أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند احمد الشرعة - نظرات الى التاريخ الاسلامي















المزيد.....

نظرات الى التاريخ الاسلامي


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 02:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نظرات الى التاريخ الاسلامي:

إن المسلمين كأغلبية قد أحاطوا الخلافة الراشدة بهالة من القدسية واعتبروها مثالا أعلى يجب أن يحتذى به بل حتى في الخلافة الراشدة هم يفضلون أبا بكر وعمر على عثمان وعلي ففي شورى عمر طلب عبدالرحمن بن عوف من عثمان وعلي بأن يبايعهما على سنة الله ورسوله وأن يتبعا الشيخان بأعمالهما فوافق عثمان ورفض علي (ربما سيعترض البعض ليقول أن الأمور قد بيتت وان عبدالرحمن حابى عثمان ليست بمشكلة) وبالمجمل فان أغلبية المسلمين يقدسون فترة ابو بكر وعمر لعدم التفرق الظاهري كما يصفون متناسين الانقسام الذي حدث ورفض البيت الهاشمي ولو سرا ورفض سعد بن عبادة الذي تم اغتياله وقيل ان الجن قد قتلته وهو في طريقه الى الشام لخلافة ابي بكر وقريش مع رفض وتمرد القبائل العربية ثم إن أغلبية كتب التراث تحيط هذه الفترة بهالة مقدسة متناسية أخطاء هذه الفترة ومصائبها و ما للعوامل الاقتصادية والسياسية والديموغرافية التي كان لها الدور الأكبر بتسيير الأمور وبلورة الفكر الاسلامي المتجه الى ما يسمى بالفتوحات وبداية ظهور فرق اسلامية وبداية الانقسام القرشي الداخلي الذي بدأ مع مقتل عثمان وتكرس اثناء الحرب الاهلية للاستيلاء على الحكم.
ثم أتت الخلافة الأموية ومع قدوم معاوية بدأ تيار الجبرية بالظهور وقد أرسى هذا التيار معاوية بشكل واضح ففي رسالته الى المغيرة بن شعبة يقول معاوية على لسان محمد (لا اله الا اله وحده لا شريك له اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت) بالاضافة الى مقولة معاوية : المنصور من نصره الله والمهزوم من خذله الله. (البعض سيقرأ هذه الكلمات ويمر عليها مرور الكرام بل ويرددها دون فهم لمعناها) طبعا ظهر ضد هذا التيار الجبري التيار القدري وعلى رأسه غيلان الدمشقي الذي رفض وبشدة جبرية الامويين وانتهى به الأمر الى أن قتل طبعا خلال الفترة الأموية استمر خلفاء بني أمية بتطبيق هذا المنهج الا قلة قليلة كيزيد الناقص القدري ومروان الجعدي تلميذ الجعد بن درهم بالاضافة الى أن كتابات يوحنا الدمشقي لم يعترض عليها من قبل خلفاء بني امية الموسومين بالطغاة أضف الى ذلك عدم تطبيق الحدود ولكن ما يهمنا بهذه الفترة هي فترة عمر بن عبدالعزيز فأكثر كتب التراث ويسمح لنا بالقول هنا كلها تمتدح فترة عمر بن عبد العزيز وتصفه باحياء السنة واقامة العدل هل هذا صحيح؟ هل مشى عمر على نهج الخلفاء الراشدين؟ طبعا لا فكتب التراث متعلقة بمسألة الفكر يفرز الواقع لا العكس الصحيح.
ان فترة عمر بن عبدالعزيز فترة اتسمت باصلاحات اقتصادية ساهمت بارضاء الموالي الذين كانوا يدفعون الجزية بالرغم من اسلامهم و كانوا محرومين من العطاء بالرغم من مشاركتهم في الحروب الاسلامية وذلك لتكرس النظرة العربية الفوقية بالاضافة الى العروض التي قدمها عمر لمن يعلن اسلامه من اهل الذمة الذين اضطهدوا على يد من سبقوه ايضا قام عمر بسحب القوات الاموية من حصار القسطنطينية وتوقف الحركة التوسعية للدولة ولكن كيف خالف عمر الخلفاء الراشدين؟ لقد خالفهم بوقفه للفتوحات وبوقف قتال الخوراج ولكن لماذا تم تشجيع أهل الذمة على الدخول في الاسلام؟ هنا تكمن الخدعة الكبرى ومن هنا سنفهم لماذا كره اهل القرى من النبط العرب اكثر من الدهاقين.
لقد تهافت البسطاء على الدخول في الاسلام لسببين رئيسيين:
الاول أنهم يريدون التخلص من الجزية و الخراج ان كانوا فلاحين(وهم الاغلبية) ولكنهم وقعوا في فخ الزكاة ولم ترفع ضريبة الخراج عنهم بل أضيف الى الخراج ضريبة العشر .
أما السبب الثاني فقد أرادوا امتيازات كامتيازات العرب والحصول على الوظائف المهمة ولكنهم وقعوا بفخ قصر خلافة عمر وسيطرة طبقة الدهاقين على الوظائف المخصصة للعجم بالاضافة الى التحالف القائم بين الارستقراطية العربية التي لم تضعف سلطتها اطلاقا مع طبقة الدهاقين.
اذن عمر بن عبد العزيز نصاب من الطراز الاول وداهية اقتصادي.
ولا ننسى أن ننوه الى أن فترة عمر هي فترة التمهيد لسقوط الدولة الاموية العربية فقد أحيت امال الموالي وأججت الصراع القبلي بشكل باطني فالعرب ان لم يقاتلوا غيرهم يتقاتلوا فيما بينهم ولهذا شواهد كثيرة ايضا فإن فترة عمر شهدت ضعفا كبيرا في العمل الاستخباراتي فظهرت وبدأت الدعوة العباسية في فترته.
ومع سقوط الدولة الاموية وظهور العباسيين بدأت الارستقراطية العربية بالاختفاء وبدأت طبقة الفقهاء والكتاب تحل مكان تلك الارستقراطية ولكن ألا يوجد عاقل واحد يلاحظ أن الدولة العباسية لم تطبق الشريعة الا بحدود مصالحها ففي عهدهم ظهرت التيارات المناوئة للاسلام بشكل عميق كالمانوية والمزدكية بشكل واضح للعيان متخفية ببعض المذاهب احيانا واحيانا ظاهرة كديانة بذاتها ولكن الخلفاء العباسيين لم يلاحقوا سوى من يشكلوا خطرا على السلطة السياسية و يلاحظ أن بعض الخلفاء حاربوا أكثر طبقة استندوا عليها ألا وهي طبقة اهل الحديث التي أحس المأمون بخطرها لجذبها للعوام بأسالبها التي تداعب العاطفة وبدأت تنكر على السلطة ممارساتها.
ولكن ألا يلاحظ أنه مع قدوم الدول الشيعية كالبويهيين والحمدانيين التابعين للخلافة العباسية اسميا ازدهرت الحركة العلمية بشكل مستغرب وهنا اتكلم عن علوم الفلسفة والمنطق وعن علوم الفلك والخيمياء والهندسة ولكن الا يجب النظر كذلك الى المأمون المعتزلي والمعتصم والواثق الا يجب النظر الى عبد الملك وولديه سليمان والوليد فقد تقبلوا كتابات سرجون بن منصور الطاعنة بالاسلام فقد تقبل هؤلاء المعارضين لافكارهم الدينية ما داموا بعيدين عن التعرض لسلطاتهم السياسية ألا يستغرب فتح السجون للصوص والقتلى وعدم التعرض للزناة خلال العصر العباسي وبعض العصر الاموي ألم تعطل الزكاة ألا يقرأون عن مجالس الطرب والمجون التي اختص بها الخلفاء والامراء العلمانيون الذين استخدموا الدين كأداة حشد للعوام الم يقرأوا عن دور الباء وأطفال الشوارع في بغداد واذا ما قارنا بين فترة من يسموا خلفاء راشدين و بشكل اوسع الحكام السلفيين وبين الخلفاء والحكام الطغاة لوجدنا فرقا شاسعا بين الطرفين فالاول اقصائي غوغائي والثاني متقبل ومتفهم ما دام الاخر لا يشكل خطرا على سلطته واذا نظرنا الى الدول السلفية كالسلاجقة والايوبيين والمماليك لرأينا فترة هبوط علمي وانحدار ثقافي وانتشار لجماعات صوفية.
هذا ما حاولت اختصاره مجبرا من أجل القراء فقط تاركا كما هائلا من المعلومات ولكن على كل من يقرأ التاريخ أن يتفهمه وأن ينظر فيه بعيدا عن المشاعر التي تعميه وككلمة اخيرة فانا أنظر لهؤلاء كمجرمين الا انها السياسة وفي السياسة لا مكان للمشاعر فلذلك قيل الملك عقيم.



#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باستثناء أن أكون أبا.....
- ما وراء عقل المتدين
- النهاية
- سقوط الانسانية
- سدوم
- في سيل الذكريات
- على طاولة النقاش
- الانسان...
- وطني حبيبي وطني الاكبر
- هموم الارض
- ما وجدنا عليه اباءنا
- لو كان موجودا
- وما انا الا من غزية
- أساطير الاولين(2)
- اساطير الاولين
- الاعدام والشعب العربي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند احمد الشرعة - نظرات الى التاريخ الاسلامي