مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 4865 - 2015 / 7 / 13 - 09:59
المحور:
الادب والفن
السير على الحرير
(أطلب جسدك؛ لألاقي روحك التي تسكنه. ـ مراد سليمان علو ـ)
قالت: إن ظهورنا معا في هذا الزمان خطأ لن يتحمله كهف الحبّ المضيء.
قلت: لنزرع شجرة بدلا من الكهف، ثم نعلّق على أغصانها السبعة خطايا حيواتنا السابقة.
*******
قالت: لا أتحمل قصّة الفراق المألوفة.
قلت: في الانفجار الكبير أنفصلنا، وفي الانفجار القادم سنتحد من جديد.
*******
قالت: تعال يوم الجمعة سأطبخ لك شيئا مميزا.
قلت: ـ مع نفسي ـ يا لحظي، كل شيء في حياتي مميز.
*******
قالت : متى سنحصد سنابل حقولنا الذهبية؟
قلت: عندما نزرعها أولا.
*******
قالت: لا تطلب جسدي الفاني!
قلت: أطلب جسدك؛ لألاقي روحك التي تسكنها.
*******
قالت : سأستسلم لك كما تستسلم المروج الخضراء للصيف الذهبي.
قلت : حين ترتفع الشمس برايتها الأبدية لا أرى إلا وجهك الذي يستجيب للمسات أصابعي الراجفة، وحين يسلب مني النوم بهجتي، ويحملني الصمت إلى عالم الأحلام تهب ريح شرقية تتساقط معها أوراق أحلامي التي لها أشكال أصابعك.
*******
قالت : أنا لم أسيء إليك يوما. عبثت بروحك، لأنك سقطت في أمتحان جسدي.
قلت: لم أتردد يوما في سقوطي، بل كنت متلهفا للنهوض كي اسقط من جديد، وأنا أعاني من لوثة في روحي جراء عبثك، ولا ازال مترددا بين السقوط العابث، والقيام الساقط.
*******
قالت: اغوص عميقا لأسقط في قاع صمتك. أوّاه تلك الهوّة التي لا عودة لي منها إلا بإحداث جلبة في حافات روحك.
قلت: يا صديقتي الحبيبة، ويا حبيبتي الصديقة، فقط لو ابتسمت أثناء الغوص. فقط لو ضحكت عند السقوط. فقط لو فرحت باللاعودة لانتشلتك، ولأصعدتك إلى القمة التي أدخرتها لك في الذرى. القمة التي لا يسمع فيها غير ضحكات بتلات الورد.
*******
قالت: هنالك، قرب قريتي جبل. تعال معي نصعد إليه فهو مكان للذين يتألمون. تعال معي إلى الجبل لنمح الألم.
قلت: ولكن أنا هو الجبل.
*******
قالت: ما الأمر؟ لماذا كلما أردنا الخروج من جرحنا ننزف من جديد، وتحترق كل قرى شنكال؟
قلت: اسألي الخواء مابين كفي ونهديك!
*******
قالت: قم برحلة سريعة من قمة رأسي إلى أخمص قدمي، ومن أخمص قدمي إلى قمة رأسي!
قلت: أني أغوص في رمال جسدك، ولا أريد أن أقاوم لذة الجاذبية، وأرفض الخروج معك عاريا دونما حلم!
*******
قالت: أنت معي.
أحس بك.
هيا أنهض.
أغلق الباب.
قلت: بل أنت التي معي.
أحس بك دائما.
هيا انهضي معي.
ولا تهتمي للباب،
لندخل أولا.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟