أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!














المزيد.....

أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 18:30
المحور: الادب والفن
    


أغلقت إحدى السيدات سيارتها من طراز BMW في مدينة Yiwu الصينية، ناسية المفاتيح في الداخل وابنها في المقاعد الخلفية. كان الجو حارا. تمسك الطفل ابن السنوات الثلاثة بالزجاج وابتدأ بالبكاء. تم استدعاء فوج الاطفاء والدفاع المدني. لم يكن أمام رجال الدفاع المدني سوى أن يكسروا زجاج السيارة بهدف إخراج الطفل. اعترضت الام لأنها لا تريد إلحاق الضرر بالسيارة الغالية الثمن وطلبت استقدام حرفي يستطيع فتح السيارة دون كسر الزجاج. تجمهر الناس، ابتدأ الحر بالارتفاع والاوكسيجين بالانخفاض داخل السيارة. بدا على الطفل علامات الاسترخاء التي تسبق الغياب عن الوعي. أصرت الام على الانتظار لكن رجال الدفاع المدني تجاهلوا طلب السيدة وقاموا بكسر الزجاج وإنقاذ الطفل من الموت. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالام التي فضلت زجاج سيارة على طفلها. ومن ضمن التعليقات، قام رجل بنشر خبر قال فيه أنه كان يعمل جنديا في القوات الجوية الاميركية في قاعدة Robins AFB في الثمانينات من القرن الماضي. شاهد هذا الرجل طفلا في مقعد خلفي من السيارة التي كانت مقفلة. قام الرجل بتحطيم زجاج السيارة وإخراج الطفل، ثم قام بالاتصال بالقاعدة الجوية الذين وجدوا والدي الطفل وأرسلوهم الى المكان. اصطحب الوالد الطفل في سيارة الاسعاف الى المستشفى فيما كانت الام غاضبة لكسر زجاج السيارة، حتى أنها اتصلت بالجندي بعد يومين في عمله مطالبة إياه بدفع فاتورة الزجاج المكسور.

ذكرتني هاتان القصتان بقصيدة على النقيض تماما منهما كتبها الشاعر ابراهيم المنذر وكانت أمي ترددها وانا صغير وهي كالتالي:
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ...... بنقوده كيما ينال به ضرر

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ...... ولك الجواهر والدراهم والدرر

فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ..... والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط سرعته هوى ........ فتدحرج القلب المضرج إذ عثر

ناداه قلب الأم وهو معفر ...... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟؟؟؟

فكأن هذا الصوت رغم حنوه ...... غضب السماء على الغلام قد انهمر

فارتد نحو القلب يغسله بما ...... لم يأتها أحد سواه من البشر

واستل خنجره ليطعن نفسه ...... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر

ويقول يا قلب انتقم مني ولا ...... تغفر فإن جريمتي لا تغتفر

ناداه قلب الأم كف يدا ولا ...... تذبح فؤادي مرتين على الأثر!!!!

غريبة هي الحياة! أم تريد حماية ابنها الذي ذبحها من السوء وأم تخشى كسر زجاج السيارة لأنها غالية الثمن. لكن، وإن كانت القلة القليلة من السيدات يضعن حياة اطفالهن في الميزان من اجل عدم الخسارة المادية، إلا أن الاكثرية الساحقة منهن يؤخرن ذواتهن ويضعن أطفالهن وعائلتهن أولا. تحية لك أيتها الام التي بكت كيما يضحك طفلها، جاعت كيما تشبع فلذة كبدها، سهرت كيما ينام حبيب قلبها، وأعطت بسخاء دون ان تحسب الربح والخسارة.

أمي، زوجتي، ويا كل نساء العالم، آن لنا نحن الرجال أن نرفع قبعاتنا وننحني أمامكن احتراما، لا بل أن ننحني احتراما لكل فتاة تحمل شعلة الامومة، أأما كانت أم لم تكن، أأنجبت أم لم تنجب.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتعهد بأن أحبك حتى الموت
- يسوع الثائر 1 تعريف الثورة
- قصة حب
- قاضٍ ومتهم
- يسوع المفكّر 8 - العدالة الاجتماعية
- أين أبي؟
- دفاعا عن الاسلاميين
- يسوع المفكّر 7- العدالة الاجتماعية
- يسوع المفكّر 6 - حوار فلسفي
- وداعا يا ورد
- يسوع المفكّر 5 - لقاء على حافة البئر
- يسوع المفكّر 4 - الانسان
- حبّة مانغو على رأس الرئيس
- يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
- يسوع المفكّر 3- الانسان
- يسوع المفكّر 2- الكلمة
- يسوع المفكّر 1 مقدمة
- لماذا نحن متخلفون؟
- مات الصنم، يحيا الصنم
- من أحرق سليمان، صباح، وروعة؟


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طوني سماحة - أرجوكم،لا تكسروا زجاج السيارة!