عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 10:42
المحور:
الادب والفن
قال لها :
الدّموعُ تمدُّ جذورها نحو الشفاهِ اليابسةِ فتتورّدُ كما الشفقِ ، والقلقُ يصافحُ الحزنَ العميقَ قبلَ السفرِ ، والوداعُ يهمسُ في أُذنِ الفراقِ ؛ اقتربَ الرحيلُ فأطفئْ الشمعَ وأوقد حطبَ الانتظارِ .
صوتُها يأتيه من بعيدٍ : لا أحملُ معي سوى كلماتٍ وبقايا عتابٍ ، وصوتاً كأنّه الطفلُ اليتيمُ يصرخُ من خوفٍ وجوعٍ . سوف أمضي وفي ذاكرتي صدى أُغنياتٍ عتيقاتٍ ووقعُ مطرٍ ورجعُ عطرٍ وغيمُ دخانٍ .
حبيبي :
دعني أمضي الليلةَ معكَ ، دعني أحفركَ في خيالي أعمقَ وأكثرَ ، دعني أنقشُ أنفاسكَ على جدارِ القلبِ ، بل في القرارِ ، بي شوقٌ أن أرقصَ هذه الليلةَ معكَ على إيقاعِ نبضِ قلبكَ فأشعرُ بدفءِ دمكَ يسري في عروقِ جسدي كالماءِ في سنابلِ القمحِ ذاتَ صيفٍ ، أو حين عطشٍ .
حبيبي :
زورقُ الفراقِ يدقُّ ناقوسَ السفرِ مُقيماً طقوسَ الرحيلِ ، يمخرُ السنينَ ويطوي المسافاتِ . وذراعاي التي تعوّدتْ على العناقِ فارغةٌ إلا من ظِلالِ ذكرياتِ ليلٍ وطريقٍ .
حبيبي :
كم أنا مُحتاجةٌ إلى البكاءِ على صدركَ ؛ لأنّي أخشى أن يعودَ الشتاءُ بلا مطرٍ ، وأخشى أن يعودَ الربيعُ بثوبِ الحزنِ ، بلونِ الحدادِ .
أقسمتُ ألا ألقاكَ وسأمضي دونَ أن ألقاكَ ؛ فالأسئلةُ التي أحملها معي عنّي وعنكَ مرايا من نارٍ وسحابٍ .
حبيبي :
سأبقى أسألُ عنكَ الحروف العالقات في خاطري مثلَ أشجارِ الزيتونِ ، مثلَ الحقولِ ، مثلَ الأوطانِ التي احترقتْ بنارِ الثوراتِ وعلقتْ بينَ وحوشِ الظلامِ .
حبيبي :
سأمضي لغدٍ لا يشبه غدكَ وليلٍ لا يشبه ليلكَ ووطنٍ لا يشبه وطنكَ ولغةٍ لا تشبه لغتكَ . سأمضي وفي القلبِ ناران : نارُ صوتكَ ونارُ الحنينِ .
حبيبي :
أعدُّ خطى ما تبقّى من زمنٍ ، والكلامُ يتعثّرُ بين الشفاهِ التي أصابها الكسلُ وهي تنتظرُ قبلتينِ في آنٍ : قبلةَ لقاءٍ وقبلةَ وداعٍ .
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟