حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)
الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 10:42
المحور:
الادب والفن
حلم يقظة .. من مذكرات شاب محروم
كادت تسقط صريعة بمجرد أن وقعت عيناها على عينى بصورة مريعة
فكأنها وجدت ضالتها وعثرت على شىء تبحث عنه فى ذاكرتها
أحسست كأنها تريد القفز نحوى وهى تجلس على الكرسى
تستمتع بمياه البحيرة الصغيرة تلبس بلوزة وجيبة قصيرة
وكانت تجلس إلى جوار زوجها المسن الذى تزوجها فى ريعان شبابها وأغرى أهلها بالمال والجاه وكبر سنه وعقله قد تاه
كانت مثل الوردة المتفتحة ولكنها لا تجد من يقدرها ولا يهتم بها
رحت أحوم حول مكانها مثل الصقر الجائع أو الكلب الضائع
أومأت لى براسها لكى أتحرك نحوها
ثم كتبت ورقة صغيرة بسرعة البرق فالتقطتها وتحركت ناحية الشرق
سجلت فى الورقة عنوانها ورقم هاتفها وطلبت منى الإتصال بها
لم أصدق عيناى فقد كانت بالنسبة لى حلم حياتى فى الماضى والحاضر والآتى
رغم عشرات الفتيات اللاتى وقعن فى حبى ولم يصلن إلى قلبى
بل إننى لم أكلف نفسى بالإهتمام بهن ولا بالعطف عليهن
لكن هذه السيدة الخارقة الجمال الشديدة النعومة والكمال
اللامعة العينين الخطيرة الشفتين
لم أر مثلها طيلة حياتى فكان لقاؤها أعظم أمنياتى
ولم يخطر على بالى ولم يجل بخيالى أن تقع فى براثن حبى بهذه السهولة العجيبة والدقائق الرهيبة
إتصلت بها تليفونياً فأظهرت لى كل أنواع الحب والشوق واللهفة والعشق
ثم اتفقت معى على أن نتقابل فى كافتيريا لكى نتكلم فى كل شىء فلم أصدق الخبر وذهبت قبل الموعد بساعتين ولم أهدأ حتى جاءت بسيارتها الفارهة .
وعندما وصلت ونزلت من السيارة سلمت علىّ بحرارة
وضغطت على يدى أثناء السلام كأنها تحبنى وتعشقنى منذ أعوام.
شربنا عصير مانجو وصممت هى على دفع الحساب ولم تسمح لى بكلمة عتاب
ثم اصطحبتنى فى سيارتها المرسيدس الفارهة إلى نزهة طويلة زادت على الساعتين قضت معطمها فى الكلام عنى وعن لون عيناى وقامتى الممشوقة وطريقتى فى الكلام التى تسحرها وجمالى الذى أبهرها
وانتهت المقابلة بعناق طويل حار ووعد بلقاء قريب لكى يفضفض كل منا للآخر عن هموم زمانه ومشاكل حياته.
وإذا بأختى تهز كتفاى بعنف فقلت لها ما هذا السخف
فقالت أنا أنادى عليك من وقت طويل وأنت سارح فى خيالك العليل ..
وعلمت أن وقت الذهاب للعمل قد حان وحقدت على أختى وعلى الزمان
ليتها لم تيقظنى من ذلك الحلم ولم تخرجنى من جو الحب والحنان.
#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)
Hassan_Ahmed_Omar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟