة استباقية على ما يبدو ، لما قد يفكر به ذوو العقلية التحريمية، قرروا منع تناول المسكرات الكحولية في أمسياتهم، إذا ما علمنا كل هذا سنعرف حجم الظلم وسوء الفهم الذي أوقع عليهم وعلى نشاطاتهم البريئة والنظيفة والحضارية هذه.
أما دعوة الصدر الحكومة للتعامل معهم بموجب القانون، فليرشدنا سماحته إلى القانون الذي يمنع الناس من القيام بنشاطات ترفيهية وفنية في القانون العراقي أو غير العراقي ( باستثناء الدول الدينية القديمة والمعاصرة والتي كادت تعتبر حتى الشهيق والزفير حراماً وفسقا)، وماذا سيحدث إذا لم تتدخل الحكومة وتقمع هؤلاء الشباب لعدم وجود قانون تحريمي يبيح لها ذلك، هل سيأمر السرايا المسلحة التابعة لتياره بالتدخل، أم يطلب من الكتلة الصدرية اقتراح مشروع قانون تحريمياً كهذا على مجلس النواب؟ ولماذا هذا التعامل التحريمي مع هذه الأنشطة بدلا من تطويرها ودعمها لتكون في سياق أكثر فائدة ومردودية ثقافية ومعنوية بهدف رفع التحدي و ردود الأفعال المقاومة ضد الهجوم التكفيري الذي يتعرض له العراق وشعبه؟
يقال - والشيء بالشيء يذكر - أن الزعيم السوفيتي الراحل يوسف ستالين، قرر ليلة صد هجوم العدو الألماني النازي على العاصمة موسكو أن يدعو السكان إلى الخروج الى الشوارع والقاعات والمسارح الفنية وإحياء حفلات الغناء والرقص تحديا للعدو! نستذكر هذا المثال ردا على من سيقول: ولماذا لا يذهب هؤلاء الشباب الى جبهات القتال في الأنبار بدلا من الغناء والرقص في شوارع بغداد، فهذا القائل ينسى أو يتناسى :
-أنه هو نفسه لم يذهب إلى جبهات القتال.
-و ينسى أن الحروب لا يشارك فيها الناس كل الناس.
-و أن القتال لا يكون بالبنادق فقط.
-و أن التحريم هو الطريق السالك نحو التكفير.
-و أن التكفير هو دعوة مباشرة لقتل المختلف والمخالف في أيامنا هذه!
-سؤال أخير: لو حدث المحذور، ضمن ظروف العراق المتوترة أمنيا وطائفيا، واستهدف أحد التكفيريين أو المتعصبين دينيا هؤلاء الشباب المحتفلين ببندقية رشاشة أو عبوات ناسفة وقتل عددا منهم، فكيف سيكون رد فعل أولئك الذين أصدروا أو أيدوا فتوى أو توجيهات التحريم الديني هذه؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريم التكفير الديني دستوريا ضرورة ماسة
- فؤاد معصوم و أحكام الإعدام
- العرب السنة بين الإبادة أو التهجير
- مطلب إعادة كتابة الدستور في مبادرة الكبيسي
- قرارتقسيم العراق : أوامر الكونغرس والتنفيذ للطائفيين العراقي ...
- فيلم عن إبادة الأرمن: مزرعة القبرات
- ماذا حدث في الثرثار ياحكومة المحاصصة؟
- متابعة يومية للتجاوزات الإجرامية في تكريت
- مع وزيري النقل والخارجية.. بصراحة
- جريمة ضرب الأطفال في المدارس العراقية
- نحو بغداد : نيران أميركية وإيرانية -صديقة-
- تهويلات وأكاذيب واشنطن بوست ومن يترجم عنها
- الحق مع دعاة التريث .. مركز تكريت
- لماذا تسكت القيادة العليا وماذا يحدث في مركز تكريت
- دلالات معركة تكريت
- موضوعان مشهديان من عراق اليوم
- دماء بروانة: القتيل واحد والقاتل أيضا!
- انتصار كروي آسيوي ثمين ولكن!
- أونفيري ومساواة التكفيريين-الجهاديين- بعموم المسلمين
- طبقة كتاب نظام المحاصصة الطائفي ومشتقاتها!


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا حرَّم الصدر حفلات شباب - بغداد بارتي- ؟