أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إسمهان حطاب - دول عربية للإيجار وأخرى للبيع!؟ ... -اعتقال ثورات مشبوهة-














المزيد.....

دول عربية للإيجار وأخرى للبيع!؟ ... -اعتقال ثورات مشبوهة-


إسمهان حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 16:28
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تعد دولنا العربية مسرحا فقط للكسوف الفكري والقيد "اللاأخلاقي" والفن والعشاق والمنفيين السياسيين والانتخابات العاهرة التي تمنح نفسها لمن يدفع أكثر، بل أضحت أكثر من ذلك، فهي مسرح لغرائب من نوع خاص، لن تجده إلاّ في متحفنا، آخرها "ربيعنا العربي" بالأحرى "ربيعهم".. فقد تحولت مدننا التي كانت ذاكرة للحب عبر الزمان إلى ذاكرة للموت كل يوم!!
يغمرني رعب لا حدود له، بمشاهدتها كل يوم وهي تتصدّر قائمة الأخبار، إنّها الغابة... لا أثر للحضارة ولا للدّين بعد اليوم بيننا... رحت من خوفي أبحث عن ما يؤكد لنفسي أنّي أعيش في هذا العصر الذي من المفروض أنّه عصر الفضاء.. وها هي الصحف والتلفاز من أكدا لي ذلك وأنّ كبسولة الزّمن لم تتوقف في عواصمنا العربية لتعيدها مئات بل آلاف السنين إلى الوراء.. أية مأساة أن نعيش في وطن يصبح فيه بقاؤنا على قيد الحياة خبر يستحق الإعلان عنه.. أو حتى الاحتفال به!؟ ربما هناك الآن مجموعات بشرية تُهجّر خلسة لتعيش في القمر وعالمنا العربي مازال يعيش ويلات العصور الغابرة؟؟؟..
إنّ الإحساس بخيبة الأمل في هذا الظّرف يصبح أمرا طبيعيا، في ظلّ ما آل إليه وضعنا، فنحن يمكننا بسهولة تعداد جرائم إسرائيل وتاريخها الطويل في تقتيل الأبرياء فلسطينيين، مصريين، سوريين، لبنانيين وغيرهم، لكن أين هي جرائمنا!! هل حررتنا "الثورة" فعلا حتى نعترف ونقرّ بأخطائنا وتاريخها الطويل!؟؟ لست هنا في معرض الحديث عن قضية إسرائيل أو تبريرها بل الحديث عن ما فعله بنا "الرّبيع"... ما الذي فعلوه به حين حولوا ثورته من حلم إلى كابوس طائفي متعجرف. أصبحت المدن فجأة زمانا لكلّ الفصول... وكلّ الميتات... وكأنّنا نفتح جراح الوطن العربي قطبة قطبة... ونمعن في التّسكع داخلها بكل كبرياء وتباهي!!
وها هي السنوات تمضي... سنة تجرّها سنة... لم تدهشني هذه الفوضى التي تخترقنا كونها جزء منّا، بل ما أدهشني تلك الفظاعات التي جعلت وطننا العربي اليوم رمالا متحركة نغوص فيها ببطئ دون أن ندرك أنّها توشك أن تبتلعنا كلنا.. صالحنا و طالحنا. ندّعي أنّنا نعشق الحرية لكننا لا نعي ما هو ذاك الشيء الّذي نريد التّحرر منه... أنّنا نحلم بالوحدة، لكن لا نعرف مع من نريد أن نتحد.
إنّ القضايا العادلة التي نطالب بها اليوم في حاجة منّا قبل الإقبال عليها أن نعرف أبجديتها. فلسنا في حاجة إلى مظاهرات ولا إضرابات ولا حتى إلى ثورات عقيمة، بل إلى مخطط واع مدروس. بحاجة أن نعلمها للأجيال الّتي ستعقبنا كجزء من المعرفة، حتى لا يكون مصير كل الدول العربية كما في حال تونس، مصر، وليبيا واليمن والعراق وسوريا وحتى باقي الدّول العربية على درجات متفاوتة. فلو وعينا جيدا مدلول ما أردنا الوصول إليه؛ وهو إنهاء العيش في ذلّ حكامنا وإطاراتنا، لعرفنا أنّ من ماتوا في ثورات التحرير من الاستعمار الأجنبي لم يموتوا بل نحن الأموات، أموات بلا نعوش، كل منّا نعشه جسده، وموته قبوله الذل، ترى هل أدمنا الانتحار دائما عند أحلامنا "البسيطة" وكأنّها من المستحيلات؟؟
بعد مرور ما يزيد عن أربعة سنوات، ثوراتنا لا تزال لليوم أشبه بمحاكم لضمائرنا بلا قاعات.. بلا مقاعد.. بلا شهود.. بلا محاميين.. بل بلا مقر.. لذلك لم تنته.. ولا يبدو أنّ ذلك قريب.. فالجريمة هي مجازر مازالت تحدث ليومنا هذا وقتلاها مازالوا يتساقطون واحدا بعد الآخر. خوفي أنّه حتى لو عاد السلام في هذه المدن، فإننا سنستفيق وقد نسينا المشي منتصبين، أتُرى هذه الحروب الأهلية صدفة أم أنّ القدر أراد أن يذكرنا بالدّرس الّذي كدت شخصيا أن أنساه... بأنّ الحقيقة الإنسانية الأولى هي التّشرّد، وأنّ الاستقرار ليس أكثر من محطة أنس عابرة، فإنّه لمستحيل في وطن غير واعي بنفسه، وكأنّنا كما يقول المثل اليهودي القديم " إن لم أكن لنفسي، فمن لي؟"



#إسمهان_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إسمهان حطاب - دول عربية للإيجار وأخرى للبيع!؟ ... -اعتقال ثورات مشبوهة-